تقسيم فكرتك الرئيسية إلى مجموعة من الأفكار الفرعية سيسهل من عملية إيصال الفكرة الرئيسية ويساعدك على تحقيق الهدف الذي من أجله كتبت المقال. الخيارات أو طرق تقسيم الفكرة الرئيسية غير محدودة، لذلك عندما تفكر في تقسيم الفكرة الرئيسية إلى أجزاء تحتوي على الأفكار الفرعية، يجب أن يتناسب التقسيم مع نوع المقال والرسالة المضمنة فيه. معظم المقالات التي ستكتبها في الجامعة، لن تخرج عن أحد الأنواع الثلاثة الرئيسية للمقالات، وهي: مقال عرض المعلومات، مقال للمقارنة بين شيئين، ومقال للإقناع.
في هذا المقال سأستعرض معك هذه الأقسام الثلاثة، وكيفية وضع الهيكل الأولي لبحثك الذي ستقوم به.
عندما يطرح عليك سؤال يتعلق بتعريف، شرح، توضيح، تبرير، سرد أو ذكر أهم خصائص شيء ما، فأنت ستحتاج لصياغة أفكار بتسلسل يساعد القارئ على متابعة افكارك، واستيعاب شرحك. ومن المهم أن تنتبه للشريحة المستهدفة، أو الأشخاص الذين سيقرأون بحثك، وتراعي مستواهم العلمي والثقافي أثناء شرحك وكتابتك للأفكار. فإن كانوا على دراية بالموضوع الذي ستتحدث عنه، لا تسهب في شرح الأفكار البسيطة أو الأساسيات التي يعلمها أي مبتدئ في المجال، فهذا سيشعرهم بالملل.
مما يساعدك على إيصال فكرة مقالك، تقسيم الفكرة الرئيسية إلى نقاط فرعية بناءاً على تسلسل ورابط منطقي، توضحه للقارئ، ومن خلاله تساعد من يقرأ بحثك على متابعة الفكرة، واستيعاب استنتاجاتك. فمثلاً، عندما تتحدث أو تشرح شيئاً محسوساً، فإن من السهل على القارئ تخيل ذلك الشيء، وبالتالي لو قمت بتقسيمه إلى أجزاء ومن ثم شرحت كل جزء على حدى، فإن القارئ سيتابع فكرتك ويراها واضحة في خياله. يمكنك القيام بذلك في شرح الأشياء البسيطة، كطريقة عمل القلم، أو المعقدة كميكانيكا السيارة. فعند شرحك لطريقة عمل القلم، يمكنك التحدث عن أجزاء القلم الظاهرة، ثم الأجزاء المخفية، وبعدها تشرح كيف تعمل الأجزاء الظاهرة والخارجة في عملية كتابة القلم على ورقة.
أيضاً إذا كان الشيء الذي ستتحدث عنه عبارة عن واقعة أو سلسلة من الأحداث، فيمكنك الشرح بالبدء من الماضي إلى الحاضر، أو تستخدم الخطوات التي تتبعها في العمل على ذلك الشيء. فمثلاً، لو كان مقالك عن مشكلة إدارية، يمكنك البدء من بداية ظهور المشكلة، أو الأسباب التي تتوقع بأنها السبب، ثم تشرح أثر تلك الأسباب من البداية وحتى الوقت الحاضر. وبنفس الطريقة تستخدم شرح خطوات عملية أو تجربة ذات خطوات، فتبدأ من الخطوة الأولى، الثانية، إلى أن تنتهي من التجربة.
تتم المقارنة عادة بين شيئين، فتوضح أوجه الإختلاف وأوجه التشابه بينهما. سيكون من المفيد هنا، وقبل البدء في المقارنة، إيجاد أوجه ومجالات موحدة للمقارنة. فعندما تقارن التفاح بالبرتقال مثلاً، يمكنك إختيار الشكل، الطعم والقيمة الغذائية لكلا الفاكهتين، وتجعلها أوجه المقارنة. فتقول بأن التفاح والبرتقال يتشابهان في كونهما كرويا الشكل، ولكنهما يختلفان في الملمس واللون. التفاح حلو، والبرتقال يميل للحموضة.
عند كتابة المقال، يمكنك تقسيمه بناءاً على عدة أوجه، تستطيع الكتابة عن الشبه في الجزء الأول من المقال، وفي الجزء الثاني تتحدث عن الإختلافات أو العكس. وكذلك تستطيع تقسيم المقال وفق الأوجه التي حددتها مسبقاً، ففي مثال التفاح والبرتقال، تستطيع التحدث عن التشابه والإختلاف في الشكل الخارجي في الجزء الأول من المقال، ثم الطعم في الثاني، وأخيراً عن القيمة الغذائية.
مقال الإقناع هو أهم أنواع المقالات، وستجد بأن معظم البحوث والواجبات التي تعطى لك في الجامعة هي من هذا النوع. ففيه، يكون لديك فكرة، أو أطروحة، ترغب في إقناع المتلقي بها مستخدماً عرضك لنقاط وآراء تدعم رؤيتك. ولاحظ أن في هذا النوع من المقالات، من البديهي أنك ستشرح وستقارن. ومن أفضل طرق الإقناع بوجهة نظر أو فكرة الأسلوب التالي: أولاً تشرح فكرتك ووجهة نظرك مستشهداً بأمثلة وأراء مختصين، ثم ثانياً، تذكر وجهة نظر معاكسة تماماً لما تقوله، تشرحها بشكل واضح وصحيح، ثم أخيراً، ترد عليها وتوضح مواطن الخلل فيها.
طبعاً لا يعني ذلك استخدام وجهة نظر مخالفة ضعيفة ومليئة بالثغرات. بل حاول العثور على وجهة نظر قوية، ومشهود بصحتها، وناقشها وأظهر عيوبها. فكلما كانت فكرتك جديدة، وعملية، وتحل عيوب قد يغفل عنها الناس، لحل تقليدي ومتعارف على صحته، كلما كان مقالك والإنطباع الذي يتركه في نفس القارئ أقوى.