جاسم الهارون

دليل الطالب الجامعي

اختيار دولة وجامعة للدراسة



إلى وقت قريب، بالنسبة للطلبة السعوديين المقدمين على الدراسة الجامعية، لم يكن هناك الكثير ليفكروا فيه. فالجامعات قليلة، وكافية لمعظم خريجي المرحلة الثانوية، والإبتعاث مكلف وقلة كانوا يتخذون خيار الدراسة في الخارج. أما اليوم، فالأمر إختلف تماماً، ففي ظل الرعاية الرشيدة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تعالى للعلم والتعليم، فتحت أبواب الإبتعاث للدراسة والتحصيل في الخارج على مصراعيها، وفي داخل المملكة، قفز عدد الجامعات إلى أكثر من مائة جامعة أهلية وحكومية. وهذا زاد في عدد الخيارات التي يفكر فيها الطالب الجامعي، وربما عقد عملية إتخاذ القرار للدراسة في الجامعة. ولكن هذا كله في مصلحة الطالب، فالدراسة الجامعية ليست فقط قراءة كتب، وحضور إختبارات، بل هي أيضاً، بناء شخصية والإطلاع على الثقافات والإحتكاك بالناس.

أنظمة الدراسة:

يمكن تقسيم نظام الدراسة الذي تتبعه الجامعات في العالم إلى قسمين رئيسين: نظام الدراسة البريطاني، ونظام الدراسة الأمريكي. طبعاً لا يعني ذلك أن الجامعات إما أنها تبنى أحد النظامين بشكل كامل، ستلاحظ أثناء دراستك أن الجامعة، قد تميل إلى أحد النظامين والغالبية ستتبع نظام متوسط. وهذه مقارنة من واقع التجربة الشخصية، بين النظامين:

مجال المقارنة النظام البريطاني النظام الأمريكي
الهدف من التدريس فهم التخصص، والقدرة على البحث والإبتكار لايجاد حلول للمشاكل الجديدة. القدرة على مباشرة العمل، وسرعة تنفيذ حلول للمشاكل المتكررة والروتينية.
المواد الدراسية التركيز يكون على تخصصك أو التخصصات التي اخترت الحصول على درجة فيها. بالإضافة لتخصصك تدرس مواد عامة كالرياضيات، اللغة، الأدب، الفن.
سنوات الدراسة - ثلاث سنوات.
- أربع سنوات لبعض التخصصات التطبيقية.
- أربع سنوات للعلوم النظرية والهندسة.
- خمس سنوات لبعض التخصصات.
المحاضرات والمهام - عدد أقل من المحاضرات.
- غالباً لا يتم شرح كامل المنهج خلال المحاضرات بل يكتفى بشرح النقاط العامة.
- نسبة العمل الشخصي أعلى من نسبة العمل في المحاضرة.
- عدد أكثر من المحاضرات.
- يتم شرح المنهج كاملاً خطوة بخطوة.
- نسبة العمل في المحاضرة أعلى من العمل الشخصي.
التقييم - بحث أو تقرير كبير يسلم في منتصف الفصل الدراسي.
- إختبار واحد نهائي في نهاية الفصل الدراسي.
- الإختبارات في الغالب مقالية.
- واجبات وتقارير قصيرة، ومجموعة من الإختبارات الأسبوعية والشهرية خلال السنة.
- إختبار واحد نهائي في نهاية الفصل الدراسي.
- الإختبارات في الغالب خيارات متعددة.

الدول التي تتبع النظام البريطاني في التدريس هي بريطانيا، وغالب دول الكمونولث، وهي المستعمرات السابقة لبريطانيا، كأستراليا، نيوزيلاندا، الهند، وباكستان. وبالطبع لا يمكن القول بأن أحد النظامين هو أفضل من الآخر، فكلا النظامين لهما من المميزات والعيوب. ما يتوجب عليك هو معرفة النظام المناسب لك، ولظروفك. والذي تعتقد أنه سيساعدك على بلوغ طموحاتك وأحلامك. في الجدول التالي تجد أمثلة على بعض ما أعتقد بأنه مميزات وعيوب للنظامين:

مجال المقارنة النظام البريطاني النظام الأمريكي
العيوب - عملية متابعة الأداء صعبة ، إن لم تنظم نفسك وتراقب أداءك جيداً منذ البداية، ستجد أن الأعمال تتراكم كلما قربت من نهاية الفصل.
- درجة نجاحك في المادة تعتمد بشكل كبير على الإختبار النهائي، والذي يكون في نهاية السنة. فبالتالي من الصعب عليك معرفة إن كنت مستوعباً للمادة أم لا.
- كون التقييم يعتمد على البحوث والتقارير، وإختبار نهائي غالبه أسئلة مقالية، ستشكل اللغة الإنجليزية، حاجز يعيقك عن التعبير عما يدور في نفسك، وبالتالي ستؤثر على أدائك في المادة.
- كثرة المحاضرات والواجبات، قد تعيقك عن إدارة وقتك بالشكل الذي تريده، وتجبرك على التضحية ببعض الأنشطة الإجتماعية.
- المتابعة الدورية من قبل المدرس، والشرح خطوة بخطوة يضعف من قدرتك على البحث، والإبتكار، والقدرة على إيجاد الحلول من مصادر متنوعة.
- بعض المواد الإضافية قد تكون غير مفيدة، ولكنك تجد نفسك مجبراً على دراستها، وربما تؤخر من موعد تخرجك.
المميزات - الدراسة تكون مركزة في مجال تخصصك، فيكون تخرجك سريعاً، دون أن يؤثر ذلك على إلمامك بتخصصك.
- هذا النظام ينمي فيك حب الإطلاع والبحث، والكتابة الموضوعية. فبالتالي، بعد تخرجك سيكون من السهل عليك تطوير قدراتك في تخصصك، وإجراء البحوث حول ما يستجد فيه.
- أيضاً هذا النظام ينمي فيك حس تحمل المسؤولية، والإعتماد على النفس في القيام بواجباتك وأعمالك.
- طلبات المدرس من واجبات، والإختبارات الشهرية تعطيك تصوراً واضحاً عن أدائك وتساعدك على أن لا تتأخر أو تتراكم عليك الأعمال.
- المواد العامة التي تدرسها بالإضافة لتخصصك، تعطيك تصور جيد عن التخصصات الأخرى، وتعلمك مهارات إضافية قد تساعدك في الحصول على وظيفة.
- الاختيارات المتعددة في الإختبارات تسهل من عملية التعبير عما يجول في خاطرك حتى وإن لم تكن متقناً للغة الإنجليزية.

المميزات والعيوب، لم توضع لتسويق نظام على آخر، ولكن لتتعرف على نقاط الضعف في النظام، لتقويها في وقتك الحر ومن جهدك الخاص، إن لم تكن جامعتك أصلاً قد وفرتها لك مسبقاً. فمثلاً، طالب البكالوريس في النظام الأمريكي قد لا تكون هناك كثافة في البحث والكتابة الأكاديمية خلال سنوات دراسته، وبالتالي عند تخرجه سيصعب عليه البحث عن حل لمشكلة تواجهه في العمل، مما لم يذكر في الكتاب الجامعي، أو يتحدث عنه المحاضر في الجامعة، أو المدير في العمل. لذلك إن كنت ترى أن في جامعتك ضعف في التركيز على عملية البحث، وإيجاد الأفكار المبتكرة والغير مكررة، قم أنت بالبحث عنها في وقتك الحر في مكتبة الجامعة، أو أسأل عنها المحاضر في الجامعة، والذي غالباً ما سيسعد بهذا النوع من الأسئلة.

أما الجامعات البريطانية، والتي يكون أحد العيوب فيها، إعتمادها على الكتابة الأكاديمية، والتي قد تكون اللغة الإنجليزية عائقاً يمنعك من الإبداع وذكر ما يجول بخاطرك. لا يجب أن تتوقف عن هذه العقبة، إجعلها معيناً ومحفزاً لك على إتقان اللغة الإنجليزية. أكتب تقاريرك مبكراً، واطلب من المحاضر بلطف أن ينظر في تقريرك، أو يحيلك على من يساعدك في تصحيح الأخطاء اللغوية. ومع التكرار والجدية في العمل، ستجد نفسك أتقنت اللغة، وأصبحت معيناً لك على التفوق، بعد أن كان عقبة في طريقك.

اختيار الدولة:

وضعت لك مقارنة بين خمس دول، تعتبر الأفضل والأنشط عالمياً في مجال تجارة التعليم أو التدريس الجامعي. وهي الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، المملكة المتحدة، أستراليا، ونيوزيلاند. وذلك لمساعدتك في حالة إن كنت تفكر في الدراسة خارج وطنك. لاحظ أن هذه الدراسة، وأسعار التكاليف عبارة عن معدلات تقريبية حسب المتوفر لدي في وقت كتابة هذا الكتاب. وهي غير ثابته، لذلك، إن قررت الدراسة في أحدى هذه الدول، يتوجب عليك التواصل مع الجامعة التي ترغب بالدراسة فيها، ومكتب حجز الطيران لمعرفة التكلفة الفعلية لرحلة الدراسة.

ولاحظ بأن معدلات الصرف وتكاليف المعيشة التي قد تعطيها لك الجامعة، أو تجدها أثناء بحثك في الإنترنت، هي معدلات صرف للطلبة الجامعيين، وتشمل طلبة مقتصدين جداً، أو فيها الكثير من التنازلات في جودة السكن أو نوعية الأكل، وهذا قد لا يناسبك. فأحرص على السؤال في مواقع ومنتديات الطلبة في تلك الدولة لتتعرف على الأسعار التي تناسب نظام حياتك.

الولايات المتحدة الأمريكية (United States of America):

- المدن الرئيسية: واشنطن – العاصمة، نيويورك – أكبر المدن، لوس أنجليس، شيكاغو، هيوستن، فيلادلفيا.
- فرق التوقيت بين -7 و -13 ساعة عن توقيت المملكة العربية السعودية.
- العملة الدولار الأمريكي ويعادل الدولار الواحد 3.75 ريال سعودي (سعر الصرف ثابت).
- السفر بالطائرة من دبي إلى واشنطن 20 ساعة تقريباً، وتكلفة الطيران 9500 ريال (ذهاب وعودة).
- معدل تكلفة الدراسة: 20000 دولار سنوياً، أي مايعادل 75000 ريال.
- معدل تكلفة الإعاشة والسكن: 10000 دولار سنوياً، أي ما يعادل 38000 ريال تقريباً.
- موقع توجية الطلبة الأجانب الرسمي: www.edupass.org.

كندا (Canada):

- المدن الرئيسية: أوتوا – العاصمة، تورونتو – أكبر المدن، مونتريال، كالغاري، فانكوفر.
- فرق التوقيت بين -5.5 و -11 ساعة عن توقيت المملكة العربية السعودية.
- العملة الدولار الكندي ويعادل الدولار الواحد 3.75 ريال تقريباً (سعر الصرف غير ثابت).
- السفر بالطائرة من دبي إلى اوتوا 20 ساعة تقريباً، وتكلفة الطيران 9500 ريال (ذهاب وعودة).
- معدل تكلفة الدراسة: 12000 دولار سنوياً، أي مايعادل 45000 ريال تقريباً.
- معدل تكلفة الإعاشة والسكن: 12000 دولار سنوياً، أي ما يعادل 45000 ريال تقريباً.
- موقع توجية الطلبة الأجانب الرسمي: www.studycanada.ca.

المملكة المتحدة (United Kingdom):

- المدن الرئيسية: لندن – العاصمة وأكبر المدن، برمينغهام، مانشستر، ليدز، ليفربول.
- فرق التوقيت -3 ساعات عن توقيت المملكة العربية السعودية.
- العملة الجنيه (الباوند) الإسترليني ويعادل الجنيه الواحد 6 ريالات تقريباً (سعر الصرف غير ثابت).
- السفر بالطائرة من دبي إلى لندن 10 ساعات تقريباً، وتكلفة الطيران 4000 ريال (ذهاب وعودة).
- معدل تكلفة الدراسة: 12000 باوند سنوياً، أي مايعادل 72000 ريال تقريباً.
- معدل تكلفة الإعاشة والسكن: 12000 باوند سنوياً، أي ما يعادل 72000 ريال تقريباً.
- موقع توجية الطلبة الأجانب الرسمي: www.ukcisa.org.uk.

أستراليا (Australia):

- المدن الرئيسية: كانبرا – العاصمة، سيدني – أكبر المدن، بريزبين، ملبورن، بيرث.
- فرق التوقيت بين +5 و +8.5 ساعات عن توقيت المملكة العربية السعودية.
- العملة الدولار الأسترالي ويعادل الدولار الواحد 3.8 ريال تقريباً (سعر الصرف غير ثابت).
- السفر بالطائرة من دبي إلى سيدني 20 ساعة تقريباً، وتكلفة الطيران 8000 ريال (ذهاب وعودة).
- معدل تكلفة الدراسة: 24000 دولار سنوياً، أي مايعادل 93000 ريال تقريباً.
- معدل تكلفة الإعاشة والسكن: 18000 دولار سنوياً، أي ما يعادل 68000 ريال تقريباً.
- موقع توجية الطلبة الأجانب الرسمي: studyinaustralia.gov.au.

نيوزلاند (New Zealand):

- المدن الرئيسية: ويلنقتون – العاصمة، أوكلند – أكبر المدن، كرايست شيرش، هاميلتون.
- فرق التوقيت بين 9 و 10 ساعات عن توقيت المملكة العربية السعودية.
- العملة الدولار النيوزلندي ويعادل الدولار الواحد 3 ريالات سعودية (سعر الصرف غير ثابت).
- السفر بالطائرة من دبي إلى أوكلند 22 ساعة تقريباً، وتكلفة الطيران 9000 ريال (ذهاب وعودة).
- معدل تكلفة الدراسة: 22000 دولار سنوياً، أي مايعادل 66000 ريال تقريباً.
- معدل تكلفة الإعاشة والسكن: 10000 دولار سنوياً، أي ما يعادل 30000 ريال تقريباً.
- موقع توجية الطلبة الأجانب الرسمي: www.nzqa.govt.nz.

اختيار الجامعة:

بعكس ما كان عليه الحال سابقاً، أصبح أمام الطالب العديد من الجامعات ليختار من أيها يريد الحصول على الشهادة الجامعية. مستوى الجامعات، أسلوب التدريس، وتجربة الدراسة، تختلف من جامعة لأخرى. ولكي تستفيد من هذا التنوع في الخيارات، وتجعل من تجربة الدراسة في الجامعة، تجربة جميلة تذكرها وأنت تشعر بالإفتخار، فكر في النقاط الأربع التالية:

1. حدد ما تريده وما يمكنك تحقيقه:

تعرف على ما تريده لنفسك، وماهي الأشياء والطريقة التي ستساعدك في بلوغ أحلامك. فبعد أن عرفت تخصصك، ونظام الدراسة الذي تميل له، والدولة التي تريد الدراسة فيها. حان الوقت، لتصفح مواقع الجامعات، وسؤال الأصدقاء وذي الخبرة في المجال الذي ترغب التخصص فيه. لكن تذكر بأننا وعلى الرغم من رغبتنا الدائمة في الأفضل، سيكون هناك أمور تقيدنا وتمنعنا من ذلك. أهم تلك القيود هي: الوقت، المال، القدرة العقلية. مشروع دراستك في الجامعة، سيحتاج منك لتخصص وقت للدراسة، وعادة ما تحتاج الجامعة لأربع أو خمس سنوات للإنتهاء من متطلبات التخرج. وستحتاج للمال، لدفع تكاليف الدراسة، ومصاريفك الشخصية. وأخيراً ستحتاج للقدرة العقلية التي تتناسب مع كمية العمل والجهد الذي تحتاجه الجامعة التي ستختارها. ولذلك سيكون عليك أن تكون صريحاً مع نفسك، وتعرف حدود ما تملكه من كل صنف، وما تود إستثماره في دراستك. لا تظلم نفسك بتكليفها فوق طاقتها أو أقل من طاقتها في الاصناف الثلاثة.

لا تستبعد الجامعة بسبب المال فقط، لأن المال هو العنصر الوحيد من تلك العناصر الثلاثة، الذي تستطيع توفيره من مصادر خارجية. سواء أكان ذلك من خلال العمل الإضافي، والإقتصاد في الإنفاق، أو الإستدانة. لكن تأكد من قدرتك على استيعاب نظام الحياة الجديد، والذي سيتوجب عليك إتباعه لتوفير تكاليف دراستك.

2. اجمع معلومات عن الجامعة:

في هذه الأيام، عملية البحث والعثور على معلومات عن الجامعة ليست بالأمر الصعب، بشرط أن تعرف أين تبحث، ومن تسأل. إستخدم الإنترنت للدخول على موقع الجامعة، و للقراءة عن الجامعة في أرشيف المواقع الإجتماعية والإخبارية. ويمكنك استخدام مواقع التواصل الإجتماعي في التواصل مع طلبة الجامعة أو الخريجين. المهمة الصعبة في هذه الخطوة، هي عملية فرز هذه المعلومات التي نجحت في جمعها إلى حقائق ذات قيمة، وإشاعات ومبالغات لا قيمة لها.

في البداية لا بد أن تبحث وتقرأ وتسأل من أكثر من مصدر. وحين تجمع المعلومات لا تعتمد على استنتاجات كاتب المقاله، أو صاحب الموقع. أي عندما تجد في موقع عبارة (هذه الجامعة أقوى جامعة سعودية)، لا تعاملها على أنها حقيقه، ابحث أو اسأل عن الاسباب. أيضاً من العبارات الإستنتاجيه التي لا يجب أو تؤمن بها إطلاقاً دون السؤال والبحث والحصول على أدلة، عبارات مثل: (الحصول على قبول في هذه الجامعة صعب جداً)، (تكلفة الدراسة في الجامعة عالية)، (الأنشطة الطلابية والعلاقات الإجتماعية هي الأفضل بين الجامعات). فجميعنا لديه معطيات تختلف عن الآخرين، وبالتالي ما تستنتجه أنت حتى وإن كان صحيحاً لديك، لا يعني بأنه ينطبق علي.

تذكر أن تطبع الصفحات، أو تكتب المعلومات المهمة في أوراق، وتصنع ملف لكل جامعة. لا شيء سيضايقك أثناء البحث، أكثر من تذكرك لمعلومة قرأتها في موقع، ولكنك لا تتذكر ما هو الموقع ولا تدري عن أي جامعة كان يتحدث.

3. تأكد من تسجيلك للتواريخ المهمة:

أثناء بحثك وقراءتك، لا تنسى أن تتعرف على التواريخ المهمة للجامعات. غالباً ستكون هذه التواريخ متطابقة أو متقاربة، وقد تحتاج للتعرف عليها فور تفكيرك في الحصول على قبول في جامعة والبدء بالدراسة الجامعية. من التواريخ المهمة في الجامعة، آخر يوم لتسليم طلبات الإلتحاق بالجامعة، موعد إختبار القبول، موعد إعلان النتائج، موعد الأسبوع التعريفي بالجامعة، أول يوم دراسي.

وهناك تواريخ إختبارات عامة ولكنها مهمة في عملية الحصول على القبول في الجامعة، مثلاً مواعيد إختبار قياس في المملكة العربية السعودية، إختبارات تحديد المستوى الدراسي، أو إختبارات تحديد مستوى اللغة الإنجليزية. عادة ما يكون هناك فترة، ليست بالقصيرة بين جلوسك لأحد هذه الإختبارات، وموعد حصولك على النتائج. هذه الإختبارات تجارية، وبإمكانك إعادة الإختبار أكثر من مرة، لذلك إن كان لديك القدرة على ذلك، اعد الإختبار أكثر من مره، لأنك كلما تعودت على طريقة الإختبار، وتعرفت على إرشادات تأدية الإختبار، ستجد أن أدائك تحسن.

4. قم بزيارة الجامعات:

بعد تقليصك للخيارات، أقترح عليك زيارة الجامعة، إن كان ذلك متاحاً. واحرص على أن يكون ذلك في وقت تستطيع خلاله مشاهدة الطلبة وهم يتنقلون بين الفصول الدراسية. تعرف على جو الجامعة، وشاهد درجة كثافة الطلاب، وعدد المرافق الخاصة بالجامعة، كالمباني والفصول والمعامل وساحات الإنتظار والمقهى ومدى كفاءتها. الجامعات الخاصة، عادة ما توفر لك مرافق أثناء زيارتك، ليدلك ويجيب على استفساراتك، فلا تتردد في طلبه.

التعرف على المدينة:

بعد تحديدك للدولة التي تود الدراسة فيها وأثناء عملية اختيارك للجامعة، ستحتاج للتعرف على المدينة التي تقع تلك الجامعة فيها. وقد تكون هذه نقطة مهمة يغفل عنها الكثير، فعلى الرغم من أنك ستسافر من أجل الدراسة، لكن دوامك في الجامعة لن يأخذ أكثر من ثلث يومك، وبقية الوقت بالإضافة للإجازات والعطل ستقضيهم في المدينة التي تقع فيها الجامعة. لاحظ أن الدول عندما تسوق للدراسة أو للسياحة تقوم بتصوير أحسن المناظر من أفضل المدن وفي ألطف الأجواء، وهذا أمر لا يعمم على مدار السنة وعلى كل المدن. أضف إلى ذلك أن كل مدينة تنقسم إلى ضواحي، كل ضاحية تختلف تركيبتها السكانية ومعدل دخل الساكنين فيها.

التعرف على المدينة يبدأ أولاً من القراءة في موقع الجامعة وأخذ فكرة عامة مما كتب في الموقع، لا تصدق كل ما يكتب وفي نفس الوقت لا تكذبه. انسخ اسم المدينة وابحث في موقع ويكيبيديا (Wikipedia)، تعرف على ما إن كانت هذه المدينة، قرية ريفية أو مدينة تجارية، وذلك بالتعرف على عدد السكان وطبيعة أعمالهم. تعرف على معدلات درجة الحرارة على مدى السنة، والأنشطة الترفيهية والثقافية التي تقام في المدينة. بعدها توجه لمواقع منتديات الطلبة العرب أو السعوديين في تلك المدينة، ابحث في أرشيف الموقع عن معلومات عامة تساعدك على وضع تصور عن المدينه، من حيث كثافة عدد الطلبة العرب والسعوديين، طبيعة أهل المنطقة ومدى تقبلهم للطلبة الأجانب. ومن هذه المواقع يمكنك تصحيح ووضع تصور أفضل لتكاليف الإقامة والمعيشة في المدينة.

بشكل عام المدينة التجارية والمزدحمة تتميز بدرجة قبول أهلها للطلبة الأجانب، ففي الزحمة أنت غير ملاحظ. وعادة ما تكون خيارات السكن عديدة وكذلك وسائل النقل وعادة لن تحتاج لإمتلاك سيارة لقضاء حوائجك فيها. لكن يعيب السكن في المدن الكبيرة إرتفاع تكلفة المعيشة وكثرة المشتتات ووسائل الترفيه التي إن لم تسيطر على نفسك حتما ستؤثر على دراستك.

أما في القرى والمدن الريفية، نسبة تقبل الطلبة الأجانب فيها أقل، فكلما قل عدد السكان ستجد نفسك ملاحظاً من أهل القرية. وهذا سلاح ذو حدين، فلو كان أهل القرية طيبين فستجد الغالبية ترحب بك وتساعدك، ولو كان أهلها عنصريين قد تجد بعض المضايقات. في القرى خيارات السكن عادة ما تكون أقل وكذلك وسائل الترفيه والنقل، وأيضاً ستجد صعوبة في التسوق والعثور على بضائع الجاليات العربية. ولكن للقرى جانب إيجابي مهم، وهو إنخفاض تكلفة المعيشة، وقلة المشتتات عن الدراسة. لا تبني اختيارك للمدينة على مايقوله غيرك، فبعض الناس، يحبون الهدوء في الريف، وآخرون يحبون صخب المدينة. وهذا أمر شخصي يجب أن تفكر فيه وتقرره أنت ولا أحد غيرك.


الصفحة السابقة

التأقلم مع المحيط الجديد

الصفحة التالية

إرشادات للمسافرين