أذكر قبل عدة أشهر مقالاً نشرته إحدى المدونات يحمل عنوان: “هل مررت بتجربة ما مؤخراً؟.. إذاً أكتب كتاب“. تحدثت في مقالها عن إعجابها بأن تأليف الكتب في الغرب ليس حصراً على طبقة من المثقفين. فهناك العديد من الكتب نشرت لأطفال، وآخرى لأناس لم يسمع بهم أحد من قبل. ولا نختلف في أن دور النشر العربية قد تتجاهل أو لا تهتم بالكتاب المغمورين، وأننا كعرب نسبة كبيرة منّا لا تحب القراءة ولا الإطلاع. ونتيجة لذلك، نرى قلة الإنتاج العربي لمواد مميزة ومبدعة، تحكي تجربة يستفيد منها القارئ من واقع حياتنا في مجتمعاتنا العربية. وحال دور النشر، كأنه يقول أن التجارب الناجحة والعلم لا يأتي إلا من الكتب المترجمة.
أتابع ما يكتبه الأستاذ رءوف شبايك، صاحب مدونة شبايك، منذ فترة طويلة. الأستاذ شبايك من أوئل من نشروا كتاباً بإستخدام موقع لولو، وهو موقع أجنبي يساعدك على تصميم وطباعة ونشر كتبك. طلبت كتاب “انشر كتابك بنفسك” من الموقع، بالإضافة لكتاب آخر واستغرق وصول الكتب حوالي الأسبوعين. التكلفة كانت مساوية أو أقل قليلاً من طلب الكتب من موقع أمازون، والسرعة كانت جداً ممتازة، الكتب من أمازون تأخذ حوالي الشهر لتصلني في أستراليا.
كتب شبايك يمكن الحصول عليها من خلال شراءها من الموقع السابق، أو من تحميل نسخة للقراءة فقط من موقع الكاتب. اشتريت النسخة لسبيين الأول لأرى بعيني جودة طباعة الكتاب وشكله. والسبب الآخر تشجيع للكاتب. وبنظرة سريعة على الكتابين، كتاب شبايك والكتاب الآخر، وجدت أن جودة الطباعة ممتازة، مشابهة للكتب المطبوعة من دور النشر العربية. والسعر معقول لحد كبير.
إن كنت كاتب في مدونة أو منتدى، وتكتب دروس أو مقالات تعكس خبرتك في مجال تخصصك أو هواياتك. لماذا لا تجمع دروسك ومقالاتك في كتيب صغير، تنشره عبر لولو. أو إن كنت مررت بتجربة أو سافرت إلى دولة وتود أن تكتب إنطباعك عنها لماذا لا يكون ذلك عبر موقع لولو. ولا يهم إن لم يطلبه أحد غيرك. ففي النهاية، كما قال الأستاذ شبايك، شعور رائع ستشعره عندما تمسك بيدك بكتاب مطبوع كتبته بيدك.
سأبدأ قريباً إن شاء الله تعالى بكتابة كتابي الأول، فهل ستبدأ انت أيضاً؟!