جاسم الهارون

دليل الطالب الجامعي

كيف تحصل على وظيفة



الدرجات التي حصلت عليها في الجامعة ليست هي المعيار الوحيد في اختيارك، بل هناك أشياء عديدة أخرى تساعدك في تسويق نفسك، والتميز بين أقرانك. والجميل في هذه الأشياء أنك تستطيع البدء في العمل عليها من الآن، ولن يتطلب العمل عليها الكثير من الجهد أو التعب، وقد تجدها في أحيان كثيرة ممتعة. بعض الطلبة لا يتنبهون لها إلا في أوقات متأخرة، وبالتالي قد لا يجدون الفرصة للعمل عليها وإتقانها. لذلك تنبه لها من الآن، وحين تتاح لك فرصة للعمل على أحد هذه الأمور التالية، لا تضيع الفرصة:

وسع شبكة معارفك:

العديد من الشركات الجيدة، والتي قد تعدها بيئة عمل ممتاز لك، تعتمد بشكل كبير على شبكة المعارف في التوظيف. وذلك بأن يطلب أحد المدراء من الموظفين لديه، تقديم من يعرفونه أو يثقون فيه لوظيفة شاغرة في الشركة، وذلك قبل طرحها لعموم الناس. بإتباع هذه الطريقة ، تحصل الشركة على الموظف المناسب، بشكل سريع ودون إضاعة الكثير من الوقت في تقييم المرشحين ومقابلتهم. أثناء دراستك في الجامعة، لا تفوت أيام التوظيف، احرص على أن تزور الشركات الجيدة والتي تخطط للعمل فيها. تحدث مع مندوبي التوظيف واحصل على بطاقات أعمالهم، ولا تنسى أن تسجل على البطاقة تاريخ اليوم الذي أخذتها فيه، ومكان مقابلة الشخص. لأن هذا الشخص سيقدرك كثيراً حين تذكره باليوم والمكان الذي تقابلتما فيه، ويظهر له مدى حرصك على العمل في شركته.

أصدقائك وأقاربك الموظفين أيضاً، يدخلون ضمن هذه الشبكة. ابقى على اتصال معهم، وإسألهم عن ما إذا كان هناك فرص للتوظيف. وهذا يختلف عن الواسطة، كون الواسطة هي حصولك على فرصة غيرك ممن هو أحق منك بالوظيفة، أما البقاء على اتصال، فهو فقط لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لشخص بمؤهلاتك، لتقدم أوراقك كما يفعل بقية المتقدمين.

العمل الصيفي أو التطوعي:

الخبرة المهنية لا تقل أهمية عن الحصول على الشهادة الجامعية. أثناء سنوات دراستك، سيكون لديك الكثير من أوقات الفراغ والإجازات، وهذه فرصة ذهبية لتستثمرها في تحصيل الخبرات وتوسيع شبكة المعارف. قد تقول بأن العمل الصيفي أو التطوعي ممل، روتيني، ولا يعطي خبرات حقيقية تفيدني في حياتي العملية. ولكنه يعطي إنطباعاً بأنك شخص أهل لتحمل المسؤولية، ويمكن الإعتماد عليك. بمرور الوقت، سيتم الوثوق بك للقيام بأعمال أهم، وتوكيل مسؤوليات إليك، وهنا ستبدأ بالحصول على الخبرة.

طور مهاراتك الشخصية:

خلال سنوات دراستك في الجامعة، ستجد من وقت لآخر فرص لحضور دورة، أو محاضرة تُعنى بمهارات التطوير الشخصي. لا تفوت فرصة حضور هذه المحاضرات، وإن كانت هناك شهادات حضور تمنح للجمهور، احرص على أن لا تضيعها. طبعاً، إبدأ بالمهارات ذات العلاقة المباشرة بتخصصك، قبل المهارات العامة. كما يمكنك الإشتراك في الجمعيات الخاصة بتخصصك، كجمعية المحاسبين، أو جمعية المهندسين.

حضر سيرتك الذاتية:

السيرة الذاتية هي عبارة عن ملخص يحتوي على معلوماتك الشخصية، إنجازاتك الدراسية، المهنية والعامة. تقدمها للشركات بغرض الحصول على وظيفة. السيرة الذاتيه في الغالب تقع في صفحة واحدة، واضحة، خالية من الزخارف والألوان. والمعلومات المذكورة فيها يجب أن تكون مهمة، مختصرة، وتؤدي الغرض المطلوب منها.

لا توجد صياغة موحدة للسيرة الذاتية بإمكانك كتابتها بالطريقة التي تعجبك، ولكن لتسهيل عملية قراءتها من قبل الآخرين، تكون معظم السير الذاتيه مقسمة إلى سبعة أجزاء: معلومات الإتصال بك، الهدف من تقديم السيرة الذاتية، الإنجازات الدراسية، الخبرات العملية، الإهتمامات والإنجازات الشخصية، المهارات الشخصية، التزكيات. تضع في كل جزء التالي:

1. معلومات الإتصال:

تكتب في بداية سيرتك الذاتية اسمك الثلاثي، عملك الحالي ، تاريخ ميلادك، رقم هاتفك، بريدك الإلكتروني، وعنوان إقامتك. كما يفضل أن تضع صورة شخصية. ومما ينبغي ملاحظته أن يكون عنوانك البريدي رسمياً، ويحمل اسمك، فلا تستخدم عناوين بريديه بأسماء مستعارة كالقلب الحزين، أو الطائر الحر. وإن كنت موظفاً في الوقت الحالي، يفضل أن تذكر هنا الفترة التي تحتاجها لإنهاء إرتباطك بالشركة الحالية.

2. الهدف من تقديمك للسيرة الذاتيه:

الهدف يجب أن يكون واضحاً ومحدداً. فتذكر في هذا الجزء الوظيفة أو الإدارة التي ترغب بالعمل فيها.

3. الإنجازات الدراسية:

تذكر هنا الشهادات الدراسية التي حصلت عليها، وتبدأ بآخر الإنجازات، ثم الذي قبله. وتوضح اسم المؤسسة التي حصلت على الشهادة منها، الشهادة التي حصلت عليها، تاريخ حصولك عليها أو التاريخ المتوقع لحصولك عليها، مكان الدراسة، وأخيراً نوعية المواد والدرجات التي حققتها.

4. الخبرات العملية:

كحال الإنجازات الدراسية، تذكر هنا اسماء الشركات التي عملت فيها، مبتدءاً بالأحدث، وتوضح المناصب التي تقلدتها، وأهم الإنجازات والمشاريع التي عملت عليها، وفترة ومكان العمل. وحاول أن تذكر بعض المهارات والخبرات التي اكتسبتها من خلال كل عمل، واستخدم أفعال مثل أدرت، حققت، خططت، أو نفذت، أثناء ذكرك لها. أيضاً لا تنسى أن تربط بين مهاراتك الشخصية، والتي سنذكرها بعد قليل، والأعمال التي اسندت لك خلال فترة عملك.

5. الإهتمامات والإنجازات الشخصية:

في هذه الجزئية من السهل أن تستطرد وتذكر الكثير من التفاصيل، لكن ليكن كلامك مختصراً وواضحاً. تجنب ذكر مهارات تقليدية ومستهلكة، كجمع الطوابع، السباحة، كرة القدم، والخروج مع الأصدقاء. وأيضاً، الإهتمامات السلبية التي لا يكون فيها حركة أو مهارة حقيقة، كمشاهدة التلفزيون، القراءة، تصفح الإنترنت. نوع في الإهتمامات، مثلاً، إهتمامات رياضية، إهتمامات ثقافية، إهتمامات إبداعية، إهتمامات غريبة. وسيكون من الجيد جداً، ذكر إهتمامات على علاقة مباشرة بالوظيفة، أو بالمهارات التي تستخدمها في الوظيفة. فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تذكر إدارتك أو تأسيسك لنادي التصوير بالجامعة، إن كنت ستقدم على وظيفة مصمم رسومات. أو تقول بأنك كنت عضواً في نادي العلاقات العامة لو كنت ترغب بالعمل كمسوق.

6. المهارات الشخصية:

أهم ثلاث أنواع من المهارات التي يمكنك ذكرها هنا هي: مهارات اللغة، مهارات الحاسب الآلي، ومهارات التواصل والإدارة. اللغة من المهم أن تكون متقناً للغة غير لغتك الأم، ويفضل أن توضح مستوى إتقانك، هل هو مقبول، جيد، أم ممتاز. ومهارات الحاسب الآلي كونك طالب جامعي يجب أن لا تقل عن برامج مايكروسوف أوفسيت، بالإضافة للبرامج التي ستحتاجها أثناء عملك. أما في مهارات التواصل والإدارة، فأذكر ما تتقنه من مهارات إدارية وإشرافيه، كالتواصل مع الآخرين، التعامل مع الزملاء في فرق العمل، إدارة فرق العمل بفعالية، ومهارات التنظيم وإدارة الوقت.

7. التزكيات:

بعض الشركات، تطلب منك تزويدها بعناوين الإتصال بأشخاص ليقوموا بتزكيتك. تحدث مع بعض مدرسيك، وبعض الأشخاص الذين عملت معهم، واستأذنهم بوضع أرقامهم في سيرتك الذاتيه. وبالطبع، يمكنك وضع عبارة (سأقوم بتزويدكم بأسماء وعنوانين المزكين، عند الطلب)، إن كنت لا ترغب بوضع أرقام المزكين في سيرتك الذاتيه.

التحضير للمقابلات الوظيفية:

آخر أمر يتوجب عليك التنبة له، هو التحضير للمقابلات الوظيفية، وهي أمر حاسم في الحصول على الوظيفة قد لا يلقي له طالب الوظيفة بالاً، ولا يقوم بالإعداد الجيد قبله. فالسيرة الذاتية، هي مفتاح حصولك على مقابلة العمل، ولكنها لن تضمن لك الحصول على الوظيفة. قبل الذهاب لمقابلة العمل تأكد من مراجعتك للأمور التالية، وتحضير نفسك للأسئلة التي قد تسأل عنها:

1. هل تتذكر ما كتبته في سيرتك الذاتيه، وسبب كتابتك له؟

عندما تكون الفترة بين تقديمك للوظيفة وموعد المقابلة، طويلة، قد تنسى ما كتبته في السيرة الذاتيه من مهارات وإهتمامات. خصوصاً في حالة كتابتك لعدة نسخ مختلفة من السير الذاتيه، لذلك سيكون من الجيد أن تضع لنفسك سجل، عن الشركات التي أرسلت سيرتك الذاتيه لها، تاريخ إرسالك للسيرة الذاتيه، ومن اسلتمها منك. سيفيدك هذا في العودة للسؤال عن حالة طلبك. وأيضاً، سيفيدك في مراجعة سيرتك الذاتيه وقراءتها قبل ذهابك للمقابلة الشخصية.

2. لماذا ترغب بالعمل في هذا المجال؟

لا تذهب إلى أي مقابلة عمل دون أن تعرف الإجابة على هذا السؤال. حاول أن تجري بحثاً مصغراً عن مجال العمل المتوقع، وأوجد روابط بينه وبين إهتماماتك ومهاراتك الشخصية. جوابك بلا أدري، يعني أنك لا تملك أي سبب لعملك في هذا المجال، ويظهر للمؤسسة التي تجري معك المقابلة، بأنك قد تعمل معهم لفترة قصيرة ثم تكتشف بأن شخصيتك لا تناسب جو العمل، وبالتالي سيكون هناك فرصة عالية أن تترك العمل معهم، وفي هذا مخاطرة كبيرة، قد تفضل الشركة ألا تأخذها.

3. لماذا ترغب بالعمل في هذه الشركة؟

هنا أيضاً يجب أن تجري بحثاً مصغراً عن الشركة التي ستعمل بها، والقطاع الذي تعمل فيه، ولو أحببت إجمع بعض المعلومات عن الشركات المنافسة. في المقابلة، وحين تسأل عن الشركة، تحدث عن بيئة العمل، فرص التطوير الشخصي، تجاربك الشخصية مع الشركة أو منتجاتها، وأفضليتها على الشركات المنافسة، دون أن تجرح الشركة المنافسة أو تبدي قلة الإحترام. بالطبع، أنت خلال حديثك تحاول إقناع الطرف المقابل، بأنك جئت للشركة كي تبقى، وأنك تسعى للتعاون مع موظفي الشركة، كي ترتقي بالشركة وتحقق الإنجازات معهم.

4. أين كنت، وماذا أصبحت، وماذا ترغب أن تكون؟

في المقابلة الشخصية، سيتم طرح أسئلة تهدف لمعرفة مدى تطورك، ومعرفتك بالتطور الذي حققته، والطموحات التي تسعى لبلوغها ومدى واقعيتها. من المفيد هنا، تذكر قصص ومواقف شخصية، مختصرة وواضحة، تعبر من خلالها عن إنجازاتك، وأساليب تعاملك مع الآخرين. تذكر أن هذه المواقف يجب أن تكون إيجابية، وحتى في حالة إن كانت سلبية، فحاول أن تجد موقف لا تكون قد اسأت فيه بشكل كبير، وتمكنت من تحويل السلبية إلى إيجابية.

الشركات تفضل الشخص الذي يمتلك نظرة وخطة مستقبلية، وفي نفس الوقت يبدي بعض المرونة لبلوغ أهدافه. قد يأتيك سؤال على شكل أين ترى نفسك خلال خمس أو عشر سنوات، وماذا ستفعل لو طلب منك الإنتقال من مدينتك للعمل مع الشركة؟ استعد للإجابة وكن صريحاً.

طبعاً في المقابلة، ارتد ملابس رسمية، واظهر ثقتك بنفسك، لا تتأخر عن الموعد، خذ معك نسخ إضافية من سيرتك الذاتيه ونسخ من شهاداتك وأوراقك الثبوتيه، وابتسم. هناك أساليب كثيرة يتبعها من يقابلك، وفي حالات كثيرة، قد يحاولون إختبار ردود أفعالك، وأساليب تصرفك تحت الضغوط. قد يحاول أحدهم استفزازك، من خلال الأسئلة أو اسلوب طرحها، لذلك كن هادئاً، واسترخ، وتصرف على طبيعتك.


الصفحة السابقة

الوظيفة والمسار المهني