زملاء الدراسة هم طلبة يقاربونك في العمر، ويحملون هموماً مشابهة لهمومك. ولأنهم من جيلك، ومعاً تعملون لبلوغ ذات الأهداف، سيكونون هم الأسهل في التعامل والأقرب في العلاقة. لديك تجارب خلال السنوات الماضية من حياتك، وبالتالي أنت تعرف من منهم يستحق صداقتك، ومن لديه أهداف واضحة، ولن تكون خاسراً لو تعاونت معه لبلوغ أهدافكما.
زملاء واصدقاء الدراسة، يشكلون المجموعة التي ستقضي معها أكثر وقتك، وتأثير الأفراد الذي تقربهم من نفسك، سيكون كبيراً على شخصيتك، وحتى على أسلوب حياتك المستقبلي. علاقتك مع أصدقائك ستساعدك في جعل حياتك الجامعية إما جميلة مليئة بالذكريات التي لا تنسى أو تعيسة. لذلك سيكون من المهم أن تحسن اختيار من تصطفيه من هذه المجموعة، وتنقله من دائرة زملاء الدراسة إلى دائرة الأصدقاء والأخلاء. إنتقالك للجامعة، فرصة لتغيير نظام حياتك ومدى جديتك في التعامل مع واجباتك وأولوياتك. فأنت تمتلك رصيداً من التجارب في العلاقات الإجتماعية قبل دخولك الجامعة، وذلك يؤهلك لأن تحسن الإختيار، وتطبق ما تعلمته من التجارب والأخطاء السابقة في اختيار الأصدقاء.
همّ التعرف على الزملاء، وتكوين شبكات من الأصدقاء، هو همّ تشترك به مع معظم الطلبة الجامعيين. وبالتالي ستكون عملية التعارف وتبادل الأحاديث سهلة ومقبولة لدى غالب الطلبة. وهذه مجموعة من النصائح الإضافية والتي ستساعدك في توسيع شبكة معارفك:
غالباً ما تقيم الجامعة أنشطة للتعريف بالجامعة وتحضير الطلبة للدراسة فيها، وتبدأ هذه الأنشطة عادة قبل بدء الدراسة بأسابيع وتستمر للأسابيع الأولى من الفصل الدراسي. هذه فرصة ذهبية لن تتكرر للتعرف على أصدقاء جدد، فلا تفوت حضورها. لا تضيع الوقت بالبحث عن أصدقائك القدماء، بل عرّف بنفسك للطلبة الجدد، وتناقش معهم حول تخصصاتهم، وأفكارهم حيال الجامعة، واسألهم عن الأسباب التي لأجلها إنضموا لها. وتذكر بأن الجميع يرغبون بالتعارف وبالحديث، وكل ما يحتاجونه هو شيء مشترك ليبدؤوا الحديث عنه.
إن كنت ساكناً في وحدة مشتركة، أو في وحدة جامعية، توقع أن يكون هناك طلبة جدد أو قدماء في السكن حين وصولك له. لذلك لا تدخل لسكنك وأنت خالي اليدين، خذ معك علبه بسكوت، أو حلوى . شيء بسيط ودون تكلف، وأعرضها على جارك في السكن، كعربون بداية جيدة مع هذا الجار. تحدث معه واسأله، حتى وإن كنت تعرف الإجابة مسبقاً، عن السكن والمرافق القريبة، وكيفية الوصول للجامعة. فالهدف هو فتح قناة للتواصل معه، وإعطاءه فرصة للحديث معك. وإن صادف وصول طالب جديد للسكن، إعرض عليه مساعدته في نقل أغراضه، ترتيب الغرفة، أو إصطحابه للسوق للتبضع. لا تلح في الطلب، فالبعض قد يعد هذا تطفلاً، إسأله بلطف وإن رفض، اخبره بأنك ستكون موجوداً بالجوار في حالة تغيير رأيه. من وقت لآخر لا تغلق باب غرفتك أثناء وجودك فيها، حيي جيرانك عند دخولك وخروجك، وواظب على الصلاة جماعة في المسجد القريب.
عندما تبدأ دراستك، حاول الحضور للحصة مبكراً، واستغل الوقت قبل بدء المحاضرة بسؤال جارك في الفصل عن ما يعتقده عن المادة، وعن المحاضر، وعن المواد الأخرى التي يدرسها. وفي حالة مصادفتك لطالب يدرس معك في أكثر من مادة، هذا يعني في الغالب بأنه زميلك في التخصص أيضاً، تعرف عليه واسأله عن تخصصه وخطة تخرجه، وعن مدى رغبته في الإشتراك معك في مجموعة دراسية.
الأندية الطلابية، والأنشطة الإجتماعية المصاحبة لها، فرصة للتعرف على طلبة تتشارك معهم في الميول، الهوايات، أو التخصص. هذه أشياء ستعطيك الكثير لتتحدث عنه، وستجعلك جزء من مجموعة تساعدك على تطوير مهاراتك وهواياتك الشخصية، أو تستفيد من خبراتهم في مجال تخصصك الجامعي. كذلك ومن خلال مشاركتك في هذه الأندية، قد تتاح لك الفرصة لأن تتعلم وتطبق مهارات لا يمكن تعلمها من الكتب، كممارسة الإشراف على الفعاليات أو مواجهة الجمهور.
مجموعات الدراسة، هي مجموعة من الطلبة يجتمعون لدراسة مادة أو عدة مواد خلال الفصل الدراسي. هذه المجموعة من الممكن أن يكون تشكيلها تطوعياً، كأن يتفق عدد من الأصدقاء على دراسة مادة سوياً، أو مراجعة الواجبات بعد حلها. وكذلك من الممكن أن يفرض على مجموعة من الطلبة، تشكيل فريق عمل لإنتاج مادة أو عمل دراسة كأحد متطلبات مادة دراسية في الجامعة. الدراسة والعمل مع الزملاء لها عدة فوائد ولعل أهمها:
- تعويد النفس على التعاون ومساعدة الآخرين.
- تكوين علاقات جديدة وتوسيع شبكة الأصدقاء.
- تطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي.
- تثبيت المعلومات الدراسية والتأكد من الفهم.
- عندما تكون المهمة بسيطة وعدد المشتركين فيها صغير (2-3) أشخاص، فهذه المجموعة تسمى مجموعة عمل وعملية إداراتها تكون سهلة، فكل شخص يعرف المطلوب منه. أما في حالة المجموعات الكبيرة (4-9) أشخاص، في هذه الحالة لن تعمل المجموعة بشكل فعّال ما لم تتحول إلى فريق عمل له هدف واضح، وأعضاء فعّالون لكل واحد منهم دور ومهام محددة في الفريق. وليكون فريقك، فريق فعًال ومنتج ومثمر، اتبع الخطوات التالية:
من الممكن إستخدام مجموعات الدراسة لتحقيق أهداف متنوعة، مثلاً: الإستعداد للإختبارات، مراجعة الواجبات، كتابة التقارير، ومناقشة مواضيع من المنهج الدراسي. معرفتك للهدف الذي من أجله ستجمع الفريق مهمة للغاية، فبناءاً عليه، ستحدد عدد الأشخاص في الفريق، التخطيط للأعمال المطلوب إنجازها، وآلية تقسيمها. فمثلاً، إن كان هدفك من جمع الفريق إعادة شرح المنهج، واستنتاج أسئلة الإختبار المحتملة، فستحتاج لشخص قادر على شرح المنهج ومستوعب للمادة بشكل جيد، ليساعد فريقك. أما إن كان فريقك هدفه مناقشة أسئلة الواجب، ومراجعة الحل قبل التسليم، فستكون محتاجاً لطلبة يدرسون مع نفس المدرس أو من فصلك الدراسي، لأن أسئلة الواجب قد لا تكون موحدة. لذلك الخطوة الأولى قبل أن تبحث عن أعضاء، وتخطط لأعمال الفريق، يجب أن تتعرف على هدف إنشاء الفريق، وبالتالي تعرف المطلوب منك العثور عليه، لتحقيق هذا الهدف.
تأسيس الفريق سيحتاج منك للقيام بعمليتين:
- الدعاية والبحث عن طلبة للإنضمام لفريقك.
- عقد اجتماع غير رسمي لتأسيس الفريق.
يمكنك القيام بالخطوة الأولى من خلال التحدث مع زملائك في الفصل الدراسي، أو الإعلان في موقع الجامعة أو منتدى طلبة الجامعة. وتذكر عند كتابتك لإعلان لحث الطلبة على التسجيل في مجموعتك، أن يكون طلبك محدداً وواضحاً، فلا تكتب (أبحث عن طالب للإشتراك في مجموعة دراسية لمادة الرياضيات)، بل قل (ابحث عن طالب سنة أولى لدراسة مادة الرياضيات 101 ومراجعة الواجبات، في مجموعة دراسية عدد أعضائها لن يتجاوز الخمسة أشخاص).
بعد حصولك على اتصالات لأشخاص راغبين بالإنضمام، قابل الأعضاء المرشحين بشكل إنفرادي، وتأكد من جديتهم وحرصهم على التفاعل مع الفريق. وبعد إكتمال الأعضاء، اعقد إجتماع تأسيسي غير رسمي لجميع أعضاء الفريق. هدف هذا اللقاء هو: التعارف، وضع جدول للقاءات، تحديد مدة كل لقاء، مكان اللقاء، طريقة التواصل بين الأعضاء، وتوزيع للمهام على أعضاء الفريق. لا تناقش أي واجب أو تبدأ بشرح أي شيء له علاقة بالدراسة.
لتتمكن أنت وزملائك في الفريق من تحصيل أكبر قدر ممكن من الفائدة، يفضل أن تكون إجتماعتكم مهيكلة كالتالي:
- افتتاحية الإجتماع: أول خمس أو عشر دقائق تقريباً، سيقوم رئيس الفريق أو مدير الإجتماع فيها بإستعراض هدف ومدة الإجتماع، وأوقات الإستراحات. وكذلك وبالإتفاق مع أعضاء الفريق، سيحدد النقاط التي سيتم طرحها، ومهام كل عضو في الإجتماع. فيحدد من سيقرأ الأسئلة، ومن سيسجل النقاط الغامضة التي سيسأل عنها المدرس لاحقاً، ومن سيضبط وقت الإجتماع وغيرها من المهام.
- جلسات الإجتماع: بعد إنهاء مرحلة افتتاحية الإجتماع، سيتم تأدية المهام المتفق عليها خلال جلسات الإجتماع. عندما تجد أن وقت الإجتماع بدأ ينفذ وأحد مهامه لم يتم إنجازها، اطلب تصويت على: أن يتم تمديد مدة الإجتماع، أو يتم تأجيلها لجلسة الإجتماع التالي، أو أن يقوم كل عضو بإنهاءها في وقته الخاص.
- إقفال الإجتماع: استغل آخر خمس أو عشر دقائق من وقت الإجتماع في ذكر الأهداف التي تم تحقيقها خلال الإجتماع، الأمور التي لم ينتهي العمل منها وما إذا كان أعضاء العمل سيعملون عليها بشكل منفرد في أوقاتهم الخاصة أو أنها ستؤجل للإجتماع القادم، ناقش مع الأعضاء موعد وهدف الإجتماع القادم، وما هي المهام التي يجب تحضيرها بشكل مسبق.
- إنتبه للعقبات المحتملة في الفريق وأوجد حلولاً لها: غالباً ما ستجد عقبات خلال عمل فريقك، وهذه العقبات ما لم تنتبه لها، وتوجد حلولاً سريعة ومرضية للأطراف ذات العلاقة، لن يعمل فريقك بشكل جيد، وربما أدت إحدى هذه العقبات لتفرق الأعضاء وإلغاء الفريق. أهم عقبتين تواجه فريقك ستكون: عدم مشاركة الجميع في أعمال الفريق، والصراعات التي تحدث بين أعضاء الفريق الواحد. هذه مناقشة للمشكلتين مع طريقة التعامل معهما:
عدم مشاركة بعض أعضاء الفريق:
أداء الفريق يقاس بكمية الجهد والأعمال التي يبذلها جميع أعضاء الفريق. وكلما قلت تلك الأعمال كلما كانت المحصلة النهائية أقل. بطبيعة الحال، سيكون في فريقك أعضاء مشاركين ويحبون التحدث وطرح الأفكار، وأعضاء صامتين سواءًا بسبب الخجل أو بسبب شعورهم بأن رأيهم لا قيمة له. هذه العقبة، يمكن تجاوزها، بالتالي:
وضح أهمية العمل الجماعي، وأن رأي كل شخص مهم، والفكرة حتى وإن كانت سخيفة بنظر صاحبها، قد تكون نواة لنقاش ومشاركة أعضاء آخرين، ويتولد عنها فكرة جديدة مبدعة، ينجح الفريق من خلالها.
وزع الفريق إلى مجموعات من شخصين، يشترك بها شخص صامت وآخر متحدث، وأترك لهم المجال في المناقشة، قبل أن تطلب من كل مجموعة طرح الأفكار التي توصلوا لها للفريق.
قسم مهام كل عضو في إجتماعات الفريق، قبل الإجتماع بوقت كافي، كي تعطي الأعضاء الخجولين الفرصة لتحضير أنفسهم وتجهيز أفكارهم.
وأخيراً، حاول أن تعطي الأعضاء الخجولين أو الصامتين مهام لا تتطلب منهم المشاركة الكلامية في الفريق، كمهمة ضبط الوقت أو كتابة النقاط الغامضة.
الصراعات في الفريق:
المشاكل طبيعية، ومن المتوقع حدوثها من وقت لآخر، وهي وقود للتنافس بين الأعضاء، ولكن الشيء الذي لاينبغي حدوثه، هو إنتقالها من صراع بناء، إلى صراع سلبي يعطل الفريق، ويتسبب في إنسحاب الأعضاء منه. هناك عدة أمور تعقد الصراع وتجعل عمليه حله أصعب، ومنها: إلقاء اللوم على أحد الأطراف، التهديد أو التلفظ بالكلمات غير لائقة، التهرب من موضوع الخلاف وعدم مناقشته، مناقشة موضوع الكلام بشكل مبهم أو بالتلميح، مناقشة المشكلة دون وجود كافة الأطراف، الدخول في النوايا. ويمكننا القول بأن الأمور التي ستساعدك معالجة الصراعات، هي نقيض النقاط السابقة.
- أولاً، سيطر على غضبك ومشاعرك، كن حازما، ولكن بدون غضب أو التلفظ بكلمات بذيئة، ولا تعطي الطرف الآخر، أو الأطراف المتنازعة، الفرصة في استفزازك.
- ثانياً، عندما تتحدث عن نقطة الخلاف، توجه للأطراف ذات العلاقة، كن واضحاً، لا تجامل، ولا تلمح. لا تسيئ الظن في أي طرف، خذ وقتك في الإستماع لجميع الأطراف، وتأكد من أنك تستمع بعقلك لا بعاطفتك.
- أخيراً، بعد أن إمتلكت تصور كافي، وجمعت المعلومات اللازمة، إتخذ قرارك لحل المشكلة، وتذكر أن المشكلة كانت في الفريق، وبالتالي يجب أن تطرح رأيك ووجهة نظرك للفريق وتترك لهم الفرصة في اتخاذ قرار لحل المشكلة.