فتح المدونة أمره سهل، ولا يأخذ أكثر من خمسة دقائق. كذلك الدعاية لها وجذب القراء للقراءة فيها. لكن بعد افتتاح المدونة يبدأ التحدي الحقيقي، وهو ملء هذه المدونة بمحتوى جيد ومفيد للآخرين. يساعد المدونة على البقاء، ويدعوا الزوار لإعادة الزيارة، وربما التحول من زوار عابرين إلى أصدقاء للمدونة. قد يصعب على البعض الكتابة، لأنه ببساطة لا يجد موضوع يكتب عنه. ربما تكون مدونته عامة جداً فيجد أمامه أفكار كثيرة لايعرف كيف يبدأ بها، أو تكون مدونته متخصصة جداً فيجد نفسه قد تحدث وكتب عن جوانب عديدة من تخصص مدونته مما يجعل العثور على موضوع جديد مستحيل.
طبعاً كما قلت في موضوعي المتعلق بتعريف التدوين، أن مدونتك هي مذكرتك الشخصية ولذلك فإني أجد من غير العدل أن أفرض عليك التخصص في مجال محدد أو تكون عامة جداً. لكني أقترح عليك أن تكون وسطاً، ولا مانع أن تجعل تصنيف عام في مدونتك تتحدث فيه مع متابعيك عمّا يجول في خاطرك مما لا علاقة مباشرة للمدونة فيه. طبعاً يقول البعض، كماحدث وأن قالت أن بعض المواضيع الخاصة والشخصية، والتي لا علاقة لها في تخصص المدونة مواضيع سخيفة في بعض الحالات. وهذا صحيح! على النقيض من ذلك، عندما يكتب شخص عن موضوع يهتم به ويفهمه بشكل جيد، قد يستطرد ويتشعب في الكتابة، وقد يصل موضوع لألف أو ألفين كلمة. مما يتعب القارئ وقد يصيبه بالملل، خصوصاً إن كانت أفكار الموضوع مبعثرة وغير مترابطة.
طبعاً يدور في خلدك الآن، أن رضا الناس غاية لا تدرك. فإن كتبت موضوع قصير عن قصة أو قصة سيقولون عنها سخيفة. وإن كتبت موضوع طويل ومتخصص، سيقولون عنه ممل. قد تقول لنفسك، لا يهمني رأي الناس، فما أكتبه أنا أكتبه لنفسي ولا يهم القراء، هذه بضاعتي ومن لا يعجبه فهو غير ملزوم بالشراء. إن كانت هذه قناعتك، سنعود لنقطة أن هذه مذكرتك وأنت حر فيما تفعله فيها، أما أن كنت تود أن تجذب قراء لمدونتك وتعرض عليهم أفكارك وتستمع لآراءهم، فسأعطيك الحل.
الحل أستلهمته من كتاب بعنوان “No One Cares What You Had for Lunch: 100 Ideas for Your Blog” أو “لا أحد يهتم بما أكلته على العشاء: مائة فكرة لمدونتك”. طبعاً عنوان الكتاب يشرح القصة كاملة. قد تكون قصة عشائك مع اخوانك في أحد المطاعم مشوقة لك، ومليئة بالأحداث الجميلة، لكن زوار مدونتك قد لا يتعدى اهتمامهم جودة الطعام، ونظافة المطعم. في الكتاب السابق قسمت الكاتبة التدوينات إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وأعطت أفكار للتدوين تحت كل قسم. هذه الأقسام مع بعض التعديل في الأسماء هي:
تجلس على الكيبورد وتبدأ بالكتابة دون أية تفكير وتحضير. طبعاً حجم التدوينة في النهاية غالباً سيكون في حدود ال200 كلمة، وغالباً ما تكون هذه التدوينات عامة وغير متخصصة.
تشعر بالملل وتمتلك بعض وقت الفراغ، خلال ساعة ستتمكن من كتابة تدوينة. هذه التدوينة ستكون متخصصة، ولكنها غير متعمقة، وحجمها سيكون في حدود ال500 كلمة.
هذه التدوينة ستفكر فيها خلال أسبوع، وستعمل بحث من أجل تجهيزها. ستكون هذه التدوينة متخصصة، وعميقة، ويجب أن تلاحظ أن الحجم يجب أن لا يتعدى ألف كلمة، وفي حاجتك للمزيد حاول أن تضعها في حلقتين أو أكثر. وقد يكون من الجيد أن تضع لتدوينك هذه مقدمة – جسد – وخاتمة. وتقسمها لأفكار واضحة، طبعاً سيسهل عليك هذه الأمر عندما تفكر في التدوينة خلال الأسبوع وقبل كتابتها.