يمكننا القول بأن الكتاب هو عبارة عن كمية من المعلومات مكتوبة أو مطبوعة ومجموعة، وغالباً ما يتم تغليفها معاً. تتراوح عدد صفحات الكتاب بين 100 و 300 صفحة، وما قل عن ذلك يسمى كتيباً، وما زاد يسمى مجلداً. تتم صياغة المعلومات في الكتاب بطريقة تتناسب مع الشريحة التي يستهدفها الكاتب. فمثلاً، كتب الأطفال تكتب بطريقة وأسلوب يختلف عن كتب القانون، وكذلك كتب المناهج الجامعية، عن كتب المراجع العلمية. أيضاً، كلما كبر حجم الكتاب، كلما زادت كمية المعلومات فيه، وصعب الوصول إلى معلومة دقيقة في وسط الكتاب. ولحل هذه المشكلة، يقوم الكاتب أو الناشر، بمحاولة تسهيل عملية قراءة الكتاب من خلال وضعه في أجزاء وتوفير ملحقات وأدلة، تجعل عملية القراءة أسهل، والوصول للمعلومة أبسط. لذلك لإتقان القراءة، قبل أن تبدأ في القراءة يجب أن تتعرف على ماذا ستقرأ، وما هي الأشياء التي وضعها الكاتب في كتابه لتساعدك على قراءته.
بشكل عام، يمكن تقسيم أنواع الكتب التي ستصادفها في الجامعة إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
معظم كتب المناهج الدراسية الجامعية، تكتب بهذا الأسلوب. في الفصول الأولى، يتم تمهيد موضوع الكتاب، بإعطائك المبادئ التي تحتاجها لفهمها. وتبدأ المعلومات بالبناء على بعضها البعض، حتى تتمكن في نهاية الكتاب من استيعاب قضايا معقدة. هذا النوع من الكتب، ممتاز في حالة رغبتك الحصول على معرفة كافية ووافية عن موضوع ما، دون الحاجة لمساعدة أو توجيه شخص آخر. بالتالي، للتأكد من جودة الكتاب وملائمته له، قبل شراء هذا الكتاب، تصفح الفصول الأولى، وتأكد من ملائمتها لمستوى فهمك المسبق. فإذا كانت الفصول الأولى صعبة الفهم عليك، أو أنها تفترض خطاءاً أن لديك كمية معرفة مسبقة حول موضوع الكتاب، ابحث عن كتاب آخر.
الكتب المكتوبة بهذا الأسلوب غالباً ما توضع في صيغة شبيهة بالمجلات. فصول الكتاب الواحد متقاربة في المستوى الفكري، وتتحدث عن أمور من مجال واحد. يتم تصميم هذه الكتب بشكل يساعدك على سرعة المطالعة، العثور على الفصل أو الجزء الذي يهمك، تقرأه، تتوقف وتنتقل لجزء آخر، قد لا يكون هو التالي في ترتيب الكتاب. من الأمثلة على هذا النوع من الكتب: كتاب مجموع مقالات علمية، والموسوعة العلمية. وهذا النوع من الكتب ذو قيمة عالية عندما يستخدم في كتابة واجب أو بحث أكاديمي.
هذه الكتب لم تكتب لتقرأ كاملة، بل وضعت بشكل يسهل عليك الوصول إلى معلومة محددة بسرعة، ودون الحاجة للكثير من القراءة. من الأمثلة على هذا النوع من الكتب: قاموس اللغة، قاموس مصطلحات الهندسة، القانون التجاري السعودي. من المهم أن تقتني نسخة من القاموس أو المرجع العلمي الذي تحتاجه في تخصصك، وتضعه على مكتبك الدراسي، لترجع إليه بسرعة فور حاجتك للتعرف على معنى أو تعريف مصطلح، أو كيفية تطبيق نظرية.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي: ملحقات بداية الكتاب، عادة ما يتم ترقيمها بالحروف الأبجدية، تليها مادة الكتاب وغالباً ما تقسم إلى فصول، وملحقات نهاية الكتاب. وهذا تعريف بمحتويات كل جزء:
1. الغلاف (Front cover): الغلاف هو الصفحة الأولى التي تقع عليها عينك. تجد فيها عنوان الكتاب، رقم الطبعة، اسم الكاتب، واسم الناشر، بالإضافة إلى عبارات دعائية وتسويقية.
2. صفحة الواجهة والعنوان (Frontispiece & title pages): بعد أن تفتح الصفحة الأولى من الكتاب، سيكون أمامك صفحتين، الأولى تسمى صفحة الواجهة، وهي الصفحة الواقعة في ظهر الغلاف، والصفحة التي تقابلها تسمى صفحة العنوان. تترك صفحة الواجهة عادة خالية، ولكن بعض الكتب الجامعية، تستخدم هذه الصفحة في كتابة قائمة بأهم المعادلات، أو تعريف بالنظريات المهمة والتي سيتم استعراضها في الكتاب. صفحة العنوان وهي صفحة غالباً ما تحتوي على المعلومات المذكورة في الغلاف.
3. الحقوق الملكية الفكرية (Copyright page): في ظهر صفحة العنوان ستجد صفحة يذكر فيها معلومات عن الملكية الفكرية للكاتب، واسم الناشر وعنوانه، عدد طبعات الكتاب، وبيانات تسجيل الكتاب في المكتبة الوطنية.
4. الإهداء (Dedication): يفضل بعض الكتّاب التعبير عن شكرهم بإهداء الكتاب لأشخاص من عائلته، أومن ساعدوه أو ألهموه للكتابة.
5. فهرس مواضيع الكتاب (Table of contents): تحتوي هذه الصفحة على قائمة بمواضيع الكتاب، وأرقام صفحاتها. الأشكال التالية تعطيك أمثلة على بعض أنواع الفهارس:
6. فهرس الرسوم البيانية أو الأشكال التوضيحية (Lists of figures or tables): بعض الكتّاب يضع فهرس بالرسومات البيانية أو الأشكال التوضيحية في كتابه، ليسهل عليك عملية الوصول لها.
7. التقديم (Foreword): بعد الفهرس يأتي التقديم، وهو عبارة عن قطعة كتابية كتبها شخص آخر غير الكاتب، ويذكر فيها رأيه في الكاتب.
8. التمهيد (Preface): التمهيد قطعة شبيهة بالتقديم، ولكنها تكتب من قبل كاتب الكتاب. ويذكر فيها معلومات شخصية عنه، وعن قصة الكتاب، كيف تكونت لديه الفكرة وكيف كتبها. وفي حالة استخدام الكاتب لطريقة معينة في شرحة لمادة الكتاب، سيوضح لك في التمهيد كيفية الإستخدام والإستفادة من تلك الأدوات.
9. الشكر (Acknowledgments): قد تجد صفحة إضافية في بداية الكتاب، يشكر فيها الكاتب أسماء كتاب أو موجهين ساعدوه في بلورة فكرته، وصياغتها، وربما أعانوه أثناء بحثه عن المعلومات واجراء الدراسات التي تمخض عنها هذا الكتاب.
10. المقدمة (Introduction): في المقدمة، يبدأ الكاتب باستعراض المواضيع التي سيتناولها الكتاب، والهدف أو الفكرة التي يرغب بإيصالها لك. بعض الكتب الجامعية لا تحتوي على مقدمة مستقلة بذاتها، فالفصل الأول أو بعض الفصول الأولى، تكون هي مقدمة الكتاب.
1. غلاف الفصل: يبدأ الكاتب كل فصل في صفحة جديدة، عادة ما تكون خالية من النصوص، إلا من رقم الفصل وعنوانه، وصورة تعبيرية عما سيطرح في ذلك الفصل.
2. المقدمة والنقاط العامة لكل فصل: في الصفحة التالية لصفحة غلاف الفصل، يبدأ الكاتب بتقديم موضوع الفصل، ويسرد النقاط الرئيسية التي سيتم تناولها خلاله. قد يستخدم الكاتب قصة حقيقية، تربط لك ما ستقرأه، مع الواقع.
3. صفحات الفصل: وهي الصفحات التي سيكون في تفاصيل مادة الكتاب. كمية المعلومات المطروحة وعدد الكلمات في هذه الصفحات كبيرة جداً، لذلك يستخدم الكاتب عدة أدوات تساعدك وتسهل عليك العثور على المعلومة التي تبحث عنها وهي:
الهوامش: الهامش هو مساحة خالية من النصوص إلى جوار النص، أو أسفله. تترك خالية لإعطائك مساحة لإضافة ملاحظاتك على ما تقرأه، وبعض الأحيان تتم إضافة تعريف بالمصطلحات الهامة، أو ملاحظة من الكاتب.
حجم وشكل الخطوط: بالطبع كلما كبر حجم الخط كلما دل ذلك أن المكتوب هو شيء مهم. أيضاً الكلمات التي تحتها خط، المائلة، أو المكتوب بخط عريض.
أسئلة للمراجعة والتأكد من الفهم: قد تجد هذه الأسئلة في بداية الفصل لتشويقك حيال مادة الفصل، وحثك على القراءة، أو بعد نهاية كل جزء من أجزاء الفصل، لتتأكد من استيعابك لما قرأته.
4. ملخص نهاية الفصل (Summary): في نهاية كل فصل من المقرر الجامعي، عادة ما يضع الكاتب ملخص لشرحه للنقاط الرئيسية، يذكر ضمنه المصطلحات التي ذكرت ضمن الفصل وتعريفاتها، والأفكار المهمة. ويكون حجم هذا الملخص صغيراً، غالباً لا يتعدى الصفحة.
5. أسئلة ومسائل: بعد أن انتهى الكاتب من شرح الأفكار نظرياً، سيعطيك بعض المسائل والأسئلة التي تساعدك على تطبيق ما تعلمته. وعادة ما تشكل هذا الأسئلة الواجبات التي يعطيك إياها المدرس.
6. دليل لمواد إضافة مساعدة على فهم الفصل: مواضيع الكتاب الجامعي، عادة ما تكون عامة، والكاتب في الغالب، لن يكون بمقدوره تناول تطبيقات موضوع الكتاب كلها. بالتالي، سيعطيك الكاتب في نهاية الفصل، دليل لمراجع علمية تساعدك على إضافة مزيد من الفهم للمادة العلمية، والنظر إليها من زوايا مختلفة.
7. المصادر العلمية المستخدمة في الفصل (References): الأمانة العلمية تحتم على الكاتب الإفصاح عن المصادر العلمية التي استخدمها في كتابه، ومصدر الإستشهادات والإقتباسات التي استخدمها في كتابه. لذلك ستجد في قائمة بها في الصفحة الأخيرة من الفصل.
1. ملحق أو زوائد نهاية الكتاب (Appendix): يستخدم الكاتب الزوائد ليضع فيها تفاصيل بحوثه، أو البحوث التي إطلع الكاتب عليها، أثناء الكتابة أو البحث عن استنتاجات لدعم آراءه، مما لا حاجة لتضمينه كاملاً في فصول الكتاب. كأن تكون الدراسة طويلة جداً، ولا حاجة للقارئ العادي في قراءتها والنتيجة المختصرة للبحث هي المهمة. كذلك يستخدم الكاتب الملحقات عندما يكتشف خطأ في كتابه، في وقت متأخر بعد الطباعة، ويود تنبيه القارئ لذلك الخطأ.
2. تعريف بالمصطلحات المذكورة في الكتاب (Glossary): قائمة بالكلمات والمصطلحات الغير شائعة، مرتبة أبجدياً، مع تعريف أو شرح لمعناها.
3. فهرس الكلمات أو الكشاف (Index): يحتوي الكشاف، على قائمة مرتبة أبجدياً بالمصطلحات والكلمات المهمة في الكتاب، مع الصفحات التي ذكرت فيها.
4. فهرس بالمراجع (Bibliography): يضيف الكاتب قائمة بالمراجع التي قرأها قبل وأثناء كتابته للكتاب، وكان لها أثر كبير في صياغة فكرة الكتاب وبلورتها. الفرق بين المرجع والمصدر، أن المصدر هو استخدام مباشر لفكرة شخص آخر، كأن يستخدم الكاتب نص الفكرة، او يعيد صياغتها كلامياً، بينما المرجع، يقرأ الكاتب الفكرة، وتولد لديه فكرة جديدة، أو تطور من فكرة سابقة موجودة لديه.
5. تعريف بالكاتب والكتاب (Colophon): في الصفحة الأخيرة المقابلة لصفحة الغلاف، يضع الكاتب تعريفاً بنفسه، وبالإصدارات التي نشرت له. وفي الغالب يتم كتابة نبذة بسيطة من مادة الكتاب، والفكرة الرئيسية للكتاب.