في الجامعة ستحتاج للقراءة من أجل أهداف مختلفة، القراءة الفعّالة تعني استخدامك للأسلوب الأمثل في المكان الأمثل، ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال إضاعة وقتك في قراءة الكتاب الجامعي كاملاً عدة مرات، خلال الفصل الدراسي.
كي تتأكد من أنك تستثمر وقت القراءة بشكل جيد، في الفقرات التالية، حددت لك عدد من الأنشطة التي ستقرأ فيها الكتاب أو أجزاء من الكتاب، والطريقة الأمثل للقراءة في كل نشاط. تذكر، هذه الطرق المقترحة هي نقطة البداية لك جربها، وحاول اكتشاف نفسك ومعرفة مدى تناسب كل طريقة مع سرعة قراءتك وفهمك للمواد التي تقرأها، ولا تتردد في التعديل لتصل إلى الطريقة الأمثل.
في بداية الفصل الدراسي، وعند استلامك للمقرر الجامعي، يفضل أن تأخذ تصور شامل عن كل مادة ستدرسها في ذلك الفصل. هذا التصور سيجعل الهدف من دراسة المادة واضحاً، وكذلك ترابط مواضيع المنهج، وستتعرف على كثافة العمل والدراسة وكيفية توزيعها من البداية.
تعرف على موضوع المادة الرئيسي، وعلاقته بتخصصك إن كان هناك علاقة. إقرأ عنوان الكتاب من الغلاف، اسال نفسك أين تقع هذه المادة من تخصصك. هل هي مقدمة لمواد أخرى تليها؟ أو أنها فرع وقسم مستقل من التخصص؟ وما هي الفائدة أو التطبيقات التي ستتعلمها من دراستك للمادة؟
تعرف على فصول المادة وكيفية ترابط مواضيع هذه الفصول: افتح فهرس المقرر، أو الخطة الدراسية إن لم يكن كامل الكتاب مشمولاً في المقرر، اقرأ عناوين الفصول وتعرف على العلاقة بين كل فصل وآخر. بعض الفصول تبنى على بعض، و فصول أخرى مستقلة. هذه المعرفة أيضاً ستساعدك على ترتيب وقتك، ومعرفتك بأهم المواضيع في المادة، والمواضيع التي يجب أن تنهي دراستها مبكراً.
تعرف على عدد صفحات الكتاب، وتوزيع المواضيع والفصول على عدد الصفحات. لتحدد المواضيع الضخمة والمواضيع البسيطة.
تصفح مقدمة أو ملخص نهاية الفصل، للفصول التي لم تفهم عناوينها أو لا تستطيع تخمين محتواياتها.
الكثير يعتقدون بأن ما سيقرؤنه أثناء التحضير، سيشرحه المدرس بالتفصيل في المحاضرة. ولذلك تبدو القراءة التحضيرية كعمل إضافي مضيع للوقت. القراءة التحضيرية ليست تضييع للوقت، بل هي استثمار له. عندما تستمع لموضوع في محاضرة للمرة الأولى، سيشتتك الغموض، وستضيع بعض الوقت محاولاً ربط أفكار الموضوع، أو في التفكير في فكرة جديدة. ما سبق ولا شك، سيأخذ من تركيزك مع المحاضر، سواءاً في التفكير أو في كتابة ملاحظات في دفترك، وبنهاية الحصة لن يكون استيعابك لما شرحه المحاضر كاملاً.
القراءة التحضيرية، لا تعني بأنك تدخل للمحاضرة وأنت مستوعب لموضوعها بنسبة 100 في المائة، ففي هذه الحالة، لا حاجة لك في حضور المحاضرة. ولكنها تعني بأنك لا تأتي للمحاضرة وأنت لا تعلم عن موضوعها شيئاً على الإطلاق. سيمكنك توقع من أين سيبدأ المحاضر، وما هي النقاط التي سيتحدث عنها، وكيفية تسلسلها. وكذلك، من خلال معرفتك المسبقة للنقاط المهمة أو الصعبة، ستعرف بأن المحاضر سيعطي أمثلة ويمهد لها، ويستطرد، قد لا تكون كتابة ما يقوله المدرس، بذات أهمية الإنصات والتركيز بشكل جيد لتفهم تلك الفكرة، وتسأله أسئلة حولها، توحي له بأنك طالب مجتهد وعارف بالأشياء المهمة والتي يتوجب السؤال والنقاش حولها. خطوات القراءة التحضيرية لموضوع دراسي، كالتالي:
1. تعرف على حدود المحاضرة، وما سيتم شرحه فيها. هل سيشرح المدرس الفصل الرابع من المقرر كاملاً، أو نصفه؟
2. بعد أن تحدد الموضوع، تعرف على النقاط الرئيسية لما سيتم شرحه، وذلك بتصفح صفحات الكتاب، لأخذ تصور وفهم عام عن الموضوع الذي سيشرح. إبدأ من عنوان الموضوع، المقدمة، بعدها ملخص نهاية الفصل، وأخيراً العناوين الرئيسية لفقرات الموضوع والرسومات والأشكال التوضيحية.
3. تعرف على العلاقة بين النقاط الرئيسية للفصل المشروح. دَوّن طريقة تسلسل الأفكار في الموضوع، وضع أسئلة أو إشارة عند النقاط التي لا تستوعب سبب وجودها أو علاقتها بالموضوع، لتبحث عن العلاقة أثناء الشرح، أو لسؤال المحاضر عنها لاحقاً.
4. ابحث عن العلاقة بين موضوع المحاضرة القادمة ومواضيع المحاضرات السابقة. وفي حالة وجود رابط قوي، تأكد من مراجعتك لمذكرتك أو ملخص تلك المحاضرات، كي لا يتشتت ذهنك.
هذا النوع من القراءة هو النوع الذي سيكون له تأثير مباشر على إستيعابك للمادة، وأدائك في الإختبارات. ليس المقصود هنا التقليل من أهمية الأنواع السابقة، فهي تساعدك وتعينك على رسم الصورة الشاملة للموضوع، تعرف الأفكار وكيفية ترابطها، فيسهل عليك تذكرها واستيعابها. في هذا النوع من القراءة ستملأ الفراغات بمعرفة تفاصيل كل فكرة، وكيفية تطبيق الأفكار في حل المسائل والتطبيقات.
تذكر بأننا نركز في كل ما نفعله على بذل أقل جهد ممكن، لتحصيل أعلى قدر ممكن من النتائج. القراءة التقليدية يعيبها أنك قد تقرأ بشكل سلبي، أي أنك تفتح الكتاب وتحرك عينك بين السطور، ولكن عقلك وخيالك في مكان آخر. ولذلك انصحك بإستخدام اسلوب (PQRST)، ويقصد فيه إتباع الخطوات التالية أثناء القراءة.
1. ضع تصور للموضوع (Preview): تبدأ القراءة برسم تصور شامل عن الموضوع، ماهو العنوان العام للموضوع؟ ماهي النقاط الرئيسية؟ كيف تترابط النقاط الرئيسية؟ وما علاقة الموضوع العام بما قبله من مواضيع؟ لاحظ أن هذه الخطوة هي ملخص للقراءة الأولية والقراءة التحضيرية، فلو قمت بها مسبقاً لن تأخذ منك هذه الخطوة إلا لحظات للتذكر فقط.
2. اسأل (Question): ضع الأسئلة التي يتوجب عليك معرفتها بنهاية القراءة، والمقصود هنا ليس وضع 250 سؤال، بل أسئلة عن النقاط العامة، أو ما يعرف بأهداف الدرس أو جلسة القراءة. قد تجد أهداف الدرس أحياناً، في الصفحة الأولى من كل فصل، وربما يذكرها المحاضر في بداية محاضرته.
3. اقرأ (Read): الآن إبدء القراءة، وتذكر الأسئلة التي وضعتها في الخطوة السابقة. فعندما تقرأ عن أهمية مهارات التواصل لتحقيق النجاح، تذكر أنك تبحث أثناء قراءتك عن العلاقة بين مهارات التواصل والنجاح في العمل. ستتوقع أن يذكر الكتاب الأماكن التي ستستخدم فيها التواصل أثناء عملك، ما المقصود بالمهارات، كيف يمكن تطبيقها في العمل، وهكذا.
4. لخص (Summary): خلال قراءتك ستجد الإجابات على الأسئلة، ولكنك إن لم تسجل ما تجده في ورقة، فإنك ستنساه، إن لم يكن فور الإنتهاء من القراءة، فسيكون ذلك بمرور أيام السنة وقرب موعد الإختبارات. أيضاً لا شيء سيضايقك أكثر من تذكرك لقراءة الإجابة على سؤال مهم، ونسيانك لمكان الإجابة في الكتاب. لذلك التلخيص، ولو قرنت به كتابة رقم الصفحة التي لخصت منها، سيساعدك على تجنب إعادة قراءة الكتاب كاملاً مرات ومرات عند كل مرة تبحث فيها عن إجابة على سؤال متكرر. هذا الملخص يجب أن يكون مفيداً ومعيناً لك على تذكر المعلومات، وليس فهرساً. بمعنى آخر، الملخص الجيد يساعدك على تذكر الأفكار، وكيفية ربطها، والأفكار المهمة تحت كل نقطة رئيسية، دون الحاجة للعودة للكتاب. وسنتحدث لاحقاً عن كتابة الملخصات.
5. اختبر نفسك (Test): لتتأكد من استيعابك للموضوع، أجب على الأسئلة التي وضعتها مسبقاً من ذاكرتك وبأقل إستعانة ممكنة بالملخص الذي قمت بعمله. في حالة عدم قدرتك على الإجابة سواءاً من الذاكرة أو الملخص، قد يعني ذلك بأنك لم تستوعب الموضوع جيداً، ولم تكتب ملخصاً مفيداً. أعد قراءة القطعة المتعلقة بتلك المعلومة، وقم بالإضافات اللازمة على ملخصك.