نعايش هذه الأيام مرحلة مزحومة من السنة، فللتو أنهى الطلبة اختباراتهم. منهم من أنهى الثانوية ويفكر بالعمل أو الإلتحاق بمعهد أو جامعة، وبعضهم تخرجوا من الجامعة ويبحثون عن عمل أو يرغبون بمواصلة تعليمهم، ومنهم من لايزال في إحدى هالمرحلتين. أيضاً البعض يرغب بنسيان عناء الدراسة ومشقة الإمتحانات، وسيسافر للسياحة سواء خارج وطنه أو داخله. كل تلك الأمور تعني أنهم سيمرون بتجارب لا بد وأنها قيّمة لغيرهم. هذه التجارب سيكون مصيرها النسيان، أو في أفضل الحالات لن يستفيد منها إلا قلة ممن يعرفون من يمر بها بشكل شخصي. لذلك حفظها وتسجيلها مهم سواء لمن يمر بالتجربة أو للعامة، ولا أفضل من تدوينها عبر الإنترنت.
في هذه الأيام هل:
- ستتقدم بطلب الإلتحاق بجامعة أو معهد؟
- ستبدأ مشروعاً خاصاً أو تبحث عن عمل؟
- لازلت تدرس في الجامعة أو في الثانوية؟
- ستسافر إلى دولة أو مدينة بقصد السياحة أو الدراسة؟
- لديك مشروع أو عمل صيفي؟
- لديك مهارة خاصة تود تطويرها خلال الإجازة؟
- إن كنت قد جاوبت على أحد الأسئلة السابقة بنعم، فأنت تملك شيئاً يتطلع الآلاف عبر الإنترنت إلى التعرف عليه. كل شخص متفرد بذاته وله قدرات وتجارب خاصة، إن كتبت ونشرت سيستفيد منها الكثير، ولا تدري لعلك تكتب عن شيء ما، ويكون في تجربتك مساعدة لإنسان أو شخص. قد يدور في خاطرك الآن أن التدوين أمره صعب ويحتاج للمتابعة، ويترتب عليه إنشغال ويحتاج لتفرغ. لنرى إن كان ذلك صحيحاً!
طبعاً بخلاف الأشخاص ذوي الشخصيات التي تميل للإدمان على الأشياء، أو المتفرغين للتدوين، صاحب المدونة هو من يحدد نسبة إنشغاله على المدونة، وكثافة النشر. يمكنك أن تنشر مقالة واحدة كل عدة أيام، أسبوعياً، أو شهرياً، ولو اتقفنا على ذلك لا أعتقد أن تفكيرك في موضوع، وكتابتك له في ساعة أسبوعياً مثلاً سيشغلك عن أمور أخرى.
سواء أكنت ستكتب عن تجربتك، تخصصك، أو رحلتك، التدوين في الواقع قد يشغلك عن التركيز على ما تعمله، لكنه سيساعدك على فهم تجربتك بشكل أكبر والإستفادة منها وتوثيقها. فأولاً كما ذكرت سابقاً التجربة ستنسى إن لم تسجلها وتوثقها. تخيل رحلتك بدون إلتقاط صور، أوكتابة مذكرات. أيضاً هل ستذكر كيف استطعت التفوق في اختبار القبول الجامعي، أو اسلوب الدراسة الأفضل مالم تفكر بعمق وتحلل الأسباب والأمور التي ساعدتك على ذلك؟
في البداية الكثير قالوا كذلك، ولكن عندما تتخصص وتكتب في مجال أنت تحبه، ستجد أن الأفكار لا تنتهي. لذلك من المهم أن تكتب عن ما تحبه أنت وليس ما تعتقد أنه ما يحبه الناس. ومهما تكن ميولك وما تحبه ستجد أن هناك من يتابعك ويشاركك ذات الإهتمامات.
بشكل طبيعي، المتابعين لن يقرأون لك مالم يجدوا عندك أسلوب جيد، أو معلومة جديد ومهمة. هذه مهمتك، وتذكر أنه كلما تكتب وتبحث وتقرأ، سيتطور أسلوبك مما سيجذب المتابعين لمدونتك. وأيضاً سيساعدك ذلك على التوسع وفهم تجربتك بشكل أفضل، مما سيعطيك قدرة على التحليل وإعطاء النصائح والتوجيه.
على العكس تماماً، في المدونة المادة المنشورة هي لك، ولك كامل حرية التصرف فيها. تستطيع حذفها، تعديلها، إعادة نشرها، وكتابة ما تريد كتابته دون الحاجة لأخذ موافقة من المشرف على المنتدى، أو الخضوع للقوانين التي يضعها. وعلى النقيض في المنتدى، صاحب المنتدى يستطيع في أي لحظة أن يحذف موضوعك أو المنتدى بشكل كامل دون أن يرجع إليك. مما يعني أن أرشيفك وسمعتك ستضيع من وقت حذف ذلك المنتدى.
الفكرة التي بنيت عليها المدونات هي اتاحة مجال الكتابة لغير المتخصصين في البرمجة. فلتفتتح مدونة وتكتب فيها، أنت لا تحتاج لأي معرفة بلغات البرمجة. هذا لا يعني أن معرفتك للبرمجة لن تفيدك في تخصيص مدونتك وإظهارها بشكل مميز، لكن تذكر دائماً أن هذا ليس مهماً. أيضاً هناك العديد من مقدمي خدمة استضافة المدونات المجانية، يوفرون لك مدونة مع دعم كامل للغة العربية، بسهولة تسجيل بريد إلكتروني جديد. لن تحتاج لدفع مبالغ مادية إلا في حالة رغبتك في تسجيل رابط وموقع كامل لك، وفي هذه الحالة ستحتاج لمعرفة بلغة البرمجة أو استأجر خدمة تصميم ودعم مدونة. طبعاً الإستضافة تكون في حدود المائة دولار سنوياً، والتصميم يختلف بإختلاف المصمم.
إن كنت تفكر في البدأ في التدوين، هناك عدة محطات ومواقع ستساعدك على ذلك:
- أولاً، خذ جولة في المدونات العربية، وتعرّف على المدونين وأساليب كتابتهم. وحاول ان تكتشف إن كان هناك من يكتب في ذات المجال الذي تود الكتابة فيه، لتتعلم من تجربته وتحاول التغلب على ما تراه سلبيات لمدونته.
- ثانياً، قرر إن كنت تود لمدونتك أن تكون بإستضافة مجانية أو مدفوعة. وبعد اختيارك تجول في موقع وردبرس العربي، هذا الموقع يدعم برنامج وردبرس والذي يشغل مدونتي. في هذا الموقع ستتعرف على طريقة فتح مدونة ونصائح وامور متعلقة بالبرمجة والتصميم. لو أقتنعت ببرنامج الوردبرس يمكنك افتتاح مدونة مجانية منموقع وردبرس الشركة. أما عن البديل فهناك بلوقر التابع لشركة قوقل، مدونات مكتوب العربية، ومدونات جيران العربية.
- أخيراً، بعد أن افتتحت المدونة، تابع نصائح تطوير المدونة والأسلوب التي تنشر في الإنترنت عبر مواقع، كموقع وردبرس العربي، مدونة أقلام العامة ومدونته المتخصصة في الوردبرس، ومدونة وردبرس العربي.