من الأمور التي يهتم الآخرون بقرأتها والتعرف عليها، قائمة أمنياتك أو الأمور التي تخطط للحصول عليها أثناء حياتك. القراء من خلالها سيستطيعون التعرف أكثر على شخصيتك وذوقك الشخصي، وأيضاً إن كانوا يشاطرونك ذات الإهتمامات والميول قد يجدون في أمنياتك أمور يبحثون عنها ولا يعرفون كيفية الحصول عليها. أذكر قبل سنة تقريباً، كتب أحد المدونين عن قائمة الأمنيات أو مايعرف بـ”wish list” الخاصة بموقع أمازون. وفي هذه القائمة تستطيع تحديد ما تتمنى أو تخطط للحصول عليه مستقبلاً، من كتب وأجهزة وحتى ملابس، وهذه القائمة بإمكانك نشرها وتمكين الناس من قرائتها، أو جعلها خاصة بك فقط. من يتصفح قائمتك يستطيع إهدائك شيئاً منها، بدفع قيمته والموقع يتولى أمر الإرسال لك مع ورقة إهداء يكتبها مهديك إن أحب ذلك.
قد تكون قائمة الأمنيات من موقع أمازون، بداية جيدة، ولكن قد يكون من الأفضل لو كتبت المزيد عما تود الحصول عليه. فتصبح التدوينة الخاصة بقائمة الأمنيات تحتوي على أمور كالتالي:
- اسم الشيء الذي تود الحصول عليه.
- من أين يمكن شرائه، وإذا كان هناك عدة مراكز لبيعة أيضاً يمكنك ذكرها.
- سعره التقريبي، أو العادل.
- في ماذا يستخدم.
- كيف سيساعدك، أو ما الذي يجعلك تود الحصول عليه.
طبعاَ يمكنك كتابة تدوينة من هذا النوع بين الفترة والأخرى، ويمكنك أن تكتب عن غرض واحد أو عدة أغراض في تدوينة واحدة.
نعايش هذه الأيام مرحلة مزحومة من السنة، فللتو أنهى الطلبة اختباراتهم. منهم من أنهى الثانوية ويفكر بالعمل أو الإلتحاق بمعهد أو جامعة، وبعضهم تخرجوا من الجامعة ويبحثون عن عمل أو يرغبون بمواصلة تعليمهم، ومنهم من لايزال في إحدى هالمرحلتين. أيضاً البعض يرغب بنسيان عناء الدراسة ومشقة الإمتحانات، وسيسافر للسياحة سواء خارج وطنه أو داخله. كل تلك الأمور تعني أنهم سيمرون بتجارب لا بد وأنها قيّمة لغيرهم. هذه التجارب سيكون مصيرها النسيان، أو في أفضل الحالات لن يستفيد منها إلا قلة ممن يعرفون من يمر بها بشكل شخصي. لذلك حفظها وتسجيلها مهم سواء لمن يمر بالتجربة أو للعامة، ولا أفضل من تدوينها عبر الإنترنت.
في هذه الأيام هل:
- ستتقدم بطلب الإلتحاق بجامعة أو معهد؟
- ستبدأ مشروعاً خاصاً أو تبحث عن عمل؟
- لازلت تدرس في الجامعة أو في الثانوية؟
- ستسافر إلى دولة أو مدينة بقصد السياحة أو الدراسة؟
- لديك مشروع أو عمل صيفي؟
- لديك مهارة خاصة تود تطويرها خلال الإجازة؟
- إن كنت قد جاوبت على أحد الأسئلة السابقة بنعم، فأنت تملك شيئاً يتطلع الآلاف عبر الإنترنت إلى التعرف عليه. كل شخص متفرد بذاته وله قدرات وتجارب خاصة، إن كتبت ونشرت سيستفيد منها الكثير، ولا تدري لعلك تكتب عن شيء ما، ويكون في تجربتك مساعدة لإنسان أو شخص. قد يدور في خاطرك الآن أن التدوين أمره صعب ويحتاج للمتابعة، ويترتب عليه إنشغال ويحتاج لتفرغ. لنرى إن كان ذلك صحيحاً!
طبعاً بخلاف الأشخاص ذوي الشخصيات التي تميل للإدمان على الأشياء، أو المتفرغين للتدوين، صاحب المدونة هو من يحدد نسبة إنشغاله على المدونة، وكثافة النشر. يمكنك أن تنشر مقالة واحدة كل عدة أيام، أسبوعياً، أو شهرياً، ولو اتقفنا على ذلك لا أعتقد أن تفكيرك في موضوع، وكتابتك له في ساعة أسبوعياً مثلاً سيشغلك عن أمور أخرى.
سواء أكنت ستكتب عن تجربتك، تخصصك، أو رحلتك، التدوين في الواقع قد يشغلك عن التركيز على ما تعمله، لكنه سيساعدك على فهم تجربتك بشكل أكبر والإستفادة منها وتوثيقها. فأولاً كما ذكرت سابقاً التجربة ستنسى إن لم تسجلها وتوثقها. تخيل رحلتك بدون إلتقاط صور، أوكتابة مذكرات. أيضاً هل ستذكر كيف استطعت التفوق في اختبار القبول الجامعي، أو اسلوب الدراسة الأفضل مالم تفكر بعمق وتحلل الأسباب والأمور التي ساعدتك على ذلك؟
في البداية الكثير قالوا كذلك، ولكن عندما تتخصص وتكتب في مجال أنت تحبه، ستجد أن الأفكار لا تنتهي. لذلك من المهم أن تكتب عن ما تحبه أنت وليس ما تعتقد أنه ما يحبه الناس. ومهما تكن ميولك وما تحبه ستجد أن هناك من يتابعك ويشاركك ذات الإهتمامات.
بشكل طبيعي، المتابعين لن يقرأون لك مالم يجدوا عندك أسلوب جيد، أو معلومة جديد ومهمة. هذه مهمتك، وتذكر أنه كلما تكتب وتبحث وتقرأ، سيتطور أسلوبك مما سيجذب المتابعين لمدونتك. وأيضاً سيساعدك ذلك على التوسع وفهم تجربتك بشكل أفضل، مما سيعطيك قدرة على التحليل وإعطاء النصائح والتوجيه.
على العكس تماماً، في المدونة المادة المنشورة هي لك، ولك كامل حرية التصرف فيها. تستطيع حذفها، تعديلها، إعادة نشرها، وكتابة ما تريد كتابته دون الحاجة لأخذ موافقة من المشرف على المنتدى، أو الخضوع للقوانين التي يضعها. وعلى النقيض في المنتدى، صاحب المنتدى يستطيع في أي لحظة أن يحذف موضوعك أو المنتدى بشكل كامل دون أن يرجع إليك. مما يعني أن أرشيفك وسمعتك ستضيع من وقت حذف ذلك المنتدى.
الفكرة التي بنيت عليها المدونات هي اتاحة مجال الكتابة لغير المتخصصين في البرمجة. فلتفتتح مدونة وتكتب فيها، أنت لا تحتاج لأي معرفة بلغات البرمجة. هذا لا يعني أن معرفتك للبرمجة لن تفيدك في تخصيص مدونتك وإظهارها بشكل مميز، لكن تذكر دائماً أن هذا ليس مهماً. أيضاً هناك العديد من مقدمي خدمة استضافة المدونات المجانية، يوفرون لك مدونة مع دعم كامل للغة العربية، بسهولة تسجيل بريد إلكتروني جديد. لن تحتاج لدفع مبالغ مادية إلا في حالة رغبتك في تسجيل رابط وموقع كامل لك، وفي هذه الحالة ستحتاج لمعرفة بلغة البرمجة أو استأجر خدمة تصميم ودعم مدونة. طبعاً الإستضافة تكون في حدود المائة دولار سنوياً، والتصميم يختلف بإختلاف المصمم.
إن كنت تفكر في البدأ في التدوين، هناك عدة محطات ومواقع ستساعدك على ذلك:
- أولاً، خذ جولة في المدونات العربية، وتعرّف على المدونين وأساليب كتابتهم. وحاول ان تكتشف إن كان هناك من يكتب في ذات المجال الذي تود الكتابة فيه، لتتعلم من تجربته وتحاول التغلب على ما تراه سلبيات لمدونته.
- ثانياً، قرر إن كنت تود لمدونتك أن تكون بإستضافة مجانية أو مدفوعة. وبعد اختيارك تجول في موقع وردبرس العربي، هذا الموقع يدعم برنامج وردبرس والذي يشغل مدونتي. في هذا الموقع ستتعرف على طريقة فتح مدونة ونصائح وامور متعلقة بالبرمجة والتصميم. لو أقتنعت ببرنامج الوردبرس يمكنك افتتاح مدونة مجانية منموقع وردبرس الشركة. أما عن البديل فهناك بلوقر التابع لشركة قوقل، مدونات مكتوب العربية، ومدونات جيران العربية.
- أخيراً، بعد أن افتتحت المدونة، تابع نصائح تطوير المدونة والأسلوب التي تنشر في الإنترنت عبر مواقع، كموقع وردبرس العربي، مدونة أقلام العامة ومدونته المتخصصة في الوردبرس، ومدونة وردبرس العربي.
عندما يود البعض تعريف المدونة، فإنهم غالباً ما يفسرون معنى وأصل كلمة “بلوق”، دون محاولة إيجاد المعنى الحقيقي لفعل التدوين. لعلك قد قرأت هنا أو هناك، أن “بلوق” هي نحت لكلمة “ويب” و”لوق”، والتي تعنى سجل الإنترنت. وأيضاً ربما سمعت أحدهم يرفض أن يعرف التدوين ويرى أن أي محاولة لتعريف التدوين ستسيء إليه، وستحد إنتشاره والإستفادة منه. في هذا الموضوع سأكتب عن نظرتي للمدونات والتدوين وسأحاول تعريفها بناءاً على ما قرأته وفهمته، وإن كان فيما أقوله نقصاً أو خطأ اتمنى أن يتم تصحيحي.
هذا التساؤل قد يدور في خاطرك الآن، لماذا أضيع وقتي ووقتك بالتعريفات، التدوين معروف كلنا نراه، وهناك الكثير من المدونين، ودخول مدونة أحدهم كفيلة بأن تعطيك فكرة عن ماهية التدوين. يقول أحد الفلاسفة، أنك لو وضعت أناساً في كهف من اليوم الذي ولدوا فيه، وجعلت وجوههم مقابلة لجدار الكهف إلى أن يكبروا في العمر، وبعدها أخرجتهم من هذا الكهف، فإنهم لن يستطيعوا رؤية أو فهم أي شيء في الخارج. وهذا هو ذات وضع أشياء كثيرة في حياتنا خصوصاً الجديدة منها. ولتوضيح الفكرة أكثر، تخيل أن هناك منتج جديد دخل للسوق، ولم يكن هناك أي منشور يشرح ماهيته أو فيما يستخدم، ولنقل أنه معجون الأسنان. سيكون الجميع خائف من تجربته، وسيرون أن في تجربته مضيعة للمال. وتجرأ أحدهم وقام بشراء هذا المعجون، وبدأ بأكله وشاهده الناس يأكل المعجون ويقول لهم أن طعمة كالنعناع ولذيذ، سيصدقه الناس لأنه هو الخبير وأول من قام بالتجربة ولابد وأنهم سيأكلون المعجون. وحتى لو جاء شخص آخر بعد فترة وقال لهم أنه مضر بالصحة وأن استخدامه هو لتفريش الأسنان، فغالباً أن الناس لن يصدقونه.
طبعاً لا يفهم من كلامي أني أقصد أن من بدأ بالتدوين بدأ بداية خاطئة، وأنه جاهل. مقصدي من هذا الكلام أن التدوين أشمل وله استخدامات أكثر مما هو الحال الآن. ففي رأيي المتواضع، التدوين حالياً، مقصور على ثلاثة أقسام فقط، تدوين المذكرات، التدوين التقني، التدوين الإجتماعي أوما يسمى بالإصلاحي. هذه الأقسام الثلاثة هي التي بدأت مع تعرّفنا على التدوين، وبالتالي أصبحت غالب المدونات الجديدة نسخ طبق الأصل لمدونات سابقة سواء في التوجه أو المحتوى.
أيضاً حينما نعرف التدوين، فإن من يرغب بإفتتاح موقع، سيعرف ماهو نوع الموقع الذي يناسب إحتياجاته، ولا يحور فكرته الأصلية ليمكن تنفيذها على شكل مدونة. ما أقصده أن هناك بالإضافة لمواقع المدونات، هناك مواقع للشبكات الإجتماعية، ومواقع للمنتديات، ومواقع إخبارية وغيرها. لكل منها طريقة استخدام، وقوالب جاهزة متوفرة لصاحب الموقع. وقد ترى ذلك واقعاً في مواقع يطلق عليها اسم مدونة، فقط لإنها تستخدم برنامج الوردبرس لكنها في الواقع، موقع إخباري أو شبكة إجتماعية. ولو تم إستخدام برنامج آخر كدروبال على سبيل المثال، لإدارة الشبكات الإجتماعية لكانت أكثر عملية، ومرونة. وفي المقابل، هناك مدونات لا تتم تسميتها كمدونة، لسبب أن صاحبها رأى أن لا يسمح للزوار بالتعليق، مع أنها في الواقع مدونة.
المدونة هي مذكرتك شخصية، أو الدفتر الخاص بك، يحق لك تشكيلها وتعديلها لتناسب احتياجاتك وميولك. هذه المذكرة من الممكن أن تكون شخصية تكتب فيها عن يومياتك والتجارب التي تمر بها، أو عملية فتكتب فيها عن مجال عملك أو تخصصك. والمدونة شخصية، أي أن الكتابة فيها تكون بصيغة المتحدث وليست بالصياغة الأكاديمية، التي تحتوي على حقائق عقلانية غير شخصية فقط. عادة، ما يكتب في المدونة شخص واحد فقط. وحين يزيد عدد الكتاب، فإن الموقع عادة يكّون ما يعرف بالشبكة الإجتماعية.
المدون يعكس رؤيته ونظرته للأشياء من واقع خبرته في الحياة، فالمدونة يمكن أن تكون متخصصة في أي تخصص علمي، بالإضافة إلى إمكانية أن تكون لليوميات، أو كلاهما معاً.
الوسائط المستخدمة في التدوين هي:
- التدوين الكتابي (وهو الأشهر والأكثر إنتشاراً).
- التدوين الصوتي.
- تدوين الفيديو.
لا، فمن وقت إفتتاح المدونة، انت تملك كامل الحرية في التصرف في المدونة، فهي في النهاية “مذكرتك الشخصية”. ولا أحد يملك حق فرض رأيه عليك، ولا يعني أن “مذكرتك الشخصية” لا تعتبر مذكرة شخصية لأنها لا تشبه مذكرة فلان. هناك طرق ونصائح، تساعد الزوار والقراء على التصفح والتفاعل، مثلاً وضع تصنيفات، ترتيب التدوينات تصاعدياً، فتح المجال للتعليقات، نشر تدوينات بشكل دوري، أو الكتابة في مجال أو مجالات محددة. لكن لا يعني أنك في حالة عدم تقيدك بالنصائح التالية أن مدونتك ليست مدونة.
في النهاية لا أنسى أن أشكر الأخ عقبة على فتحة للموضوع، وتشجيعي على نشر هذا التدوينة.
- عقبة: المدونات والتدوين وغموضه.
- محمد: ثقافة التدوين.
- الداود: التدوين السهل.
أثناء جلوسي في ساحة الجامعة وانتظاري للإختبار، اقترب مني شخص أسترالي. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أراه فيها، فـ”دين” يعرفه معظم المنتسبين للجامعة من طلاب وموظفين. أخرج علبه سجائره، وقال لي: “هل يمكنني الجلوس بجوارك؟” قلت له: “نعم، بكل تأكيد!”. ابتسم وجلس إلى جواري ثم بادرني قائلاً: “أريد أن أخبرك بقصتي.” طبعاً لم أستطع أن أقول له لا، فأبتسمت وبدأت بالإستماع.
قال لي أنا اسمي “دين جوردون”، عمري 41 سنة، وأنا طالب في الجامعة منذ سنة 1996. أدرس تخصص “المعلومات العامة”، وسأتخرج في سبتمبر القادم (2009). وبعد تخرجي سأبدأ دراسة تخصص “الإستشارة”، لكني لا أعرف متى سأتخرج من هذا التخصص، فأنا لا أستطيع دراسة أكثر من مادتين في الفصل الواحد. أنا أحب الجامعة والمدرسين والطلبة، فهم كانوا خير عون لي خلال سنوات دراستي ال12. أعرف أنه يدور في خاطرك لماذا شكلي يبدو مختلفاً وحركتي بطيئة ولساني ثقيل، أنا لم أولد هكذا!
كنت أحب لعبة الركبي، فهي اللعبة الشعبية الأولى لنا نحن الاستراليين، مارست اللعبة وأتقنتها حتى أني وقعت عقداً مع أحد الأندية المشهورة في دوري المحترفين. وفي إحدى المباريات تعرضت لإصابة في الرأس، دخلت على أثرها في غيبوبة، صحوت بعدها بخمسة أسابيع وأنا لا أعرف كيف أمشي أو أؤدي مهامي اليومية. لسبعة أشهر تالية بقيت في المستشفى لتتم إعادة تأهيلي. لكن بعض ما خسره بسبب تلك الإصابة لم يستطع استعادته، فقد اخبرني أن خطيبته التي كان قد أهداها خاتم خطوبة بـ 1000 دولار، تركته لأحد أصدقاءه. بل إنها لم تعيد له الخاتم، وقامت بسحب مبلغ 2000 دولار من الحساب المشترك بينهم.
يقول في البداية شعرت بالغضب، وودت بالإنتقام منها ومن صديقي. ولكني تراجعت عن ذلك بعد التفكير، والآن أشعر بأن ذلك الحادث قد يكون أفضل ماحدث لي، فقد غير طريقة تفكيري وشعوري تجاه الناس والعالم. وكنتيجة لذلك، بدأت أحب كل الناس والحياة، وأسعى لأن أتحصل من حياتي على أقصى ما يمكنني.
توقف للحظة، ثم نظري إلى وقال لي: “أنت مسلم عربي، صحيح؟”، قلت له: “نعم”. قال أذكر أن أحد زملائك ويدعى محمد قدم للسكن الداخلي للجامعة، وحين حل في السكن كان كل من في السكن لا يتحدثون معه، لأسباب عنصرية. زميلك هذا تقربت منه وحادثه، لأني أؤمن بأن الناس سواسيه وأنه لا يجب معاملتهم بناء على فرضيات وما ينشر في الإعلام. وفي فترة قصيرة أصبح صديق مقرب مني، وكنّا نخرج سوياً إلى أن تخرج محمد من الجامعة. (بالمناسبة أنا أعرف محمد حقيقة وكان قد حدثنا عن دين).
بعدها جلسنا نتحدث في أمور عامة، وودعت دين وذهبت لإختباري. حقيقة لا أستطيع وصف شعوري وأنا أفكر في حديثي مع دين. فهو إنسان إرتقى سلم الحياة وأصبح مشهوراً ومحترفاً للركبي، ثم تحطمت حياته كلها، وخسر فيها كل شيء، عقله، خطيبته، ماله، وظيفته… ومع أنه يعتبر معاق، ويمكنه متابعة حياته عائشاً على المساعدات الحكومية، التي تمنحها للمعاقين وغير القادرين على العمل، إلا أنه آثر أن يتعلم. مع علمه بأن عقله وجسده لن يساعداه في ذلك. تعلم ودرس، بدأ مرحلته الجامعية قبل 12 سنه، أي أنه بدأ في وقت كان بعض من يقرأ هذه السطور في المرحلة الإبتدائية، أو المتوسطة، أو قد يكونون لم يولدوا بعد. ثابر وصبر وأجتهد، واليوم يقارب من التخرج، وهو فرح بهذا الإنجاز. ويحق له أن يفرح!
سأختم ببعض ما قاله في مقابلة أجرتها معه الجامعة قبل ثلاث سنوات:
كل ما أريد تحقيقه أن أساهم في المجتمع كفرد عامل ومستحق لما يقبضه من راتب.
أصعب جزئية هي أن أتعلم كيف أقدر نفسي مرة أخرى، وأتمنى أن في تخرجي من الجامعة ومساعدتي للآخرين أثناء سنوات الجامعة سيساعدني في ذلك.
أنا أحب بث السعادة على قلوب الآخرين، وأعتقد أن ذلك هو ما ساعدني على تخطي الأوقات الصعبة في حياتي.
أعلم إن قدماي لن تساعداني على الرقص مرة أخرى، ولكن في النهاية أنا أمتلك الكثير من الأصدقاء وكل ما أرغب في تحقيقه هو التخرج من الجامعة والقدرة على المساهمة في المجتمع.
أثناء بحثي عن صورة له لأضيفها للموضوع، وجدت فيديو يتحدث فيه عن قصته (طبعا هو يقولها باللغة الإنجليزية):
أحدى المواد التي أدرسها هذا الفصل تتحدث عن “المحاسبة والمجتمع”، هذه المادة فلسفية بحته. تتحدث عن أخلاقيات العمل، ومسؤولية مدراء وأصحاب الشركات تجاه المجتمع. قصة “كيم” أوردها لنا مدرسنا اليوم أثناء حديثه لتوضيح إحدى الأفكار. سأذكر لكم القصة مع العلم بأنها حقيقية والمدرس قام بمقابلة كيم والتحدث معه قبل سنة تقريباً.
كيم شاب كوري قدم إلى أستراليا في سنة 2004 بفيزا سائح، لكنه قدم في الواقع للعمل في أستراليا. وفور قدومه وضفه أحد المقيمين من نفس جنسيته في شركة صغيرة تعمل على إعادة تدوير البلاستك، مع معرفتهم السابقة بأنه لا يحمل فيزا عامل. إستمر في العمل معهم لمدة ثلاث سنوات، فيها كان يتقاضى 10$ في الساعة، 16 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع. ولم يكن يتقاضى أي تعويضات عن الساعات الإضافية، أو بدلات ولم يكن هناك أي تأمين صحي. في سنة 2006 حصل حادث لكيم أثناء عمله، وفيه فقد أربعة من أصابعه. الشركة التي يعمل فيها كيم وعدته بأنهم سيتكفلون بعلاجه، وسيدفعون له 70٪ من راتبه لحين تقاعده كتعويض. وبالطبع الشركة لم تحافظ على وعدها.
الشركة دفعت مبلغ 3600$ لتغطية تكلفة الإسعاف والعلاج الأولي لكيم، وكيم طرد من المستشفى بعد رفض الشركة دفع مبلغ يفوق 100000$ مصاريف العمليات وإعادة التأهيل. كيم عثر على جراح غير مرخص له لإجراء عمليه له مستخدماً جميع ما تمكن من توفيره في سنوات عمله. لكن الأمر لم يتوقف هنا، الشركة قامت بالإتصال بالمسؤولين في مصلحة الجوازات والهجرة، للتبليغ عن كيم. كون الشركة فضلت أن تدفع غرامة تشغيل عامل غير نظامي 10000$ بدل دفع تكاليف علاج كيم.
كيم لم يكن يعلم عن نظام البلد، ولم يكن متقن للغة الإنجليزية، أحد أصدقاءه من ذات جنسيته أقترح عليه أن يتصل بإحدى نقابات العمّال ويطلب منهم المساعدة. وبالفعل كيم أتصل بهم، وعلى الرغم أن كيم لم يكن مشتركاً في النقابة، وأن النقابة لعمّال البناء بينما كيم كان يعمل في إعادة التدوير، رئيس هذه النقابة دفع مبلغ 500 دولار من جيبه الخاص لكيم ليسيّر فيها أموره في تلك الفترة، ساعدته النقابة في إيصال قضيته لإدارة حكومية تعنى بحقوق العمل والعمّال، وتم إستئجار شقة في حي مليئ بالكوريين في سدني لكيم. بعد وصول قضيته للإدارة الحكومية السابقة، تم صرف مبلغ 360$ أسبوعياً له لحين حل القضية. في هذه الأثناء، قامت النقابة بإرسال طلب لإحدى أكبر الصحف الصادرة في سيدني للكتابة عن قصة كيم والتشهير بالشركة، كما وتم طلب المثل من عدة صحف صادرة باللغة الكورية في سيدني، وأخيراً طُلب من القس الذي يحدث في الكنسية التي يتعبد فيها مدير الشركة بالحديث والتشهير بصاحب الشركة وما فعلته الشركة.
ونتيجة لجهود الإدارة الحكومية، النقابات، الصحف، قامت الشركة بدفع مبلغ 70000$ كتعويض لكيم. وبعد التشهير والفضحية التي أصابت صاحب ومدير الشركة، قرر في النهاية بيع الشركة. كيم قال، أنه سعيد جداً بتعاون النقابة معه، ويتمنى البقاء في استراليا وتعلم اللغة الإنجليزية، والعمل التطوعي لتلك النقابة، وتوعية العمّال بحقوقهم.
هذا تقرير عن الموضوع نشر في موقع النقابة.
أثناء استماعي للقصة، خطر على بالي لو ان قصة “كيم” حدثت في مكان آخر، هل كانت ستنتهي القصة بذات النهاية أو أنها ستتوقف عند البلاغ الذي قام به صاحب الشركة ضد هذا العامل الغير نظامي!
للتو أكملت مدونتي سنتها الأولى. أولاً أحمد الله الذي وفقني في هذا المشروع، المحصلة كانت حوالي 150 متابع للمدونة عن طريق نظام RSS وحوالي 45 عن طريق البريد الإلكتروني، وعدد كبير من الزوار. كتبت والحمدلله خلال هذه السنة ستين تدوينة، بالإضافة لبعض التدوينات التي ضاعت خلال عملية نقل المدونة لمستضيف جديد قبل عدة أشهر. ولكن أهم ما حصلت عليه خلال السنة الماضية أني تجرأت ودخلت عالم التدوين، ومن خلاله تعرفت على شريحة كبيرة من المدونين والمدونات والقراء الذين أعتز وأتشرف بمعرفتهم.
ورد لي بعد افتتاح المدونة، كما وافقني بعض الأخوة والأخوات بإقتراحهم علي بأن أجمع مقالات الدراسة في كتيب. كان موضوع جمع المقالات وإعادة صياغتها يبدوا صعباً، خصوصاً لو أضفت إليه مسأله الطباعة والنشر، مما دعاني إلى تأجيل مسألة الكتيب. لكن مع مرور الأيام وبعد مشاهدة تجربة الأستاذ رءوف شبايك في نشره للكتب والتي تحدثت عنها قبل أسابيع، أعدت النظر في مسألة الكتاب، وبدأت بالكتابة عن فترة الإنتقال للجامعة والصعوبات التي يواجهها الطلبة. واليوم والحمدلله بعد حوالي ٧ أشهر من الكتابة واعادة الكتابة والتأجيل، نشرته على موقع لولو للنشر الحر.
للتو أنهيت نشر الكتاب ولن أتمكن من الحصول على النسخة الأولى قبل أسبوعين على أفضل تقدير.
الكتاب يحمل اسم: “الجامعة ترحب بك! دليل الطالب الجامعي المستجد”. وهو يقع في 168 صفحة، و12 فصلاً هي:
- الفرق بين الدراسة في الجامعة وبين المراحل التي قبلها.
- الأيام الأولى في الجامعة وماتفعل فيها.
- كيف تختار التخصص.
- كيف تخطط لتخرجك.
- كيف ترتب حياتك.
- كيف تتقن اللغة الإنجليزية.
- مهارة القراءة.
- كتابة البحوث والتقارير.
- علاقتك مع المدرس.
- المحاضرات الجامعية.
- الإختبارات.
- الدراسة خارج بلدك.
كم مرة واجهت مشكلة ووجدت لها حل، وبعد فترة عادت ذات المشكلة للظهور؟
المشاكل والتعقيدات في الحياة أمر لا بد منه، فلولاها لما كان هناك تميز أو إرتقاء. وما يحكم تميزنا أو أبداعنا هو القدرة على تخطي المشاكل بشكل صحيح، وضمان عدم عودتها في المستقبل. مثلاً، قد تواجه مشكلة في قلة الوقت، فتقول لنفسك الحل يكمن في حاجتي لوضع جدول صارم يحدد ما أقوم به في يومي، تمر الأيام وبعد فترة، تعود مشكلة قلة الوقت للظهور مرة أخرى، هذا على الرغم من أنك لا تزال تلتزم بالجدول الصارم الذي وضعته لترتيب حياتك ووقتك. مثال آخر، قد تواجه مشكلة في تعطل سيارتك أو جهاز الحاسب الآلي الخاص بك، الحل المتوقع والطبيعي أنك تأخذه للورشة ليتم تهيئته وتعديله ليعمل من جديد، بعد فترة تعود ذات المشكلة.
في الحقيقة تكرار ظهور المشاكل مرات ومرات قد يكون مزعجاً، وقد يتسبب في تعطيل حياتك أو عدم سيرها بشكل جيد. أحد الأساليب المستخدمة المميزة والبسيطة في الوقت ذاته طريقة تعرف باللماذات الخمس، أو “the 5 whys“. وهي طريقة تعتمد على سؤال نفسك “لماذا” خمسة مرات، لتتعرف على الأسباب والمسببات لمشكلة ما والعلاقة بينهم. باستخدامك لهذه الطريقة أنت لا تحل الفرع الذي سبب المشكلة بل تحل السبب الرئيسي الذي أدى للمشكلة وقد يكون أدى لمشاكل أخرى.
مثلاً عندما يكون عندك مشكلة في قلة الوقت، قد لا يكون السبب الرئيسي عدم وجود جدول صارم، بل عدم وجود استراتيجية جيدة للقيام بالأعمال، أو قد يكون عدم قدرتك على قول “لا” وبالتالي تحمّل واجباتك وواجبات الأخرين ممن يستغلونك. وقد تكون هناك أسباب أخرى…
مثلاً لو فرضنا أن المشكلة كانت:
“لا استطيع دفع فاتورة الكهرباء لهذا الشهر!” (لماذا؟!)
- لأني صرفت اخر ريال من الراتب! (لماذا؟!)
- لأن مصاريفي كثيرة وراتبي قليل! (لماذا؟!)
- لأنه يتوجب علي شراء القهوة وبعض الأكل من المطعم! (لماذا؟!)
- لأني أحتاج لأكل الغداء خارج المنزل أثناء دوامي. (لماذا؟!)
- لأن سكني بعيد عن مكان عملي.
- الإجابة الخامسة هي السبب الرئيسي للمشكلة، وعليها فالحل يجب أن يكون متعلق بها. مثلاً قد تفكر بأخذ غداءك معك للعمل، أو تغيير مكان عملك.. بتغيير إجابتك قد تتغير السلسلة وقد تجد أسباب رئيسية أخرى للمشكلة.
مثال آخر: “لن أستطيع تسليم التقرير المطلوب مني غداً” (لماذا؟!)
- لأني لم أنهيه (لماذا؟!)
- لأني كنت مشغولاً بزيارة صديقي المفاجأة. (لماذا؟!)
- لأنه لم يعلمني بزيارته ولذلك لم أخطط لها. (لماذا؟!)
- لأني أعمل على إنهاء تقاريري بعد انتهاء دوامي. (لماذا؟!)
- لأني لا أفرق بين وقتي الخاص ووقت العمل.
يذكر موقع ويكيبديا أربعة عيوب لطريقة اللماذات الخمس وهي:
- قد يميل البعض إلى التوسع بأعراض المشكلة دون الدخول في الأسباب الدقيقة للمشكلة.
- لا يمكن العثور على الأسباب الغير معلومة لصاحب المشكلة.
- قد يصعب أحياناً وضع السؤال الصحيح.
- النتائج نادراً ما تعاد، فكل مرة تسأل نفسك لماذا خمس مرات قد تأتي بسبب رئيسي جديد للمشكلة.
هل فكرت يوماً في نسبة المواقع العربية مقارنة بالمواقع المتحدثة بلغات أخرى؟ بحثت اليوم عن هذه المعلومة، لم أجد إحصائية دقيقة، ولكني تأكدت، أن اللغة الإنجليزية، تحتل الصدارة في نسبة المواقع على شبكة الإنترنت. يذكر أحد المواقع أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الرئيسية ل 80٪ من مواقع الشبكة، ويليها الألمانية ثم اليابانية. ومن منّا لا يود إتقان اللغة الإنجليزية، فهي لغة من خلالها يمكنك التواصل مع الناس في معظم دول العالم. وهي لغة العلوم والتقنية الجديدة، إذا لم تتقن اللغة، غالباً ما تقع تحت رحمة المترجمين والناقلين للأخبار. وستجد نفسك في حالات عديدة أخر من يعلم أو يتقن مهارة أو علم جديد.
إحدى الطرق الفعّالة لتعلم اللغة الإنجليزية، تطوير وتعلم هواية من خلال متابعة مستجداتها باللغة الإنجليزية. وفي الحقيقة هذه الطريقة تعمل بالإتجاهين، فأنت تطور لغتك الإنجليزية من خلال قراءتك حول هوايتك، وتزيد معرفتك بالجديد حول هوايتك من خلال قراءتك للمعلومات باللغة الإنجليزية. ومهما تكن هوايتك، ستجد على أقل تقدير عدة مواقع لأناس متخصصين في المجال الذي تبحث عنه. المواقع فيها مميزات قد لا تجدها عندما تود قراءته في العالم الواقعي:
عن طريق الإنترنت ستتمكن من الوصول إلى المعلومات بشكل أسرع. فالتحديثات المتعلقة بالهوايات وأساليب العمل الجديدة، مباشرة وشبه يومية، بينما الأساليب الأخرى، كالكتب مثلاً، تحتاج وقت قبل أن تصل إليك.
عن طريق الإنترنت ستتمكن من التواصل مع صاحب الفكرة، أو طرح الأسئله في الموقع الذي وجدت فيه المعلومات. أي أن هناك تواصل مباشر بينك وبين الكاتب، لو كانت هناك خطوة في العمل لم تفهمها، أو طريقة الحصول على أداة أو مادة تحتاجها في العمل.
غالباً ما تكون المواد الموجودة في الإنترنت مجانية، ويمكنك تخزينها والعودة لها لاحقاً. المعلومات المتوفرة في الإنترنت معروضة بعدة طرق، فيمكنك أن تقرأ الشرح المكتوب، أو تشاهد الخطوات في صور أو في فيديو.
سمعت هذه الكلمة كثيراً، وأعتقد أن بعضكم قد يفكر فيها في هذه اللحظة. في الواقع كل شخص منّا له هواية، ولكن أحياناً البعض يمارس شيئاً ولا يعرف أن هذه هي هوايته. الهوايات هي أي عمل، ليس مطلوباً منك بالضرورة، تمارسه في أوقات فراغك وتستمتع بأداءه، مثلاً:
- التصميم أو الرسم باليد أو الكمبيوتر.
- الأعمال اليدوية.
- الرياضات المختلفة.
- القراءة، والكتابة.
- الطبخ.
- السفر.
- التصوير
- وغيرها الكثير…
إذا عرفت هوايتك، إبدأ بمعرفة المرادف لها باللغة الإنجليزية. إستخدم محرك بحث في بحثك عن المواقع الإنجليزية المتخصصة في هوايتك. ستجد منتديات، مدونات، أو مواقع متخصصة في شرح دروس حول الهوايات. اختيارك للموقع الذي ستقرأ فيه، سيتحدد من خلال طبيعة المادة التي تود الحصول عليها، إن كنت تحب مشاهدة الفيديو، إبحث في:
- إكسبرتز فيلج أو قرية الخبراء.
- اليوتيوب.
- وهذه قائمة بأشهر 10 مواقع متخصصة في شرح طريقة تنفيذ الأشياء.
أما إن كنت تحب القراءة فقد تفضل هذه المواقع:
- إي-هاو.
- ويكي هاو.
هذه بعض العبارات قد تكون مفيدة إن كنت تود البحث عن شيء بإستخدام محرك بحث:
- “How to…” وتعني “كيف …..”.
- “beginner guide” وتعني “دليل المبتدئين”.
- “advanced guide” وتعني “دليل متقدم”.
- “blog” وتعني “مدونة”.
- “forum” وتعني “منتدى”.
وقد تفيدك خدمة قوقل للترجمة لترجمة المقالات والشروحات المكتوبة، صحيح أن الترجمة غير دقيقة ولكنها أفضل من لا شيء وستساعدك على فهم الفكرة الرئيسية للعبارة أو المقال.
ما الذي تتوقع حدوثه لو أن عدد الساعات في اليوم أصبحت ٢٥ ساعة، أي أنه أصبح لديك ساعة إضافية لتتمكن فيها من إنجاز ما يطلب منك؟ هل تظن بأن مشكلة قلة الوقت التي يعاني منها الكثير، وقد تكون أحدهم ستحل؟ أو أنك “طماع” تريد اليوم أن يصبح ٢٦ أو ٢٧ ساعة لتحل مشاكلك. زيادة عدد الساعات لو فرضنا جدلاً إمكانيتها فهي لا تخرج من كونها حل مؤقت، سيرافق هذه الزيادة إنجازك لمهمات وواجبات إضافية، ولكن سرعان ما ستعود مشكلة قلة الوقت وستتمنى لو أن اليوم كان ٢٨ أو ٢٩ ساعة. فأين تكمن المشكلة؟
قد تستغرب أحياناً حين تشاهد أناساً وتقارن إنتاجيتهم مع مسؤولياتهم وواجباتهم. فمثلاً قد يكون هناك شخص عائلاً لأسرة ومدرساً في جامعة، وفي الوقت ذاته تمكن خلال سنة من كتابة كتاب أو مجلد دون أن يؤثر ذلك على عدد الساعات التي يقضيها مع عائلته أو دون أن يعتذر عن حضور محاضرة أو التحضير لإلقاء أخرى. بينما على الطرف الآخر قد تقابل شخص آخر لا يملك الوقت لأداء الواجبات المطلوبة منه، على أن يجد الوقت لكتابة مقال أو إنهاء بحث مطلوب منه تسليمه.
يتحدث الكثير عن ذلك وقد يقولون أنها البركة في الوقت. نعم هي البركة في الوقت ولكن كيف يمكنك الحصول عليها؟
الجواب هو معرفة الأولويات وتقدير الوقت الذي تملكه. قد يقول لك البعض أو تلاحظ أن إنتاجية الشخص تزداد بشكل مطّرد مع كمية الواجبات المطلوبة منه. ولذلك تلاحظ أن الشخص حين “يضيق” عليه الوقت في فترة الإختبارات يتمكن من إنهاء مقرر دراسي، بينما في السابق لم يتمكن من قراءة فصل واحد منه حينما كان يملك الوقت. أو آخر بزواجه وإرتباطه بالإلتزامات العائلية يتحسن مستواه الدراسي، أو على أقل تقدير يبقى على نفس المستوى ولكنه يجد الوقت لقضاءه مع عائلته.
الذي حدث للأول أنه أصبح تحت ضغط فترة الإختبارات، وأصبحت المذاكرة والدراسة هي الأولوية رقم ١ في تلك الفترة. أما الآخر فتعرف على قيمة الوقت، في السابق كان لديه الكثير من الوقت والذي قد يدعوه إلى التسويف والتأجيل، ولكن حينما دخل في مشروع الزواج أو العائلة فإن الساعة أصبحت لها قيمتها. يعلم أنه هناك أناس، زوجة وأبناء يرغبون في قضاء الوقت معاه.
قبل أن تقسم الواجبات يجب أن تتعرف على ترتيب أولوياتك في الحياة، مثلاً:
- الدراسة.
- العلاقات الأسرية.
- العلاقات الإجتماعية.
- الرياضة.
- ….
أي واجب يطلب منك إنجازه لابد وأن يندرج تحت أحد هذه التصنيفات الأربعة:
- مهم ومطلوب قريباً. (هذه الواجبات تكون من الأشياء التي تحتل أهمية في حياتك، ومطلوبة اليوم أو غداً) غالباً ما تكون واجبات العمل والدراسة.
- مهم ومطلوب لاحقاً. (هذه الواجبات تكون من الأشياء التي تحتل أهمية في حياتك، ومطلوبة خلال الأيام القادمة) غالباً ما تكون مشاريع العمل أو الدراسة طويلة الأمد.
- غير مهم ومطلوب قريباً. (هذه الواجبات تكون من الأشياء التي لا تحتل أهمية كبيرة في حياتك، ومطلوبة منك اليوم أو غداً) غالباً ما تكون الهوايات والمشاريع الخاصة بك.
- غير مهم ومطلوب لاحقاً. (هذه الواجبات تكون من الأشياء التي لا تحتل أهمية كبيرة في حياتك، ومطلوبة منك خلال الأيام القادمة) وهذه غالباً ما تكون الهوايات والأشياء التي تود لو أنك تملك الوقت لأداءها ولكنك لا تميل لها بشدة.
- عندما يطلب منك تأدية واجب يجب أن تتعرف تحت أي تصنيف يندرج. وحين ترغب بالبدء بأي عمل يفضل أن:
تبدأ بالأعمال المهمة والمطلوبة قريباً.
- بعدها تحاول إنهاء بعض الواجبات الغير مهمة والمطلوبة قريباً.
- بعدها تحاول أن تبدأ العمل على الواجبات المهمة والمطلوبة لاحقاً، خلال فترة قصيرة ستتحول هذه إلى “مهمة ومطلوبة قريباً”، كلما أنتهيت من مجموعة ستجد وقت لأداء الأشياء الغير مهمة.
- إذا توفر لك وقت إضافي إعمل على الغير مهم والمطلوب لاحقاً.
لذلك تذكر أنه لا يمكنك زيادة عدد ساعات يومك ولكنك تستطيع إنجاز أكثر عندما تتعرف على أولوياتك!
هل حاولت يوماً أن توقف تدفق الأفكار والخواطر في عقلك؟ أنا حاولت ولكني فشلت، وكلما كررت المحاولة أشعر أن عقلي سينفجر. أحياناً أعتقد أني لا أفكر، ولكن في الواقع أنا أفكر في إني لا أفكر. (آسف إن كنت سببت لك الصداع)
العقل البشري أكثر أجزاء الجسم تعقيداً. العلم وصل إلى مراحل متقدمة جداً، وحتى الآن هناك العديد من الأسرار المتعلقة بالعقل لم يكشف سرها حتى الآن. العقل يعمل على عدة مستويات، الوعي واللاوعي.
الأفكار تتدفق عليك بإستمرار طوال اليوم، وعلى مدار الساعة. عدد منها لا فائدة منه، أو أشياء متكررة، وهناك عدد بسيط من الأفكار التي تكون مبدعة وجديدة. لكن يعيبها أنها تأتيك كلمحة سريعة، ثم تختفي ولا تعود. تصيد هذه الأفكار وجمعها قد يكون فيه تغيير لمجرى حياتك. هناك العديد من الكتب والتي تعد مراجع ومناهل للعلم، أصلها من هذه الخواطر والأفكار، خذ مثلاً، صيد الخاطر لأبن الجوزي، الذي قال عنه كاتبه: “لما كانت الخواطر تجول في تصفح أشياء تعرض لها ثم تعرض عنها فتذهب كان من أولى الأمور حفظ ما يخطر لكيلا ينسى”.
أعود مرة أخرى لعنوان المقال، كم مرة قلت تلك العبارة لنفسك “لو تمكنت من التذكر!”. بالنسبة لي كثيراً، تأتيني الأفكار وأنا على الفراش قبل النوم، أو وأنا اقود السيارة، أو أثناء قراءتي لمقال لأحد الزملاء. بعد إنتهائي من عملي أحاول تذكر الفكرة التي خطرت على بالي قبل لحظات، أو من أين مصدرها، فلا أستطيع. أتضايق كثيراً عندما يحدث ذلك معي.
هناك عدة حلول لهذه المشكلة، أحببت مشاركتكم أياها:
- ورقة وقلم، دائماً في جيبك أو في سيارتك.
- استخدم الجوال، أو الهاتف المحمول، لتسجيل الفكرة.
- مسجل صغير تسجل فيه الأفكار لو كنت تفضل التحدث على الكتابة. (إضافة من المشتاق)
- موقع كناشة، موقع عربي خفيف ومجاني. بتسجيلك فيه تمتلك ما يشبه النوته، أو الدفتر، تسجل فيه المعلومات التي تمر عليك بالإنترنت. والأفكار تكون سرية لا يمكن لأحد الإطلاع عليها.
- موقع الفوائد، موقع عربي ومجاني. تستطيع من خلاله نشر الأفكار القصيرة ليطلع عليها الآخرون ويعلقون عليها.
- مواقع تسجيل المفضلة الخاصة بك، كديلشوز، تستطيع من خلاله تسجيل الروابط التي تحوي أفكار ملهمة، وتصنفها.
- أخيراً مدونة تسجل وتستعرض فيها أفكارك.