جاسم الهارون

دليل الطالب الجامعي

أمور مهمة في إدارة الوقت



تحفيز نفسك:

المهام الدراسية في الجامعة ليست مهام مستقلة، والكثير منها متراكب ويكمل بعضه البعض. وقد يمتد الوقت ليطول بين بداية العمل على مهمة، إلى الإنتهاء منها وحصولك على نتيجة جهدك فيها. فأنت تبدأ الدراسة اليوم، وأمام ناظرك الهدف الرئيسي (إنهاء الجامعة والحصول على الشهادة بمعدل مرتفع). العمل على هذا الهدف يتطلب منك إنجاز آلاف الواجبات والأهداف الصغيرة، اليومية والشهرية والفصلية، ونتيجة هذه الجهود، أو بلوغ الهدف الرئيسي ستكون بعد أربع أو خمس سنوات. هذه الفترة الطويلة، بين بدء العمل، وإنجازه، ستتسبب في إشعارك بالفتور أو القلق والشك في أهدافك ومدى إمكانية تحقيقها وجدوى بلوغها. وهذا لا ينطبق فقط على الهدف الرئيسي، بل سيكون هذا هو الحال خلال الفصول الدراسية، والأهداف الأخرى. لإبقاء حماسك وطاقة العمل متقدة، حتى وإن لم تسمع كلمات التشجيع، أو كان هدفك من النوع الذي لا يسعك رؤية نتائجه أثناء عملك عليه. سيكون عليك تعلم مهارة تحفيز النفس. من أهم الأمور التي تساعدك على تحفيز نفسك قيامك بالتالي:
1- لا تضع لنفسك هدفاً لا تؤمن به، أو أنت غير مقتنع بصحته.
2- ضع أهدافك أمام عينيك، وذكر نفسك بأسباب اختيار تلك الأهداف.
3- كافئ نفسك، وتذكر أن المكافأة يجب أن تتناسب مع حجم الهدف والإنجاز.
4- سجل إنجازاتك وما قطعته من مسافة في طريق تحقيق كل هدف.
5- عند وضعك لجدول مهام، لا تنسى الحد الأدنى والتوازن في تلبية الرغبات الست البشرية، الروحانية، الإجتماعية، العقلية، المالية، النفسية، والجسدية.
6- قسم الأهداف الكبيرة إلى مهام صغيرة، والمهام الصغير إلى أصغر، حتى تصل إلى هدف الجلسة الواحدة. فتحدد جلسة مدتها، مثلاً، ساعتين لحل 10 أسئلة، أو لقراءة واستيعاب عشر صفحات من كتاب. وتذكر أخذ وقت للراحة كل نصف ساعة.
7- إبحث دائماً عن مهارات الإستفادة من الوقت، وتذكر بأن العبرة في الإنجاز وليس في المدة التي تقضيها في العمل.

الدراسة والعمل في الوقت ذاته:

البعض قد لا تتاح له فرصة الإنتظام كلياً في الجامعة، فيعمل كامل وقته، ويدرس جزئياً في الجامعة. هؤلاء بالطبع لا يمتلكون الكثير من الوقت الحر، وبالطبع ستكون مسألة إيجاد وقت للدراسة ووقت للعمل ووقت للأسرة، تحدي ومسألة ليست سهلة. فبعد العودة من يوم طويل وشاق في العمل، سيكون هناك متطلبات الأسرة لتلبيتها وواجباتها، ولو أضيف على هذا اليوم الحافل، مهام دراسية للقراءة أو حل الواجبات. سيصبح التوفيق بينهما صعب، ولا سبيل لتحقيقه إلا بإتقان إدارة الوقت.

إن كنت تعمل، تدرس وتعيل أسرتك في نفس الوقت، سأعطيك ست نصائح، بإتباعها تستطيع إدارة وقتك، والتوفيق بين العمل، الأسرة والدراسة:
1- عود أهلك على النظام في مواعيد الخروج، ووضع قوائم مسبقاً للتسوق.
2- حدد أوقاتاً خاصة بنفسك وبأهلك، لتقضيها معهم، ولا تتنازل عنها مهما حدث.
3- لا تخفي معلومة أنك تدرس جزئياً أو بالإنتساب عن مديرك. وفي الغالب لن يتضايق، مادمت تؤدي واجبات العمل المطلوبة، وتأتي وتنصرف في الوقت المحدد.
4- أخطر مديرك مبكراً عن جدولك الدراسي، ومواعيد الإختبارات. معظم المدراء سيتعاونون معك إن وجدوا منك حماساً وجدية.
5- إتبع برنامج وروتين لمواعيد الذهاب للنوم، والإستيقاظ منه. ولا تحاول تعويض تأخرك في الدراسة أو في العمل من ساعات نومك. فالنوم مهم، لتكون نشيطاً في اليوم التالي، ولتحافظ على صحتك البدنية والنفسية.
6- سجل الواجبات المطلوبة منك فوراً، قسم العمل عليها على فترات، ضعها في جداول، ولا تتركها لتتراكم.

تعلم متى وكيف تقول (لا)!

من الطبيعي، أن تصل إلى نقطة من مشوار تحقيق أحلامك، وتكتشف أنه من المستحيل عليك إجتيازها دون مساعدة من أطراف خارجية. قد يكون هذا أبيك، أمك، زميلك، أو معلمك، وهم أيضاً سيحتاجون إليك. لكن يجب أن تتذكر دائماً، أن الإستثمار الحقيقي الذي أنت تقوم به الآن في الجامعة، هو استثمار عقلي، وتطويري خاص بك.

طموحات الناس وإهتماماتهم تختلف، بعضهم يعيش حياته بلا هدف، وقد يطلب منك إسداء خدمة، وتكون في الواقع إهدار لوقتك ووقته. خذ مثلاً، صديقك الذي يطلب منك أن تزوره في غرفته، لتساعده في إجتياز مرحلة صعبة في لعبة فيديو. هنا أنت أسديت له خدمة، وربما استمتعت بوقتك. ولكن هل كان هناك فائدة حقيقة لك وله؟ وعلى الطرف الآخر قد يطلب منك زميل مساعدة في شرح درس صعب، أو حل سؤال غير واضح. فتذهب وتساعده، وتخرج من عنده، وأنت قدمت له مساعدة، واستفدت من شرحك أو حلك للمسأله، تثبيت للمعلومة، أو إكتشاف لنقاط قد تكون قد غابت عنك سابقاً.

لا يعني هذا، أن استمتاعك بوقتك، أو لعبك مع صديقك، مضيعة للوقت يجب تجنبها. بل المفترض، أن لا يكون جوابك نعم دون أن تفكر وتتأكد من أنك ترغب بالمساعدة حقاً، وأن وقتك يسمح لك. فإن كان لديك وقت فراغ، ولا نشاط ترفيهي لديك لتقوم به، إذهب لصديقك وساعده في إجتياز المرحلة الصعبة، واستمتع بوقتك، وعد للبيت نشيطاً سعيداً، مستعداً ليوم دراسي جديد. عندما يطلب صديق المساعدة، يجب أن تفكر في ثلاثة أشياء:

1. من يطلب منك الخدمة:

في الجامعة ستكون لديك شبكة معارف واسعة، تضيفها إلى عائلتك وأصدقائك من خارج الجامعة. معارفك كأهدافك، فكما أنك لن تجد الوقت لتحقيق كل أهدافك، فكذلك لن تجد الوقت لإرضاء الجميع. بالتالي، يجب أن تحدد أولوياتك في العلاقات. مثلاً، خدمة والديك، أخوتك، وبعدهم أصدقائك المقربين، وهكذا.

2. ما هو هدف الخدمة:

إدراك أهمية الوقت، ليست صفة يتصف بها كل من حولك، وكذلك حالهم مع معرفة الأهداف. عندما يطلب منك شخص خدمة، وتود تقييمها، يجب أن تبحث عن هدفه الواضح من طلب الخدمة، وهدفه الخفي. فقد يطلب منك زميل أن تساعده في حل واجب الرياضيات. في هذه الحالة هدفه الواضح رغبته في إنجاز واجب الرياضيات، هذه مهمة عقلية قد تستفيد منها أيضاً. ولكن هل لهذا الزميل أهداف خفيه، هل هو مهتم بدراسته، وحقاً يريد أن تساعده بالشرح، أم أنه طالب كسول، متعود على التقصير، وفقط يريد منك نسخة من إجابتك على الأسئلة.

3. هل الخدمة عاجلة أو غير عاجلة:

معنى ذلك، أن تميز بين الخدمات الطارئة الحقيقة، والخدمات الطارئة المخادعة. وكمية العمل والوقت اللازم لإنهاء الخدمة. فإحذر ان تعطي نعم، قبل أن تعرف مدى حاجة الشخص للمساعدة، وكمية العمل التي يحتاجها، فـ(لا) قبل بداية العمل، أفضل من (لا) بعد انجاز نصفه.

الآن قد يكون لديك تصور أوضح، عن المهام التي يفضل قبولها والتي لا يفضل قبولها. تبقى عليك الجزء الأصعب وهو عملية قول (لا). غالبنا، تعود منذ الصغر على أن كلمة لا عيب، ولا يجب أن تقال للناس، كي لا نخسرهم. النقاط التالية تساعدك على قول لا، دون أن تشعر بتأنيب الضمير بعد أن تقولها:

1. أسهل طريقة لقول لا هي بقول لا:

في حالات كثيرة، وعلى الرغم من معرفتنا بحاجتنا لقول لا، نحاول مجاملة الطرف الآخر، وذلك بإستبدال كلمة لا، بالتلميح ومحاولة إيصال فكرة الرفض بدون إستخدام الكلمة. الطرف الآخر، قد لا يفهم الرسالة، وهناك تكمن المشكلة، فيحاول هو إيصال رسالة أهمية الخدمة، وقد يتحول طلبه إلى رجاء وإستعطاف، وحينها سيكون من الصعب عليك الرفض. لذلك ومن البداية، وضح للطرف الآخر رفضك بأدب، وبشكل صريح وواضح، وتعلله بأسباب إنشغالك.

2. ماذا تفعل مع اللحوحيين:

حين ترفض خدمة طرف آخر، قد يكون هذا من النوع اللحوح، الذي لا يقتنع بإنشغالك، أو ضيق وقتك. فيبدأ بإعطائك محاضرة عن أن ما يشغلك ليس مهماً، أو أن هناك وقت كافي لمساعدته والعودة لإكمال عملك. الحوار مع هؤلاء بذاته مضيعة للوقت، غير الموضوع، بإقناعه بأنك ستفكر في الموضوع وتراجع جدول عملك، وسترد عليه لاحقاً.

3. الطرف الآخر مهم ولكني لا استطيع مساعدته:

بعض الأهل أو الاصدقاء، تود فعلاً مساعدتهم، ولكن وقت سؤالهم لم يكن مناسباً. لا وقت لديك لخدمتهم، والخدمة التي يرغبون أن تساعدهم فيها طارئة ولا تستحمل التأجيل. في هذه الحالة، أقنعهم بمدى إنشغالك، واذكر لهم أنك تود المساعدة ولكنك لا تستطيع في هذه اللحظة، واقترح عليهم حل بديل كأن يساعدهم طرف آخر يحمل ذات مؤهلاتك أو قدراتك.

4. تخلص من الشعور بالذنب:

يجب أن تعطي نفسك الأفضلية من وقت لآخر، أن تتعلم وتعمل لأهدافك. أنت لا تقول لا لأجل نفسك، أو لأنك أناني، أنت تفعل ذلك من أجل الآخرين. فكما أنه من الجميل أن تكون كالشمعة التي تحترق من أجل الآخرين، يجب أن تطفئ الشمعة من وقت لآخر لتبقى مشتعلة ولا تفنى بسرعة، وتعمل على تطوير إضاءتها لتشمل أناس آخرين.


الصفحة السابقة

جداول إدارة الوقت