جاسم الهارون

المدونة

05 أبريل 2009

ادفعها مقدماً



“ادفعها مقدماً” أو “Pay it forward”، هو عنوان كتاب، فيلم، ومؤسسة خيرية في الولايات المتحدة الأمريكية. العبارة السابقة وضعتها مؤلفة الكتاب “كاثرين راين هايدي“، وقصدت بها أنك يجب أن تفعل الخير في ثلاثة أشخاص دون أن تتوقع منهم أن يردوا لك الجميل، ولكن تطلب منهم المشاركة بأن يقوموا بعمل جميل في ثلاثة أشخاص آخرين دون أن يتوقعون رداً للجميل. وهكذا تسير السلسلة.

لم أتمكن من قراءة الكتاب ولكني شاهدت الفيلم، والذي حسبما فهمت أنه إقتباس للأحداث التي ذكرت في الكتاب. في الفيلم يمكنك أن ترى كيف أن في يد البعض منا سبب تغيير حياة آخرين للأفضل، سواءاً بكلمة، عاطفة، أو مادة. وفي الوقت ذاته قد لا يعني ذلك الشيء الكثير لنا.

يذكر موقع المؤسسة الخيرية أن هناك أكثر من 30 مدرسة ومجموعة طلابية تقوم بأنشطة “دفعها مقدماً”. ألسنا نحن أحق بأن ندفع الخير ولا ننتظر الخير أو الشكر من الناس؟

أيضاً يذكر الموقع أمثلة واقعية لمن أحب أن يشارك و”يدفع الخير مقدماً”، وهذه بعض منها:
- في إحدى المدارس قامت مجموعة من الطلاب بإختيار 20 طالب و20 مدرس ومشرف وإعطاء كل واحد منهم كتاب جديد دون أن يعرف من المهدي، وأرفق مع كل كتاب عبارة تشجيعة وملاحظة بأن يفعل خير في طالبين أو مدرسين ويرفق ذات الملاحظة وعبارة تشجيعية، دون أن يعلن عن نفسه.
- في أحد المدارس قام مجموعة من الطلاب السنة الأخيرة بإقامة دورة تقوية لطلاب المرحلة الأولى، وعند قرب نهاية السنة قام طلاب السنة الأخيرة بتدريب مجموعة من طلاب المرحلة الأولى ليقوموا هم بتدريب الطلاب المستجدين في السنة القادمة.
- قام مجموعة من الطلاب برحلة زيارة لأحد المستشفيات، وكان المطلوب منهم أن يقوم كل طالب بتحضير ثلاث هدايا لثلاثة مرضى. كل هدية تحتوي على عبارة تشجيعية ودعوة للمريض بالشفاء، وثلاثة كروت شكر. كروت الشكر يجب أن يهديها المريض لثلاثة من طاقم المستشفى، ممرضين أوأطباء، ممن كان لهم أثر في المريض. مع كل كرت شكر كان هناك بطاقة تحث المتلقي (الطبيب أو الممرض) على أن يفعل خير في ثلاثة أشخاص أثروا في حياته.

الآن بعد أن قرأت الأمثلة قد توضح لك أن عمل الخير ليس من الضروري أن يكون فيه تكلف، قد يكون ببساطة إبتسامة أو عبارة شكراً تقولها لأحد أفراد أسرتك، زميلك، أو عامل في محطة البنزين.