غالب من يمتلكون مدونة أو يحترفون الكتابة، لديهم ما يخبرون الآخرين به. لكن المشكلة في الكتابة، بخلاف التحدث، خيار متابعة القراءة كله بيد القارئ. فأنت عندما تخبر شخصاً تعرف ميوله وما يحب سماعه بقصة أو حادثة، يمكنك تحوير الأحداث لجعلها تتناسب مع هواه. أيضاً تستطيع قراءة لغة جسده، وتعابير وجهه لتختصر إن بدى لك أنه يشعر بالملل، أو تعيد صياغة الأحداث وتطيل إن شعرت أنه يرغب بسماع المزيد. والأهم من ذلك أن في الحوار الشفهي، المعلومة تسير في اتجاهين، بين المرسل والمتلقي. كل ذلك أو معظمه غير متوفر للكاتب.
القارئ عادة غالباً ما يقرأ العنوان، ويقرر ما إذا كان الموضوع يستحق المتابعة أم لا. وإذا كان كريماً، فإنه سيقرأ الجمله الأولى من المقدمة. فهنا تبدأ أهمية محاولة تسويق مقالك من خلال عنوانه أو من خلال كتابة جملة افتتاحية تدعو القارئ وتشوقه للمتابعة. في هذا المقال سنحاول التعرف على العناصر الرئيسية للمقدمة الجيدة.
العنوان هو ما يجعل تدوينك تبرز بين مجموعة من التدوينات، سواء أكان ذلك في قارئ تغذيات الأر أس أس أو خلال تصفح أحد الزوار لتدويناتك. مالم يكن موضوع التدوينة شخصياً، من المهم أن تلخص الفكرة العامة للتدوينة في العنوان. يفضل أن لا يزيد طول العنوان عن ١٣ كلمة. ومن الطرق التي تساعدك على تلخيص الفكرة، استخدام ادوات الإستفهام، كأن تبدأ العنوان بكلمة “لماذا…”، “كيف…” أو “ما هو/هي…”. تجنب استخدام العناوين المبهمة، أو التعميم. وحاول أن يكون عنوان تدوينتك واضحاً ومحدداً.
كلما أمكنك ذلك، ابدأ المقدمة بجملة أو جمل تصدم فيها القارئ، أو تجذبه لمواصلة القراءة. لتكن هذه الإفتتاحية مختصرة، فالقارئ مالم يجد شيئاً يدعوه ويحفزه لإكمال القراءة خلال أول 30 ثانية من القراءة، أو أول 160 كلمة تقريباً، فإنه سيتوقف عن القراءة وينتقل للموضوع التالي. استخدم معلومة صغيرة كالمعلومات التي نسمعها من هل تعلم إن كنت تستطيع الربط بين هذه المعلومة وموضوع تدوينتك. وكلما كانت المعلومة جديدة أو من المرجح أن لا يعرفها الكثير كلما كان تأثيرها أكثر وأفضل. مثلاً إن كان موضوع تدوينتك عن “مساعدة الزوج لزوجته في أعمال المنزل”، قد تكون الإفتتاحية “لاحظ العلماء أن زوج طائر البطريق، يتبادلان عملية حضانة البيض. البيضة تفسد بمجرد ملامستها لأرض القارة المتجمدة، ولذلك يقوم البطريق بحفظ البيضة فوق قدمه بقرب بطنه. هذه المهمة يتبادل القيام بها ذكر وانثى البطريق طوال فترة الحضانة والتي تستمر لـ… شهر”.
إن كنت بدأت مقدمتك بمعلومة غريبة، قد يشعر القارئ بعدم ترابط الأفكار عندما تنتقل مباشرة لفكرة تدوينك. لذلك قد يكون من الجيد تسهيل عملية الإنتقال في جملة تحمل نكته أو تقريب للمعلومة للواقع الذي ستتحدث عنه. نعود لمثال مساعدة الزوج لزوجته والبطريق، قد تكون هذه الجملة كالتالي: “قد تكون حقيقة أن بعض الزوجات يتمنون أن يتحمل الزوج بعض أشهر الحمل، أو على الأقل يشعر بمشقة وتعب الحامل، ولكن هذا مستحيل. على النقيض، ليس مستحيلاً أن يتحمل الزوج أو يساعد في الأعمال المنزلية”.
أخيراً بعد الصدمة والنكته، أطرح الموضوع الذي ستركز عليه في تدوينتك. كن واضحاً، ومباشراً، لا تحاول أن تخفي الفكرة الرئيسية عن القارئ. فإخفاء الحدث الرئيسي عن القارئ لا يكون إلا في القصص والروايات. أيضاً إن كانت تدوينتك طويلة قد تفضل وضح النقاط الرئيسية للتدوينة، أو على الأقل المعلومة الأهم والأفضل في التدوينة. وبشكل عام يجب أن لاتحتل المقدمة أكثر من عشر الموضوع.