في أحد البلاد البعيدة كان هناك ستة أشخاص عميان، سمعوا بالفيل، وقرروا أن يذهبوا لمعاينته والتعرف عليه. وعندما وصلوا للمكان الذي يعيش فيه الفيل. حدث أن توقف كل منهم عند أحد جوانب جسد ذلك الفيل. الأول تحسس بطن الفيل وقال، الفيل حيوان يشبه الجدار. الثاني وقعت يده على ناب الفيل، فقال الفيل عبارة عن رمح كبير. الثالث، تصور أن الفيل عبارة عن حية، بعد أن تلمس خرطومه. صرخ الرابع، الفيل عبارة عن شجرة، بعد أن اختبر أرجل الفيل. أما الخامس، فلمس أذن الفيل وقال الفيل عبارة عن مروحة يدوية كبيرة. أخيراً السادس الذي وقعت يده على ذيل الفيل إقتنع أن الفيل يشبه الحبل.
بعدها، حاول كل شخص منهم إقناع الآخرين بأن ما اكتشفه هو الصواب. قال الأول: “الفيل جدار ولا شيء غيره”، قاطعه الثالث: “لا.. لا يمكن أن يكون جداراً فهو طري ويتلوى كالحية”.. الرابع قال: “الأول لا يعرف أن يوصف، هو ليس جدار بل هو شجرة إسطوانية صلبة”.. وهكذا استمر الستة بالمجادلة ولم يتمكنوا من معرفة ما هو الفيل حقاً!
ذكرت هذه القصة في عدة ثقافات كما تذكر ويكيبيديا، في الأدب البوذي، الهندوسي، التصوف الإسلامي، الأدب الإنجليزي، وأخيراً في علم الإدارة الحديث. من القصة يمكن استنباط أن جميع الأشخاص الستة مصيبين فيما ذكروه حيال خصائص الفيل، فجميع تلك الخصائص تمثل جزءاً من الفيل، ولكن الخاصية لوحدها لا تمثل الفيل. جسد الفيل كالجدار، وخرطومه كالأفعى، ورجله كجذع الشجرة، وفي الوقت ذاته، الفيل ليس جداراً، أو أفعى، أو شجرة. كذلك يمكن أن نرى أن تعصب العميان الستة لآرائهم، جعلهم يصمون آذانهم عما يقوله الآخرون. فالواحد منهم لا يرى من الفيل إلا ما سبق له إكتشافه واستوعبه بعقله، دون أن يعطي الآخرين فرصة لإبداء الرأي، والإفتراض بأن رأيه قد يكون خاطئاً. وفي النهاية فرأي العميان كمجموعة، كان أقرب للصواب من رأي كل واحد منهم مستقلاً.
كان ذلك عن إعطاء الآخرين فرصة ليعبروا عن آرائهم وعدم التصعب للرأي، ولكن قصة فيلنا هذه تحمل بعداً آخر. ففي علم الإدارة الحديث تستخدم قصة الفيل لتوضيح الفرق بين العملية (Process) الخطة (Plan) والإستراتيجية (strategy)، وقبل أن نرى كيف ذلك، لنتعرف على هذه المصطلحات وعلاقتها ببعض:
- الإستراتيجية هي “خطط واساليب توضع لتحقيق هدف معين على مدى بعيد، بإستخدام الموارد المتوفرة في الوقت الحاضر أو على المدى القصير”.
- الخطة هي “خطوات لبلوغ أهداف محددة مع ضمان الإستفادة القصوى من الموارد المتوفرة”، وفي الغالب الخطة تكون لبلوغ هدف على المدى القريب.
- العملية هي “استخدام الموارد المتوفرة لتحوير مورد أو أكثر، أو دمجها، لإنتاج موارد جديدة”.
يمكنك أن أن تلاحظ أنك في البداية يجب أن يكون لديك هدف تصيغ استراتيجيك من أجل بلوغه. ولكي تضمن وصولك لذلك الهدف، دون أن تتكبد تكاليف، وخسائر أكثر من اللازم، ستحتاج لخطط، ولتحقيق كل خطة سيكون عليه وضع آليات وعمليات للعمل على الموارد المتاحة لديك.
الفيل من القصة يمكننا أن ننظر إليه في الإدارة، على أنه الإستراتيجية، وأجزاء الفيل هي الخطط. فالموظف بسيط، كأحد أولئك العميان الستة، لا يرى من الفيل إلا رجله أو أذنه. وإذا لم يحاول فهم الإستراتيجية الخاصة بالمنظمة التي يعمل فيها، لن يستوعب الفيل ككل، ولن يرى الصورة الكبيرة. وبالتالي لن يتمكن من معرفة ما هو المهم في عمله، ولماذا يقوم بالعمل وفقاً لطريقة ما دون أخرى. والأسوء أنه قد يظن بأن عمله الذي يقوم به، لا يخدم ولا يضيف شيئاً لمساعدة المؤسسة في بلوغها للإستراتيجية.
التواصل يجب أن يكون جيداً، ولا يكفي أن تكتب الإستراتيجية وتشرح لمن هم في الإدارة العليا، دون أن يُحمّل كل مدير مهمة تحويل تلك الإستراتيجية إلى خطط قصيرة المدى، ويوضح للعاملين مكانهم ودورهم في هذه الإستراتيجية. وإلا فالنتيجة ستكون، عدم فهم الأدوار، وعدم التعاون بين الموظفين، فكل منهم أعمى لا يرى ما بين يديه، عوضاً عن يستوعب دور زميله، وأهمية مساعدته له.
أساليب الإتصالات الحديثة، والإنترنت، جعلت حياتك كالبيت الذي لا أبواب له. مضايقات وإزعاج يأتيك بدون إستئذان ومن أشخاص لا تعرفهم، عبر رسائل البريد الإلكتروني أو رسائل الجوال القصيرة، دون مراعاة للوقت أو لحالتك الجسدية والنفسية. وسواء أكانت تلك الإعلانات للإحتيال (سكام) أو إغراقية (سبام)، يتفق الجميع على كره مصدرها، ولكن قد يختلف التصرف الذي قد يتخذه أحدنا حيال ذلك الإزعاج.
تصرفنا بعد شعورنا بالإنزعاج، له تأثير كبير على المحصلة التي ننتهي معها. وربما سمعتم بالقصة الشهيرة للرجل الذي استيقظ من نومه وبالخطأ سكب القهوة على ملابسه، وكان غضبه سبب في ارتكابه للعديد من الأخطاء خلال يومه، وكل خطأ كان يغذي ويزيد من غضبه. وفي النهاية لم يتمالك أعصابه عند توبيخ مديره له بسبب التأخير، وانفجر على مديره ففصل من الشركة التي كان يعمل بها.
المثال أو القصة السابقة، على الرغم من صحة المعنى الذي تحمله، تبدوا لي بأنها إفتراضية، وغير مستندة لشخصيات واقعية. ولأن القصص الواقعية تعطينا عبرة أفضل، لقربها من واقعنا، وشعورنا بأن أحداثها من الممكن أن تصيب أي شخص منّا. أحببت أن أذكر لكم قصتين لشخصين حقيقين، توضح حقيقة ذلك المعنى وإنعكاسه على حياتنا المستقبلية. بطلا القصتين هما (تشارلز بوهر، وبراد ساكس)، كلاهما تضايقا من رسائل البريد المزعجة، ولكن كان لكل واحد منهم رد فعل مختلف، وكنتيجة لردة الفعل تلك، اختلفت النتائج التي حصل عليها كل واحد منهم. والآن لنستمع لقصتيهما:
تشارلز بوهر، مهندس حاسب آلي من الولايات المتحدة الأمريكية، كان يعمل في وادي السيلكون وفي عمر 44 سنة، سنة 2003م، ضاق ذرعاً بإحدى الشركات التي أغرقت بريده الإلكتروني وجهاز كمبيوتره برسائل تسويق لأحد منتجاتها. فما كان منه إلا أن هدد الشركة بالتعدي وقتل موظفينها. وتذكر محاضر الإدعاء، بأنه هدد بإرسال شحنات تحتوي على فيروس الجمرة الخبيثة للشركة، وهدد بإطلاق الرصاص على أحد موظفي الشركة، وتعذيبه بإستخدام الدريل “مثقاب” ومسمار تكسير الثلج. مالم تقم الشركة بإزالة اسمه من قوائمها البريدية، والتوقف عن إزعاجه. واستخدم لإرسال رسالة التهديد تلك عنوان مزيف باسم ([email protected]) ويعني شيطان@جحيم.منظمة.
بعد أن تقدمت الشركة بشكوى ضده، اعترف بأنه قد تصرف بشكل سيء، وأنه قد فعل ذلك لأن الشركة أزعجته، وجعلت جهازه غير قابل للإستخدام لمدة شهرين بسبب الرسائل الإلكترونية والرسائل المنبثقة. على ضوء تلك الشكوى، تم إلقاء القبض عليه، وأطلق سراحه بكفالة قيمتها 75 ألف دولار، مع إمكانية الحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة مالية بقيمة 250 ألف دولار.
تشارلز إنتحر في بداية العام 2005م!
براد ساكس، موسيقي في عمر 26، أزعجته رسائل التسويق في بريده الإلكتروني، ولكن تصرف بطريقة أخرى. يقول براد: “في أحد الأيام، وأثناء تحديقي في صفحة الوارد من بريدي الإلكتروني والتي كانت غارقة في الرسائل المزعجة، استوقفتني عناوين تلك الرسائل، مثلاً، اشعر بتحسن فوراً، أو ليكن مظهرك وشعورك وكأنك أصغر بسنوات.” بعض تلك العناوين كان مبتذلاً وغريباً، ولكن في نفس الوقت كان براد يواجه مشكلة في إيجاد اسماء وأفكار، لأغانيه. فيقول: “قلت لنفسي، لعلي أجد شيئاً في هذه العناوين”. براد كتب اغنية وغناها مستوحيها من “ليكن مظهرك وشعورك وكأنك أصغر بسنوات”، ثم بعدها بفترة، وظف براد وبإستخدام الإنترنت عدداً من الموسيقين لكتابة أغاني وتمكن من تسجيل ألبوم يحتوي على 14 أغنية عنوانه “Outside the Inbox”، أو “خارج صندوق الوارد”. وحتى اليوم تمكن من بيع مئات النسخ من الألبوم، وحّملت ملفات الأغاني مئات الآلف من المرات. وقام بإصدار ألبومين غيره، خلال السنوات من 2002 إلى 2008.
كلا الشخصين ضايقتهم الرسائل المزعجة، ولكن تعاملهم بعد الشعور كان مختلفاً. وبغض النظر عن التصرف الذي قام به كل واحد منهم، لم يتم التخلص من الشعور بالضيق، ولكن أحدهم انتهى به الأمر، ليستخدم ذلك الغضب بشكل عدواني، وأخيراً أدخل القبر، والآخر بشكل مبتكر وإبداعي ساعده على تحقيق النجاح والشهرة. ولذلك عندما ترتطم رجل بصخرة، لا تلعن ولا تتذمر أو تحاول الإنتقام من الصخرة، ولكن ابحث عن طريقة لتستفيد منها في بناء سلم لنجاحك.
لوق، محاضر في الجامعة التي درست فيها، شخص بسيط، عرفنا بنفسه في المحاضرة الأولى وضمن ما ذكر أن وراء قرار التحاقه بالسلك التعليمي قصة. فقال: “بعد تخرجي من الجامعة، بدأت حياتي العملية كموظف عادي في شركة عالمية ضخمة في جنوب أفريقيا. أحببت عملي، وكجزء من طبيعتي، التي قد يراها البعض ميزة والآخرون عيباً، كنت باحثاً عن الكمال. أدمنت العمل، وتفانيت فيه، وبالتالي لفّتُ نظر رؤسائي. إرتقيت في السلم الوظيفي لتلك الشركة، بشكل سريع جداً، وقبل أن أصل الخامسة والثلاثين من العمر، تقلدت أعلى منصب في المؤسسة.. منصب الرئيس التنفيذي!”
ثم أضاف لوق: “ومعها تسارع إيقاع حياتي بشكل رهيب، لا وقت للنوم أو الراحة، ولا وقت للأهل والأصدقاء. مسؤوليات ومتطلبات المنصب كثيرة، كل يوم هناك تحد جديد، لا وقت لدي لإضاعته، فوقتي من ذهب. كنت أقول لنفسي، الفرص كبوالين الهواء، إن أمسكت بأحدها، إرخاء يدك ولو بشكل بسيط، سيغادر البالون ولن تمسك به مره أخرى. نعم، شعرت بالتعب والضغوطات، ولكني أقنع نفسي دائماً، أن هذه هي ضريبة النجاح، وقريباً، سأتقاعد وأتوقف عن العمل.. وحينها سأجد الوقت لأعوض تقصيري في الإلتزامات الحياتيه الأخرى..”
ولكن الحياة لا تسير كما نخطط لها، بعد بلوغه سن السابعة والثلاثين، في أحد الأيام شعر لوق بألم شديد في صدره وأكتافه، وأحس بنبضات قلبه تتسارع.. “هل هذا معقول، هل أنا أصاب بنوبة قلبية، ولكني لا أزال شاباً!”، لم يستطع إجابة نفسه بل غشي عليه…
بعد ساعات، استيقظ لوق في المستشفى، وفي الأيام التالية، بدء إعادة تقييم حياته، هل كان عمله يستحق التضحية؟ هل ذلك المنصب، وتلك الأموال التي حققها كانت أهم من صحته النفسية والجسدية؟.. ولماذا المقعد إلى جوار سريره شاغر؟ أين عائلته وأصدقائه؟!
يعود لوق فيقول: “تلك النوبة القلبية، علمتني أن النجاح في الحياة مركب من نجاحات متعددة، النجاح الوظيفي أحدها، ولكنه لا يعني شيئاً إن كان النجاح فيه مرهوناً بالفشل في جوانب أخرى من الحياة.” فور خروجه من المستشفى قرر لوق، ترك العمل، والتضحية بالترف والكماليات، والرضا براتب بسيط، مقابل الحصول على الأشياء الاساسية في الحياة، والقدرة على النجاح فيها، كأن يؤسس أسره، وأن يرى أبناءه يكبرون بين يديه. ويقول لوق بأنه بعد سنوات من العمل في الجامعة، يشعر بسعادة كبيرة على إتخاذ ذلك القرار!
ما أدركه لوق، أننا نعمل في حياتنا من أجل إشباع غرائزنا الست، وهي:
- الغريزة الروحية: العبادة والصلاة والإلتزام بأوامر الله وإجتناب نواهيه.
- الغريزة الجسدية: الإهتمام بصحة الجسد، والتغذية الصحيحة وممارسة الرياضة.
- الغريزة العقلية: توسيع المدارك، والتعلم والمعرفة بشكل عام.
- الغريزة النفسية: الراحة النفسية، وتصفية النفس عن الحسد والحقد.
- الغريزة المالية: البحث عن مصدر للدخل يكفي عن سؤال الناس.
- الغريزة الإجتماعية: تقوية العلاقات الأسرية وتكوين الصدقات.
أحياناً تغلب إحدى هذه الغرائز على البقية، مما يؤدي إلى سيطرة تلك الغريزة وتجاهل الحاجات الأخرى. فلوق مثلاً، قد تكون غريزة المال والعقل طغت عنده، وأنسته صحة جسده والراحة، عوضاً عن منح بعض الوقت لصلة الرحم وتكوين الأسرة. وبالتالي تراكمت المشاكل الصحية، وفي لحظة انفجزت على هيئة نوبة قلبية، وعندها لاحظ لوق إخفاقه. سبب تلك النوبة، عدم إهتمامه بصحته وعدم إعطاء نفسه حقها من الراحة، ولأنه لم يقف مع أصدقائه وأهله، لم يجد أحداً إلى جواره في المستشفى. وبدء بعدها محاولة التصحيح.
بشكل عام، لكل غريزة من تلك الغرائز، حد أدني، نزولك تحته يعني أنك إنسان مقصر ومخفق في تلبية حقوق تلك الغريزة. فبدون صلاتك أنت مخفق في الجانب الروحي، وبدون التغذية والراحة الكافيه ستنهك جسدك ونفسك، ولو تركت القراءة أو الممارسة في مجال تخصصك لفترة ستصبح جاهلاً فيه، وبالطبع ستغرق في الديون إن لم تجد عملاً يغطي مصاريفك الأساسية ويكفيك سؤال الناس، وأهلك واراحامكم لهم حق الزيارة وإن لم تكن جوارهم في السراء قد لا تجدهم في الضراء.
النجاح المتوازن في الحياة يعني أنك ستنجح في تلبية الحد الأدنى لجميع تلك الغرائز، وفي نفس الوقت ستبرز في غريزة على الأقل، دون المبالغة في الإهتمام في أحدها.
وبالنسبة لنا كمسلمين، الغريزة الروحية تطغى وتتسيد بقية الغرائز، وتضع الحدود للحدود الدنيا، وما يعد مبالغة في الإهتمام، لو تذكرنا ذلك وعمله به، لما وجدنا إختلالاً في تحديد الأولويات وتقسيم الجهد والوقت على تلك الغرائز.
لو نظر كل منّا في نفسه، لوجد “لوق”، جميعنا مقصرين في بعض الجوانب، ومفرطين في أخرى. معرفة الجوانب الست السابقة سيساعدك في اكتشاف ذلك الإفراط والتفريط، وفرص التطوير. وتذكر أن سيء الحظ، من عاش حياته، بشكل غير متزن، إلى حين أن جاءته أزمة، شبيهة بأزمة “لوق” القلبية. قد يكون لها جانب سيء، ولكنها قد تفتح عينه وتساعده على تصحيح مساره.. لكن الأسوء حظاً، من لا تأتيه تلك النوبة، فيعيش بحياة غير متزنة، أو تأتيه الأزمة متأخرة، فلا يكون التصحيح خياراً ممكناً.. أو أن قلب لوق قد لا يخفق من جديد!
جزء من إيماننا محبة الخير للآخرين، فالمؤمن لا يكون مؤمناً حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه. من منطلق هذا الحديث، تجد أن الكثير من الناس، ينصحون الآخرين ويحاولون “هدايتهم” أو تصحيح مسارهم لما يرونه الصحيح والأفضل للآخرين. لكن قد تظهر مشكلة على السطح حينما يكون الناصح جاهلاً أو لا يملك العلم الكافي في المجال الذي يود تقديم النصيحة فيه. أيضاً وفي بعض الحالات تأخذ الناصح الحماسة ليصدق كل ما يدعم وجهة نظره فينقلها دون التثبت منها. لا يفهم من حديثي أني أتكلم عن الدعوة إلى الإسلام أو إلى المذهب الفلاني أو العلاني فقط. فالأفكار محور حديثي هنا، تشمل الدينية بالإضافة إلى كافة علوم الحياة الحديثة، سواء الطبية، الهندسية وغيرها.
وهنا تأتيك فرصة لتقرأ وتتحقق من المعلومات التي تبث عبر قنوات الإعلام العام أو الشخصي، وترد على الخاطئ منها في تدوينات. مصدر حصولك على المعلومات المغلوطة سيكون من قنوات التلفاز أو الراديو، أو البريد الإلكتروني ومواقع الإنترنت، ولتتأكد من صحة المعلومة ستحتاج لسؤال المختصين إن استطعت أو البحث في مواقع موثوقة كالويكيبيديا أو مواقع الأبحاث والدراسات. وفي هذه الحالة قد تشكل اللغة حاجزاً، لكنها أيضاً قد تكون فرصة لتطوير لغتك الإنجليزية.
- الصور أو المعلومات الملفقة والتي تستخدم في الدعوة أو للتخويف.
- الأحاديث والأدعية الموضوعة.
- المشروبات الغازية وما كتب عنها من أضرار على جسد الإنسان.
- فوائد عشبة … في القضاء على السرطان والأمراض الخطيرة.
- وغيرها الكثير.. “فقط راجع آخر الرسائل التي حولها لك شخص تعرفه أو لاتعرفه لهذا اليوم”.
نقطة أخيرة، تذكر أن الهدف من هذا النوع من التدوينات هو تصحيح ما يشاع من معلومات مغلوطة، وليس الإنتصار للذات أو الرد بمعلومات هي الآخرى غير مثبته.
غالب من يمتلكون مدونة أو يحترفون الكتابة، لديهم ما يخبرون الآخرين به. لكن المشكلة في الكتابة، بخلاف التحدث، خيار متابعة القراءة كله بيد القارئ. فأنت عندما تخبر شخصاً تعرف ميوله وما يحب سماعه بقصة أو حادثة، يمكنك تحوير الأحداث لجعلها تتناسب مع هواه. أيضاً تستطيع قراءة لغة جسده، وتعابير وجهه لتختصر إن بدى لك أنه يشعر بالملل، أو تعيد صياغة الأحداث وتطيل إن شعرت أنه يرغب بسماع المزيد. والأهم من ذلك أن في الحوار الشفهي، المعلومة تسير في اتجاهين، بين المرسل والمتلقي. كل ذلك أو معظمه غير متوفر للكاتب.
القارئ عادة غالباً ما يقرأ العنوان، ويقرر ما إذا كان الموضوع يستحق المتابعة أم لا. وإذا كان كريماً، فإنه سيقرأ الجمله الأولى من المقدمة. فهنا تبدأ أهمية محاولة تسويق مقالك من خلال عنوانه أو من خلال كتابة جملة افتتاحية تدعو القارئ وتشوقه للمتابعة. في هذا المقال سنحاول التعرف على العناصر الرئيسية للمقدمة الجيدة.
العنوان هو ما يجعل تدوينك تبرز بين مجموعة من التدوينات، سواء أكان ذلك في قارئ تغذيات الأر أس أس أو خلال تصفح أحد الزوار لتدويناتك. مالم يكن موضوع التدوينة شخصياً، من المهم أن تلخص الفكرة العامة للتدوينة في العنوان. يفضل أن لا يزيد طول العنوان عن ١٣ كلمة. ومن الطرق التي تساعدك على تلخيص الفكرة، استخدام ادوات الإستفهام، كأن تبدأ العنوان بكلمة “لماذا…”، “كيف…” أو “ما هو/هي…”. تجنب استخدام العناوين المبهمة، أو التعميم. وحاول أن يكون عنوان تدوينتك واضحاً ومحدداً.
كلما أمكنك ذلك، ابدأ المقدمة بجملة أو جمل تصدم فيها القارئ، أو تجذبه لمواصلة القراءة. لتكن هذه الإفتتاحية مختصرة، فالقارئ مالم يجد شيئاً يدعوه ويحفزه لإكمال القراءة خلال أول 30 ثانية من القراءة، أو أول 160 كلمة تقريباً، فإنه سيتوقف عن القراءة وينتقل للموضوع التالي. استخدم معلومة صغيرة كالمعلومات التي نسمعها من هل تعلم إن كنت تستطيع الربط بين هذه المعلومة وموضوع تدوينتك. وكلما كانت المعلومة جديدة أو من المرجح أن لا يعرفها الكثير كلما كان تأثيرها أكثر وأفضل. مثلاً إن كان موضوع تدوينتك عن “مساعدة الزوج لزوجته في أعمال المنزل”، قد تكون الإفتتاحية “لاحظ العلماء أن زوج طائر البطريق، يتبادلان عملية حضانة البيض. البيضة تفسد بمجرد ملامستها لأرض القارة المتجمدة، ولذلك يقوم البطريق بحفظ البيضة فوق قدمه بقرب بطنه. هذه المهمة يتبادل القيام بها ذكر وانثى البطريق طوال فترة الحضانة والتي تستمر لـ… شهر”.
إن كنت بدأت مقدمتك بمعلومة غريبة، قد يشعر القارئ بعدم ترابط الأفكار عندما تنتقل مباشرة لفكرة تدوينك. لذلك قد يكون من الجيد تسهيل عملية الإنتقال في جملة تحمل نكته أو تقريب للمعلومة للواقع الذي ستتحدث عنه. نعود لمثال مساعدة الزوج لزوجته والبطريق، قد تكون هذه الجملة كالتالي: “قد تكون حقيقة أن بعض الزوجات يتمنون أن يتحمل الزوج بعض أشهر الحمل، أو على الأقل يشعر بمشقة وتعب الحامل، ولكن هذا مستحيل. على النقيض، ليس مستحيلاً أن يتحمل الزوج أو يساعد في الأعمال المنزلية”.
أخيراً بعد الصدمة والنكته، أطرح الموضوع الذي ستركز عليه في تدوينتك. كن واضحاً، ومباشراً، لا تحاول أن تخفي الفكرة الرئيسية عن القارئ. فإخفاء الحدث الرئيسي عن القارئ لا يكون إلا في القصص والروايات. أيضاً إن كانت تدوينتك طويلة قد تفضل وضح النقاط الرئيسية للتدوينة، أو على الأقل المعلومة الأهم والأفضل في التدوينة. وبشكل عام يجب أن لاتحتل المقدمة أكثر من عشر الموضوع.
العثور على قصة نجاح بطلها شخص من الشرق أو الغرب ليست صعبة، فمع معلمنا گوگل لا يتعدى الأمر كتابة “قصص نجاح في…” وتحدد المجال سواء دراسي أو رياضي أو تجاري، وستأتيك آلاف النتائج. لكن يجب أن لا نغفل نقطة مهمة، فمهما كانت القصة ملهمة، ومهما كانت البداية شديدة القسوة والنهاية سعيدة، إلا أننا في النهاية نقف ونقول أن معطيات القصة مختلفة، والفرص التي أتيحت لصاحب القصة مختلفة عنّا. لدينا بيروقراطية، وتعقيدات، وتحطيم، وأخيراً اكتشفنا الفساد، وغيرها من الأعذار التي قد تكون صحيحة أو عكس ذلك.
اليوم قرأت قصة لشخص ليس من السليكون فالي، سنغافورا، أو من أستراليا، صاحب القصة من الوطن العربي، وبالتحديد من السعودية. نشر قصته التي لم تكتمل، وسواء أكنت ستستنتج أنه كان موفقاً في قراراته أم لا، أو أنه ما عده نجاحاً في قصته سيستمر أم لا، فالقدر علمه عن الله وحده. القصة بطلها بندر رفه، بدأت قبل عشرة سنوات ولا تزال مستمرة، كانت فيها محطات أقل ما يمكن قوله عنها أنها مخاطرة قد لا يجترأ الكثير على القيام بها. وسواء أكنت ترى في الجراءة والمخاطرة شجاعة وإقدام أو أنها مقامرة، قصته حوت منها الكثير. قرأتها وأعجبت بها وأحببت مشاركتكم فيها.
“نحن لا ينقصنا الناجحون ولكن ينقصنا من يخبرنا بقصصهم”.
حياتك مليئة بالأنشطة والتجارب، ومن الطبيعي أنك بعد كل موقف أو تجربة تخرج بفائدة أو رأي تضيفه إلى رصيد تجاربك في الحياة. مثلاً، رأيك حول المطعم الفلاني، أو المنتزه في مدينتك. قد تكون أحد القلائل الذين يستمتعون بتجربة الجديد من منتجات أو أجهزة تطرح في السوق، الآخرون قد لا يملكون الوقت، طول البال، أو المادة التي تساعدهم على إجراء هذه التجارب.
المصادر لهذه النوع من التدوينات غير محدودة، ويمكنك إفتتاح مدونة خاصة فقط بالتجارب التي تمر بها في المجال الذي تحبه. سواء أكان ذلك في تجارب المطاعم الجديدة، الهواتف المحمولة والأجهزة، العصائر، المنتزهات، الفنادق، وغيرها الكثير. لكنك ستحتاج لأن تكون حيادياً فيما تقوله، وأن تذكر التفاصيل التي تعتقد أنها ستفيد القارئ أو المتابع.
- القصة أو السبب الذي دعاك للتجربة.
- تعريف بالشيء الذي قمته بتجربته ومكان حصولك عليه.
- بعض الصور قد تختصر الكثير من الكلام.
- الوقت.
- السعر أو التكلفة.
- مقارنة السعر بالخدمة أو الجودة التي حصلت عليها.
- ملخص ورأيك النهائي.
العبارة أعلاه، اقتبستها من آخر مقال نشره الأستاذ أشرف فقيه في مدونته. موضوع تلك التدوينة كان سببه استغراب الأستاذ فقيه من نتائج مسابقة أرابيسك لأفضل المدونات العربية. حقيقة شاطرت الأستاذ فقيه ذات الإستغراب، كون قائمة المدونات المرشحة خلت ممن كنت أظن أنهم يستحقون الترشح سواءاً من قدماء المدونين، أو ذويي الأقلام المميزة. ولا يعني ذلك أن جميع القائمة المرشحة كانت فاسدة بنظري ولا تستحق الترشيح. لن أذكر من يستحق اللقب ومن لا يستحق، فأنا لست أهلاً لتقييم الآخرين ورأيي سأتحفظ به لنفسي.*
شاركت كغيري في مسابقة أرابيسك، وقد تكون عزيزي القارئ أحد المشاركين أيضاً، ولم أوفق للتأهل. شعرت بالإحباط.. نعم! لكن عدت وتذكرت، أن هذه المدونة لم أفتتحها من أجل جائزة، أو شهرة.. بل لمشاركة الآخرين في تجاربي، ولتطوير مهاراتي الكتابية والبحثية. وفوق هذا كله، هي مسابقة، لن يكون هناك فائز مالم يكن هناك خاسر. وأن أكبر جائزة ممكن أن يحصل عليها المدون أو الكاتب ليست مبلغ مالي يُصّرف أو جهاز حاسوب يستهلك. بل بكم أنتم يامن تقرأون المقالات، وتفرحون وتحزنون معي.
عندما تمارس أي عمل في الحياة، ستواجه النقد، وقد يقوم الآخرون بإصدار الأحكام في حقك. هذه الأحكام غالباً ما ستكون سلبية في نظرك، لأن دواعي المدح والتشجيع غالباً ما تكون أقل من دواعي الذم والتحبيط. تذكر دائماً أن معظم الناجحين قوبلوا في بداياتهم بالتهكم ومحاولات لثنيهم عن السير في الطريق الذي إختاروه لأنفسهم. ولكن ما فرق وميز هؤلاء الناجحين عن غيرهم، أنهم كانت لهم عزيمة، ولم ينتظروا الشكر والتمجيد من الناس. بل تركوا بصمات، بقيت ليتحدث عنها التاريخ. وقبل ذلك، لم يضيعوا الوقت بإحتقار أعمالهم، بل عملوا وعملوا حتى وصلوا إلى نتيجة.
كنت قد احتفظت بتدوينة في المسودات لفترة طويلة، لم أنهيها، ولم أربط أفكارها أو أجد مناسبة تصلح لطرح هذه التدوينة. كنت قد عنونت لها بـ”آخر مرة قلت فيها شكراً”، فكرتها أنك في حياتك ستمر على الكثير من الناس، ممن يقدمون لك خدمات جليلة، أحياناً تنسيك فرحة الحصول على ما طلبته منهم، شكرهم ورد الجميل لهم. فلا تنسى أن تقدم لهم الشكر، ولا تكتفي بكلمة “شكراً” أو “جزاك الله خير”، بل تذكر جميلهم، حفزهم على المزيد من العطاء، وإجعل مافعلوه معك محفز لك على القيام بالمثل مع الآخرين.
أكتب رسالة شكر لمدرس أو شخص كان له تأثير على حياتك، وذيل رسالتك بأنك تتمنى أن يستمر على العطاء، وأن يمد تأثيره ليشمل أشخاص آخرين. أو اكتب وتحدث عن قصتك مع ذلك الشخص، وادعو الآخرين لأن يقتدوا بعمله، وذكرهم أنك لم تنسى جميلهم. والأهم من ذلك كله لا تنسى أن تدعو لذلك الشخص بظهر الغيب بالصحة والخير.
وبالنسبة لعالم التدوين، أكتب رسالة شكر للكاتب الذي تقرأ له وتتابعه، سواء بشكل خاص أو على صورة تعليق. حفزه لأن يستمر وذكره بأن هناك من يتابعه. ساهم معه بطرح الإستفسارات وأفكار تود منه أن يتحدث عنها. ادعم مدونته بالدعاية لها أو بالإقتباس من مواضيعه والإشاره لها.
وتذكر أنك ستبدأ اليوم بشكر هذا الشخص، الذي قد يحتاج لك اليوم، وغداً سيأتي من يشكرك. فهذه السنة الحسنة، تبدأها أنت اليوم، وغداً تجني حصادها.
فتح المدونة أمره سهل، ولا يأخذ أكثر من خمسة دقائق. كذلك الدعاية لها وجذب القراء للقراءة فيها. لكن بعد افتتاح المدونة يبدأ التحدي الحقيقي، وهو ملء هذه المدونة بمحتوى جيد ومفيد للآخرين. يساعد المدونة على البقاء، ويدعوا الزوار لإعادة الزيارة، وربما التحول من زوار عابرين إلى أصدقاء للمدونة. قد يصعب على البعض الكتابة، لأنه ببساطة لا يجد موضوع يكتب عنه. ربما تكون مدونته عامة جداً فيجد أمامه أفكار كثيرة لايعرف كيف يبدأ بها، أو تكون مدونته متخصصة جداً فيجد نفسه قد تحدث وكتب عن جوانب عديدة من تخصص مدونته مما يجعل العثور على موضوع جديد مستحيل.
طبعاً كما قلت في موضوعي المتعلق بتعريف التدوين، أن مدونتك هي مذكرتك الشخصية ولذلك فإني أجد من غير العدل أن أفرض عليك التخصص في مجال محدد أو تكون عامة جداً. لكني أقترح عليك أن تكون وسطاً، ولا مانع أن تجعل تصنيف عام في مدونتك تتحدث فيه مع متابعيك عمّا يجول في خاطرك مما لا علاقة مباشرة للمدونة فيه. طبعاً يقول البعض، كماحدث وأن قالت أن بعض المواضيع الخاصة والشخصية، والتي لا علاقة لها في تخصص المدونة مواضيع سخيفة في بعض الحالات. وهذا صحيح! على النقيض من ذلك، عندما يكتب شخص عن موضوع يهتم به ويفهمه بشكل جيد، قد يستطرد ويتشعب في الكتابة، وقد يصل موضوع لألف أو ألفين كلمة. مما يتعب القارئ وقد يصيبه بالملل، خصوصاً إن كانت أفكار الموضوع مبعثرة وغير مترابطة.
طبعاً يدور في خلدك الآن، أن رضا الناس غاية لا تدرك. فإن كتبت موضوع قصير عن قصة أو قصة سيقولون عنها سخيفة. وإن كتبت موضوع طويل ومتخصص، سيقولون عنه ممل. قد تقول لنفسك، لا يهمني رأي الناس، فما أكتبه أنا أكتبه لنفسي ولا يهم القراء، هذه بضاعتي ومن لا يعجبه فهو غير ملزوم بالشراء. إن كانت هذه قناعتك، سنعود لنقطة أن هذه مذكرتك وأنت حر فيما تفعله فيها، أما أن كنت تود أن تجذب قراء لمدونتك وتعرض عليهم أفكارك وتستمع لآراءهم، فسأعطيك الحل.
الحل أستلهمته من كتاب بعنوان “No One Cares What You Had for Lunch: 100 Ideas for Your Blog” أو “لا أحد يهتم بما أكلته على العشاء: مائة فكرة لمدونتك”. طبعاً عنوان الكتاب يشرح القصة كاملة. قد تكون قصة عشائك مع اخوانك في أحد المطاعم مشوقة لك، ومليئة بالأحداث الجميلة، لكن زوار مدونتك قد لا يتعدى اهتمامهم جودة الطعام، ونظافة المطعم. في الكتاب السابق قسمت الكاتبة التدوينات إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وأعطت أفكار للتدوين تحت كل قسم. هذه الأقسام مع بعض التعديل في الأسماء هي:
تجلس على الكيبورد وتبدأ بالكتابة دون أية تفكير وتحضير. طبعاً حجم التدوينة في النهاية غالباً سيكون في حدود ال200 كلمة، وغالباً ما تكون هذه التدوينات عامة وغير متخصصة.
تشعر بالملل وتمتلك بعض وقت الفراغ، خلال ساعة ستتمكن من كتابة تدوينة. هذه التدوينة ستكون متخصصة، ولكنها غير متعمقة، وحجمها سيكون في حدود ال500 كلمة.
هذه التدوينة ستفكر فيها خلال أسبوع، وستعمل بحث من أجل تجهيزها. ستكون هذه التدوينة متخصصة، وعميقة، ويجب أن تلاحظ أن الحجم يجب أن لا يتعدى ألف كلمة، وفي حاجتك للمزيد حاول أن تضعها في حلقتين أو أكثر. وقد يكون من الجيد أن تضع لتدوينك هذه مقدمة – جسد – وخاتمة. وتقسمها لأفكار واضحة، طبعاً سيسهل عليك هذه الأمر عندما تفكر في التدوينة خلال الأسبوع وقبل كتابتها.
لا بد وأن لديك طريقة أو عادة لعمل امورك اليومية، هذه الأشياء قد لا يكون هناك عادة أو قانون يحكمها. لكنك تعتقد أن طريقتك هي الأفضل. مثلاً، أنت عادة ماتبدأ يومك بقراءة الاخبار عبر الإنترنت، فتبدأ بصحيفة “سين”، تقرأ قسم المحليات، بعدها تنتقل لموقع “الجزيرة” لتقرأ آخر الآخبار، ثم لمنتدى “صاد”، وبعدها مدونة “خالد”، “علي”، “سعد”، وأخيراً تتصفح بريدك الإلكتروني وحساب التوتير الخاص بك. لماذا تتصفح هذه المواقع، ولماذا تعتقد أن قيامك بالتصفح بهذه الطريقة هو الأفضل؟
تدوينة فرض الرأي، قد لا تأخذ منك وقت في التحضير ولن تكون طويلة، فلذلك ينطبق عليها تعريف مدونة الخمس دقائق. والأفكار التي يمكن أن تفرض رأيك فيها غير محدودة. أي عادة تمارسها وتعتقد أنك تخالف بعض أو غالب الناس فيها، وتظن بأن طريقتك هي الأفضل، من الممكن أن تكتب عنها وتحاول اقناع الآخرين بها. بالإضافة للمقترح في المقدمة، يمكنك الكتابة عن أمور كالتالي:
- كيف تشتري أدواتك وأغراضك الخاصة.
- كيف ترتب وتنظف غرفتك.
- ما هي أفضل الأوقات التي تخرج فيها للتمشية، ولماذا؟
وسواء أكنت مدون متخصص أو مدون شخصي، يمكنك إيجاد عادات نابعة من تخصصك، أو عادات من حياتك لتتحدث عنها.
اليوم أردت أن أتغدى بالخارج، نصحني أحد الزملاء بمطعم “……”، وذكر لي أن هناك فرع قريب من مكان عملي في مجمع “………”. توجهت للمجمع بعد صلاة الظهر، ووجدت المواقف مزدحمة. بعد عدة دورات في المواقف رأيت سيارة ترجع للوراء وتخرج من أحد المواقف، أوقفت السيارة وانتظرت خروج تلك السيارة من الموقف. في ذات اللحظة، جاء أحدهم وسرق الموقف الخاص بي. وخرج من سيارته وبدأ ينظر لي بإبتسامة خبيثة، ثم ذهب للمجمع دون أن يعتذر.
- ما هو شعورك وقتها؟
- ما الذي فعلته بعد ذلك؟
- كيف كان يجب أن تتصرف؟
- كيف بإعتقادك يمكن الحد من هذه الظاهرة؟
- لو كنت رئيس المجمع أو المرور كيف ستحد من المشكلة؟