الوظيفة (Job) هي أي عمل أو مهمة تقوم بها لنفسك أو لطرف آخر سواء أكان ذلك بمقابل مادي أو تطوعاً. من الأمثلة على الوظائف:
- عملك الحر في تصميم مواقع، وتلاحظ أنك قد تقوم بالحصول على مردود مادي من الإعلانات في الموقع أو قد تقوم بذلك بقصد نشر العلم أو كهواية.
- توظيفك من قبل شركة للإشراف على بوابتهم الإلكترونية، وهنا أيضاً من الممكن أن يكون عملك بمقابل كأن تستلم راتباً من رب العمل، أو بدون راتب كأن يكون العمل خيرياً.
- الوظيفة غالباً ما تكون عملاً لا يحتوي على تحدي، مجرد القيام بمهام للحصول على راتب في نهاية الشهر، مما يساعدك على تسديد الفواتير وتوفير الطعام لك ولأهلك.
المهنة (Career) عمل يحتوي على الكثير من التحدي، وبالتالي ينتج عنه رضا وسعادة ذاتية عند الإنتهاء من المهام المتعلقة بالمهنة. وهناك ثلاثة عناصر مهمة تساعد في التفريق بين المهنة والوظيفة، وهي:
- الإنجاز والتقدم، بمعنى أن الأعمال التي تقوم بها في مهنتك تساعدك في التقدم والإنجاز، سواء في السلم الوظيفي أو المعرفة العامة في مجال العمل. على عكس الوظيفة والتي تكون الأعمال فيها عبارة عن تكرار أشبه بالسير في حلقة مفرغة.
- التخصص، بمعنى أن أعمالك تسير مجال تخصص واحد تختاره لنفسك، مثلاً تختار لنفسك مهنة في مجال البرمجة، أو في مجال الطب.
- مجموعة من الوظائف على مدى حياتك المهنية، أي أن المهنة قد تتشكل من مجموع الوظائف التي عملت بها على مدى حياتك لحين التقاعد. مثلاً قد تكون عملت في شركة لتكرير البترول لخمس سنوات، ثم انتقلت لشركة الكهرباء لعشر سنوات، ثم لمصنع للأغذية لأربع سنوات، وبالتالي حياتك المهنية كانت لـ 19 سنة في ثلاثة شركات.
- المهنة لتكون مهنة لا يعني أنك يجب أن تحقق العناصر السابقة كلها. فهذه العناصر فقط للمساعدة في التمييز بين المهنة والوظيفة.
إدارة المهنة، هي تخطيط وتشكيل خط المهنة الذي تسير عليه، سواء أكان هذا التخطيط منك شخصياً أو من الشركة التي تعمل لديها. بمعنى آخر، عندما تبدأ وظيفتك الأولى، أنت أو الشركة لديكم تصور عن الطريقة التي ستتطور بها وستحصل على ترقيات من خلالها. ذلك عادة ما يكون بالتدريب، الإشراف، التعليم، تغير المهام. مثلاً، بعد أن تخرجت من الجامعة وقُبلت في شركة ما، تطورك المهني في الشركة يكون كالتالي:
- الأسبوع التحضيري (تدريب)، لتتعلم آلية وأنظمة الشركة.
- العمل لستة أشهر تحت (إشراف) أحد الموظفين.
- بعد سنتين عرض عليك حضور دورة تدريبة في مجال عملك، (تعليم).
- بعد أربع سنوات تمت ترقيتك لمدير قسم (تغيير المهام).
- على عكس الوظيفة المؤقتة، أو العمل الجزئي. ففي هذه الحالة أنت فقط تعمل، ولا يوجد هناك خطة لتطوير أو إدارة مهنتك.
هناك عدة أساليب لإدارة المهنة، ولعل أهمها:
- الأسلوب التقليدي.
- الأسلوب الحديث
- أسلوب البروتين.
هنا نعود إلى حديث الأخ الذي ذكر شركة أرامكو وتلبية الإحتياجات الرئيسية للموظف. الأسلوب التقليدي، يمثل بشكل عام طريقة الشركات الكبيرة كأرامكو مثلاً، والتي تتولى فيها الشركة مسألة إدارة مهنة الموظف بشكل كامل. فكل ما على الموظف في الشركة تأدية المهام المطلوبة منه على أتم وجه، والشركة ستخطط وتوفر له الفرص التدريبية حسب إحتياجاتها. وبطبيعة الحال، إذا بقي الموظف يعمل لدى الشركة مدى حياته المهنية، فإنه سيحصل على ترقيات وعلاوات جيدة بتقاعده.
الأسلوب التقليدي وبسبب الضغوطات الإقتصادية والإجتماعية بدأ بالتغيير والتحول، وبالتالي ظهر الأسلوب الجديد. “وفي الواقع يمكن ملاحظة هذا التغيير على آلية عمل الشركات الكبيرة كأرامكو مثلاً في السنوات الأخيرة”. الأسلوب الحديث يقوم على الشراكة بين الموظف والمؤسسة في مسألة إدارة المهنة، فبعكس الأسلوب التقليدي، على الموظف أن لا يتوقع أن تقوم المؤسسة بإدارة مهنته بشكل كامل. الشركة، توفر الأدوات والمصادر التي تساعد الموظف على تطوير مهاراته. كأن تسمح له بأخذ إجازة للدراسة، أو السماح له بتغيير دائرته الوظيفية لإكتساب خبرات إضافية.
أحد أحدث الأساليب وهو أسلوب البروتين، وكلمة البروتين هنا مأخوذة من بروتيوس، الأسطورة اليونانية صاحبة الأوجه المتعددة. في أسلوب البروتين لإدارة المهنة يكون الموظف، وحده المسؤول عن إدارة مهنته، وبذلك هو المسؤول عن الإشراف على نفسه، تطوير مهاراته، تدريب وتعليم نفسه، وتغيير مهامه لإقتناص الفرص. معنى ذلك:
- الموظف سيكون مسؤولاً عن الإشراف على نفسه، بإمتلاك خطة واضحه، وهدف يسعى للوصول إليه.
- الموظف سيطور مهاراته، وذلك بإمتلاك مهارات عديدة، تساعده على التكيف مع التغيير في مجال عمله.
- الموظف سيدرب ويعلم نفسه، بمعرفته لهدفه سيعرف الموظف ماهي الدورات أو العلوم التي يحتاجها لبلوغ هدفه.
- وأخيراً الموظف سيغير وظيفته من أجل اقتناص فرص تطوير مهنته.
- والآن أعتقد أنكم تلاحظون العلاقة بين الإسطورة بروتيوس وأسلوب البروتين. فكما أن الأسطورة لها عدة أوجه، الموظف يجب أن يمتلك عدة أوجه، تعبر عن مهاراته، يستطيع من خلالها إقتناص الفرص والعمل في مجالات عدة، لتحقيق هدفه المهني.