جاسم الهارون

المدونة



15 أكتوبر الماضي كان يوم التدوين العالمي، وكان موضوعه عن “الفقر”. جميعنا يسطيع التحدث والكتابة حول أي موضوع مهما يكن. نستطيع أن نتحدث عن الفقر، الإحتباس الحراري، العنف الأسري، وغيرها من المواضيع الإجتماعية. ولكن هل سيغير هذا من الواقع شيء؟.. لا أدري!

كانت ولازالت وجهة نظري أني يجب أن اكتب في مجال تخصصي، ولا يمنع أن أتطرق لجوانب أخرى، من وقت لآخر. فأنا كفرد في المجتمع أحمل واجب تجاه مجتمعي، بأن أحاول أن ارتقي به بأي طريقة ممكنة. أنا أتخذت من الكتابة حول تطوير النفس ومهارات الدراسة، غيري يتحدث عن التكنلوجيا والبرامج، غيرهم يتحدثون عن الأدب والشعر وآخرون يتحدثون عن أشياء أخرى في مجالات تخصصهم. إختلفت التخصصات ولكنا جميعاً نعمل لتطوير مجتمعنا، من زاوية تخصصاتنا أو إهتماماتنا.

ولكن يبقى أننا لا نتناسى دورنا الرئيس، أو الموضوع العام، وهو الرقي بمجتمعنا والوقوف على هموم أفراده. كتاب قضايا المجتمع يعملون ذلك بشكل يومي، ولكن ما هو دور البقية؟

أحمد بدرة، مصمم ومصور فوتوغرافي. بالنسبة لي أول مدون عربي يتحدث عن موضوع “يوم التدوين العالمي”. في مدونته، عندما اقتبس من الدعوة التي وجهتها منظمة “يوم التدوين العالمي”:

في 15 أكتوبر ستقوم المدونات المساهمة بكتابة تدوينة, فيديو أو بودكاست عن الفقر. ربما تود أيضاً التبرع بما تستطيع لمنح تلك التبرعات إلى إحدى المؤسسات الخيرية.

و نرجو من المدونين أن تكون مشاركاتهم متعلقة بموضوع مدونتهم الأساسي حتى تستمر المدونة في جذب أكبر عدد من القراء ولتناقش موضوع الفقر من زوايا مختلفة.

ثم ورده تساؤل في أحد الردود، عن كيف يمكن أن أكتب عن موضوع “الفقر”، ومدونتي غير متخصصة في مناقشة المواضيع الإجتماعية؟ كان رده أنه لا يعرف عما كان مقصد المنظمة، ولكنه سيكتب عن الموضوع من ناحية اجتماعية..

حتى أنا حينما قرأت العبارة لم أفهم ما المقصود منها. إلى أن شاهدت قبل قليل موضوع كتبه أحد المدونين الأجانب، بالمناسبة تخصص مدونته حول التصميم والجرافيكس، حول موضوع الفقر. كتب أنه ولأن مدونته مر عليها سنة منذ أن أفتتحت، وصادف أن كان ذلك قريب من “يوم التدوين العالمي”، فقد قرر أن يقيم مسابقة واحتفال بجوائز وصلت إلى 11،000 دولار. ويكون شرط الدخول في المسابقة أن يقوم الشخص بالتبرع لمنظمة خيرية تعنى بمكافحة الفقر والأبحاث حول الإيدز، أو أن يقوم الشخص بكتابة مقال حول تخصص مدونته، الجرافيكس. على فكرة هذا يعرف باليانصيب الخيري على ما أظن.

طبعاً الجوائز ليست كما تضنون، برعاية شركة “أ”، أو شركة “ب”، الجوائز بعضها عيني من عدة شركات، وتبرعات من أشخاص سواءاً نقداً، أو خدمة. كيف خدمة؟ يعني أن يقوم الشخص بعرض خدمته على الفائز بالمسابقة، مثلاً هناك من تبرع بتقديم تصميم شعار مجاني للفائزين، وآخرون قاموا بالتبرع بتقديم إعلان في مدوناتهم ومواقعهم للفائزين.

هذا مثال، على معالجة الفقر بطريقة مبدعة ومميزة. ولا تتطلب من الشخص الكتابة في غير مجاله. أنا متأكد أن هناك غيرها أفكار كثيرة، بإنتظار المبدعين ليعثروا عليها.. في النهاية أقول، لا يجب أن ننتظر حلول يوم التدوين العالمي للعام القادم لنبدأ مشروع خيري جديد. فالفقر، وغيره من المشاكل الإجتماعية، لا أحد ينكر تفشيها ولا وجودها بيننا، وعلاجه اقد يكون بسطور نكتبها أو بأعمال نؤديها؟ والخيار لكم..