جاسم الهارون

المدونة

05 أغسطس 2008

كتب على الرصيف



قبل حوالي السنة والنصف، كنت قد خرجت من الجامعة بعد إستلامي لنتيجة أول فصل دراسي لي في أستراليا. أثناء سيري للبيت وجدت مجموعة من الكتب مصفوفة على الرصيف، ووضعت فوقها نوته صغيرة مكتوب عليها: “خذ ما يعجبك منها”. صراحة أول مرة اتصادف مع شي من هذا القبيل، وكنت خايف إنه مقلب. يعني تخيلت أول ما راح امد يدي على الكتاب راح يطلع لي واحد من ورى شجره ويضحك علي… مشيت لآخر الشارع، ورجعت. دورت ورى الشجر، تشوفت حول البيوت، ما لقيت أحد! قلت مالي إلا اجرب. المهم خذيت كتابين ومشيت وأنا ما اتلفت.

وكانت هذه أول تجربه لي مع اهداء الكتب بعد الإنتهاء من قراءتها. أعتقد انها تسمى “book crossing” أو تناقل الكتب.

الفكرة موجودة كثيراً عند الغرب، خصوصاً الكتب التي لا تعد مصادراً، يعني الروايات أو مذكرات المشاهير. خلال السنه والنصف الماضية قمت بتجربة هذا الشيء مع بعض الأخوان السعوديين هنا. بس صراحة تحطمت، أهديت كتب لكذا واحد وقروها وحطوها بالمكتبه حقتهم، ما كملوا السلسلة وأهدوها لشخص آخر.

قريت قبل فترة في مدونة الأخت هديل الحضيف، عن تجربتها في هذا المجال ولا أدري وش كانت ردة الفعل هل نجحت تجربتها أو لأ. الفكرة جداً جميلة ويمكن تطبيقها على الزملاء، أو حتى الغرباء كما حصل مع الشخص الذي أخذت كتبه التي تركها في الشارع. وشعور جميل صراحة حين تقرأ رسالة من شخص لا تعرفه يهديك هذا كتاب، ويتمنى لك أن تستمتع بقراءته.

إللى ذكرني بالحادثة السابقة ما كتبه الأستاذ سردال في مقاله الأخير “أين قوائم كتبكم؟“، في مقاله تكلم عن طريقة أخرى لتشجيع القراءة. فكرته تقوم على أن يقوم كل مدون بوضع قائمة الكتب التي يسعى لشراءها من موقع أمازون. بحيث لو أراد شخص ما إهداء كتاب لصاحب المدونة يمكنه ذلك عن طريق موقع أمازون.

بالإضافة لما ذكره الأستاذ سردال، يمكن للزائر معرفة الكتب التي قد تكون قيمة وتستحق القراءة، فيشتريها لنفسه. فكرة حقاً رائعة، وتستحق التفعيل.

في النهاية

بعد أن تنتهي من الكتاب الذي تقرأه الآن، اكتب إهداء وأعطه لزميل، أو أتركه في مكان عام. لعل شخص ما يستفيد منه.

وأيضاً لا تنسى أن تريني قائمة كتبك!