العدد الأول - الأثنين 1 يونيو 2015م (13 شعبان 1436هـ)
خمس سنوات مرت من عودتي من أستراليا، انتقلت خلالها في ثلاث وظائف، وإلتحقت بالجامعة السعودية الإلكترونية لدراسة الماجستير وتخرجت مؤخراً، ورزقت وزوجتي بإبن وبنت (الله يحفظهم). طورت الموقع الجديد، وفيه وضعت اختبار الشخصية الجديد، وتمكنت خلال الفترة الماضية بتقديم نتائج اختبار الشخصية لأكثر من 20 مليون مستخدم. ردود الأفعال لعدد كبير من هؤلاء المستخدمين كانت في الغالب إيجابية. العديد ذكر لي أن الإختبار غير حياته، وطريقة نظرته لنفسه وللناس من حوله. آخرون قراؤا كتاب “الجامعة ترحب بك”، وذكروا لي أن وجدوا فيه إجابات على اسئلة حول الدراسة في الجامعة. وجعلتهم يشعرون بالثقة وهم يدخلون عام الكبار “إن صح التعبير”. والحمد لله أولاً وأخراً..
عندما أرجع بالذاكرة لليوم الذي فتحت فيه الانترنت لأبحث عن طريقة لمشاركة تجربة فشلي في الدراسة في الجامعة وما الذي استفدته منها، أتذكر كيف أن صوتاً في عقلي ظل يلح علي بألا أضيع وقتي وجهدي. فمن سيقرأ لي أو من سيهتم بما سأقوله، وكنت على وشك أن اتخلى عن فكرتي. والحمدلله أني لم أفعل. وهذا درس تعلمته وآمنت به من خلال التجربة، أنك عندما تؤمن بشيء وتبذل الجهد في طريقه فإن الله تعالى لن يتركك لوحدك. سيبارك لك في العمل، وصوتك الذي ضننت أنه سيرجع بالصدى، رجع ومعه آلاف الأصوات التي تؤكد أنك (ربما) نجحت في تحقيق بعض ما تطمح له.
يبقى أن الأشخاص يموتون والأفكار هي التي تبقى. لذلك وخصوصاً خلال الفترة الماضية، مع الإلتزامات المهنية والعائلية، تأكد لي أني لن أستطيع مواصلة السير لوحدي في هذا المشروع.
وعليه بعد التفكير كثيراً، قررت الإبقاء على الموقع كما هو في الوقت الراهن. مع فتح الباب لمن يرغب في المشاركة بإعادة بث الروح والإبقاء على المشروع (مشروع دعم الطلبة الجامعيين والخريجين في بداية مشوارهم المهني). حالياً، لم يستقر لي رأي في مدى جدوى تحويله لعمل مؤسسي أو تطوعي عبر الإنترنت، ويهمني الإستماع لآرائكم. آمل منكم التواصل معي من خلال صفحة التواصل في الموقع.
بشكل يومي الأشياء تتغير من حولك. الظروف، المجتمع، أنت نفسك تتغير. التغيير سنة إلهية تحدث من حولك، لا تنتظر منك موافقة أو رفض. فهي تحدث سواء أوافقت أم عارضت. عليك أن تتحلى بالمرونة اللازمة لتواكب هذا التغيير، وتقتنص الفرص التي تتولد منه. حاول أن تنظر دائماً للمستقبل، وتحضر نفسك لإستثمار موجة التغيير بدل مواجهتها ومصادمتها.
“رمية المصعد” (Elevator Pitch) أو خطبة المصعد هي ملخص، مخطط له بعناية، وتم التدرب عليه بشكل جيد، تسوق فيه نفسك أو مشروعك لشخص تتلقى فيه في المصعد. أي أن وقت عرضك للفكرة يجب أن لا يتجاوز الوقت الذي تستغرقه من ركوبك للمصعد مع شخص آخر حتى وقت نزول أحدكما. أي مدير أو صاحب مشروع ناجح يجب أن تكون لديه “رمية مصعد” جاهزة للإلقاء عن أول فرصة مفاجئة لتسويق نفسه، مهاراته، أو مشروعه.
“رمية المصعد” الجيدة يجب أن تجذب إهتمام المتلقى من أول جمل. يجب أن تكون مختصرة وتظهر إهتمامك وشغفك بالشيء الذي ترغب بتسويقه. وأخيراً يجب أن تنتهي بطلب موعد للقاء أو إحالة لشخص آخر لعرض التفاصيل. لبناء “رمية مصعد” قوية ولتنجح في تسويق ما ترغب بتسويقه يمكنك إتباع النصائح التالية:
- المقدمة مفتاح قلب/عقل المستمع:
كما ذكرنا سابقاً بأن الكلمة يجب أن تكون مختصرة، ولكن يجب أن ألا يكون ذلك على حساب تقديم نفسك بشكل جيد، وتدعيم مصداقيتك ومدى معرفتك بما ستتحدث عنه. وهذه مهمة لفتح قناه بينك وبين المتلقي، وتعزيز أن ما ستقوله لاحقاً سيكون ذو أهمية له.
- إختصر!
“رمية المصعد” يجب أن تبقى رمية، القصد منها جذب الإنتباه، وإنشاء قناه تواصل. وليست بأي حال من الأحوال إجتماع لعرض دراسة الجدوى أو إقفال عملية بيع. يجب أن تختار كلماتك بعناية وتلخص جملك. لا تغرق المستمع بكمية معلومات هائلة. الهدف إعطائه صورة عامة عنك أو عن مشروعك وتتركه متعطش للمرحلة التالية وفيها تزوده بالمزيد من المعلومات والأفكار.
- ركز على المعلومات المهمة:
ولأنها مختصره، اختيارك لما ستعرضه من معلومات أو انجازات يجب أن يقتصر على المعلومات التي تهم المستمع فقط وتدعم موقفك فقط. مثلاً، انجازاتك، ما يميزك أو يميز مشروعك عن منافسيك.
- أطلب موعد للإجتماع:
المقصد من “رمية المصعد” هي إيصالك للمرحلة التالية، وهي اللقاء المباشر مع وقت يكفي لطرح كافة أفكارك ونقاشها مع الطرف الآخر. لذلك لا تتردد من طلب الموعد أو الإحالة لطرف ثالث.
- تدرب، تدرب، وتدرب:
قد تكون “رمية المصعد” الفرصة التي تغير مجرى حياتك. لذلك لا تؤجل كتابتها وتحريرها والتعديل عليها. والأهم إلقاءها وتكرارها حتى تحفظها عن ظهر قلب. بهذه الطريقة أن تضمن أن لا تستطرد في الكلام ويكون كلامك محدداً ومركزاً حول النقاط التي ترغب بإيصالها.
- لغة الجسد:
تشير بعض الإحصائيات أننا عندما نتحدث فإن 7% من الرسائل تصل من خلال الكلام، و38% بالكيفة التي تقول بها الكلام (نبرة الصوت، علوه وانخفاضه، سرعته)، و55% من الرسائل تصل من خلال لغة الجسد (حركة اليدين، تواصل العينين، طريقة الوقوف). لذلك فحتى وإن كان تحضيرك جيداً للكلمة، إلا أن عدم توفقك في التعبير الجيد من خلال اتقانك لكيفية إلقاءها والتعبيرات الجسدية الواجب استخدامها أثناء الإلقاء ستشوش على رسالتك، وفي أسوء الأحوال تفسدها. لذلك تذكر أن تكون هادئاً عند التحدث، وتستخدم التواصل البصري الجيد، وتبقي على لغة جسدك إيجابية.
بادر باتباع الخطوات الست السابقة، فمن يدري لعلك تلقيها في المرة القادمة التي تركب فيها المصعد!
رؤوف شبايك، مدون بدء رحلة التدوين في سنة 2004م، وهو من القلة الذين لا يزالون يكتبون حتى اليوم. هو خريج كلية التجارة، وسبق له العمل في عدة قطاعات، وأستقر به الأمر مؤخراً للعمل في التسويق الإلكتروني في الإمارات المتحدة العربية، قابلته في سنة 2009م في ملتقى آفاق التدوين. وهو أحد الملهمين لي في بداياتي، خصوصاً في تأليفي لكتابي ونشره عبر الإنترنت. على الرغم من أننا لنا مقربين، إلا أنني أعتز بمعرفته ولازال بين فترة وأخرى ازور موقعه وأقرأ بعض مما يكتب. متأكد بأني سأقتبس مما كتبه أكثر من هذه المرة.
في المقال التالي يلخص الأخ شبايك قصة بلايك مايكوسكي، مؤسس شركة تومز للأحذية، وكيف أنه بالإمكان المزج بين الربح وعمل الخير. ذكر أيضاً أن هناك ستة قواعد رئيسية للنجاح حسب رأي الكاتب وهي: مواجهة المخاوف، كن ذا حيلة ولو نفذت منك الحيل، اجعلها بسيطة وسهلة، ابني الثقة، العطاء تجارة رابحة، وأخيراً، إبدأ شيئاً ذا أهمية.
رؤوف شبايك
في عام 2006، سافر مؤلف كتاب ابدأ شيئا ذا أهمية إلى الأرجنتين، الأمريكي بلايك مايكوسكي Blake Mycoskie، وكان عمره وقتها 29 عاما وكان يدير شركة لتعليم قيادة السيارات الهجينة الصديقة للبيئة، وهناك حيث شاهد نوعا جديدا من الأحذية الخفيفة الرشيقة، كان أهل الأرجنتين يطلقون عليها ألبرجاتا أو Alpargata (يعادل الاسبدري) وجربه ونال إعجابه، وحدثته نفسه أن حذاء مثل هذا لو باعه في موطنه الولايات المتحدة حتما سيلاقي قبولا ورواجا. في ذات الوقت شاهد بلايك امرأة أمريكية تقود قافلة هدفها توزيع أحذية على فقراء الأرجنتين الحفاة الذين لا يملكون ما يكفي من حطام الدنيا لشراء حذاء لأقدامهم يقيهم من خشونة الأرض.
وجدتها – لماذا لا أبدأ شركة بيع أحذية توزع أحذية مجانا على الحفاة؟
بلايك عصامي بالسليقة، بدأ عدة مشاريع تجارية منها ما نجح ومنها ما انتظر، ولذا كانت الخطوة التلقائية التالية في حبل أفكاره ساعة أن رأى فاعلة الخير الأمريكية تكسي الحفاة، هو لماذا لا يفعل مثلها، بأن يبدأ مشروعا تجاريا رابحا، ومِن رِبح هذا ينفق على الخير، ولماذا لا يكون المشروعان شديدي الشبه؟ وكانت الإجابة هي أن عليه تأسيس شركة تصنيع أحذية ألبرجاتا ومقابل بيع كل حذاء، يهب حذاءً لطفل من الحفاة المحتاجين.
ميلاد شركة أحذية تومز TOMS
أراد بلايك تسمية الشركة أحذية الغد أو Tomorrow’s Shoes والتي اختصرها إلى تومز، وكان شعارها مقابل كل حذاء تشتريه، سنهب مثله لمحتاج غدا – ومن هنا جاء الاسم. حين تقرأ عن الأمراض التي تصيب حفاة الأقدام، بينما أنت تنعم بأكثر من حذاء، ساعتها ستميل إلى الشراء من تومز، لتفعل الشيء الصواب. لم يقف بلايك عند حدود الأحذية، فكما ستعرف حين تقرأ كتابه، أنه بدأ فرعا من شركته لبيع النظارات وكل مستلزمات النظر، ومقابل كل نظارة يبيعها، سيساعد فقيرا على أن يصلح بصره، بنظارة أو بعلاج جراحي أو بدواء، بل إن مقابل شراء كتاب بلايك، سيهب مقابله كتابا لطفل كي يقرأ ويتعلم.
تابع القراءة في موقع الأخ شبايك
كما أننا نعايش طفرة التدوين المختصر، سواء المكتوب أو المشاهد في هذه الأيام. كانت سنة 2008م سنة طفرة التدوين “الغير مختصر”، كانت مرحلة برز فيها عدد كبير من الكتّاب الشباب. وكانت هي الفترة التي افتتحت فيها مدونتي وبدأت الكتابة فيها من أستراليا، أثناء دراستي للبكالوريس. مرحلة الكتابة تلك على الرغم من عيوبها إلا أنها كانت مرحلة جميلة تعرفنا فيها على أقلام مبدعة. المقال أدناه كتبته يناير 2010م كدعوة لمشاركة الآخرين الخبرات من خلال التدوين. أحببت إعادة نشره، لأكرر الدعوة لنشر العلم وتوثيقه في الإنترنت. وهذا ممكن من خلال أي قناة نشر عبر الإنترنت.
نعايش هذه الأيام مرحلة مزحومة من السنة، فللتو أنهى الطلبة اختباراتهم. منهم من أنهى الثانوية ويفكر بالعمل أو الإلتحاق بمعهد أو جامعة، وبعضهم تخرجوا من الجامعة ويبحثون عن عمل أو يرغبون بمواصلة تعليمهم، ومنهم من لايزال في إحدى هالمرحلتين. أيضاً البعض يرغب بنسيان عناء الدراسة ومشقة الإمتحانات، وسيسافر للسياحة سواء خارج وطنه أو داخله. كل تلك الأمور تعني أنهم سيمرون…
سيصدر العدد القادم بمشيئة الله تعالى يوم الأثنين الموافق 15 يونيو 2015م. الأخوة الراغبين بأن يكونون ضيوف أو يقترحوا ضيوف لزاوية “قلم زائر” يمكنهم ذلك من خلال صفحة التواصل. كما سيسعدني الإعلان عن الفعاليات الثقافية والتطويرية الرسمية المجانية والتي ستعقد في مناطق السعودية في الفترة من 16-30 يونيو.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
دمتم طيبين.