المراجعة للإختبارات تعني إعادة دراسة النقاط المهمة، والتأكد من فهمها بشكل جيد، لتذكرها أثناء الإجابة على أسئلة الإختبار. وإذا ما نظرنا إلى المصادر التي تحصل منها على النقاط المهمة، ستجد بأنها:
- الكتاب أو المقرر الدراسي.
- ما يشرحه المحاضرة خلال الحصة الدراسية.
كلا المصدرين يكمل أحدهما الآخر، الكتاب الجامعي ضخم، ويحتوي على المهم وغير المهم من المعلومات، بالتالي الإعتماد عليه لوحدة ليس بفكرة جيدة. أما المحاضرة، ففيها سيركز المحاضر أهم النقاط، وسيناقش أفكار ويتفاعل معك، ولكن المشكلة هنا أنه من السهل نسيان ما يقوله المحاضر، وأيضاً، قد ينسى المحاضر ذكر نقطة مهمة من المقرر أو لا يجد الوقت الكافي لشرحها بالشكل المطلوب. سيكون عليك كطالب الإستفادة من تلك المصادر إلى أقصى درجة، لضمان عدم تفويت أية معلومة مهمة، وذلك مع الإستفادة القصوى من الوقت. السبيل إلى ذلك يكمن في كتابة المذكرات الجيدة، ثم استخدامها كنواة لإعداد الملخصات.
أثناء المحاضرة سيتحدث المدرس لمدة ساعة أو أكثر، خلالها سيعطيك زبدة الموضوع وسيركز على الأمور الهامة، ولكنه في الوقت ذاته سيستطرد ويجيب على بعض الأسئلة وفي حالات كثيرة سيذكر أكثر من مثال للتوضيح. لذلك، كتابة كل ما يقوله المدرس أمر صعب، وغير عملي، ومن الخطأ الإعتقاد بأن المذكرة الجيدة هي التي تحتوي على كل ماقاله المدرس. لأنك مهما بلغت سرعة كتابتك، وقدرتك على نسخ ما يقوله المدرس، فإنك لن تتمكن من استيعاب وفهم ما يقال في المحاضرة. وفي النهاية الفهم هو السبب الذي من أجله حضرت للجامعة، وإلا فإنه بإمكانك الإكتفاء بالحصول على مذكرات زملائك أو قراءة الكتاب، ولا حاجة لك للدراسة والإلتزام بالحضور للمحاضرات.
عند كتابة المذكرات تبرز أهمية التحضير والقراءة الإستطلاعية المسبقة لمادة المحاضرة. فمن خلالها، ستتعرف على النقاط المهمة والمعقدة، والتي سينبغي عليك التوقف عن القيام بأي شيء، وإعطاء المدرس 100في المائة من تركيزك وإنصاتك. أيضاً ستتعرف على النقاط التي لم تشرح أو تذكر في المقرر الدراسي، لتكتبها. هذه الأفكار، قد يقول لك البعض بأنها خارج المنهج ولن تختبر فيها، أحياناً هذا صحيح، ولكن في حالات عديدة، يمكنك إستخدام هذه الأفكار في محاولة فهم فكرة من زاوية أخرى، أو تطبيق نظرية بطريقة غير تقليدية وغير موجودة في الكتب، يحدثك المحاضر عنها من واقع خبرته وتجربته في التخصص.
عند كتابتك للمذكرة، تذكر دائماً أنك أنت من يكتبها، يقرأها، ويقيمها. لا يهم شكل المذكرة، أو أسلوب وطريقة كتابتك فيها بقدر أهمية قابليتها للإستخدام، وجودة المعلومات التي ستتمكن من إستخلاصها منها. لا تضيع وقتك بمحاولة تحسين خطك، أو في استخدام الألوان. التنظيم جيد، ولكن لا يكون على حساب اصغائك للمحاضر، أو تفويتك لكتابة معلومة مهمة في مذكرتك. في كل الأحوال، بعد إنتهاء المحاضرة يمكنك دائماً تبييض ما كتبته من مذكراتك وتنظيمها بشكل جميل ومرتب، وسيكون هذا محور حديثنا عند إعداد الملخصات. أما لكتابة مذكرات جيدة، فأنصحك بإتباع الإرشادات التالية:
حضورك للمحاضرة أشبه بإستماعك لشخص يروي لك قصة عن الفيل، وانت لم ترى فيلاً في حياتك. قد يذكر لونه ويصف شكله وخرطومه ويبين لك مدى ضخامة حجمه، ثم ينطلق في أحداث القصة. ولكن، الكثير من الناس لا يجيدون التوصيف، وفي كل الأحوال، مهما كان الشخص الذي أمامك متقناً للشرح، إلا أن الصورة وأحداث القصة لن تكون واضحة لديك ما لم تمتلك تصوراً مسبقاً جيداً عن بطل القصة، الفيل. وقد يضيع صاحبك الوقت محاولاً توصيف الفيل، والعبرة من حديثه كانت في ذكر القصة، التي قد لا يجد متسعاً كافياً لذكر تفاصيلها.
لذلك قبل حضورك للمحاضرة ، احصل على كل ما تستطيع الحصول عليه، ويسع وقتك للإطلاع عليه من مواد ستستخدم في الشرح. هناك على سبيل المثال، شرائح العرض التي سيستخدمها المدرس في شرحه، الملاحظات التي قد ينشرها المدرس قبل المحاضرة في الإنترنت، أهداف المحاضرة، النقاط الرئيسية والفرعية للدرس وملخص الدرس التي تجدها في المقرر الجامعي. وبالطبع سيكون من الجيد أن تحدد درجة صعوبة المادة، وكثافة ما يشرح في كل حصة، لتقرر حينها أولوياتك، وكمية الوقت الذي تحتاجه كل مادة. وعندما لا تجد متسعاً من الوقت للتحضير لجميع المواد، حضر للمواد الصعبة.
التحضير الجسدي والمادي لا يقل أهمية عن التحضير العلمي، فقراءتك وتحضيرك الجيد للمواد، لن يفيدك إن حضرت وأنت متعب، جائع، أو نسيت إحضار قلم للكتابة. عوّد نفسك على أن تأخذ قسطاً كافياً من النوم، إستيقظ باكراً، وتناول فطوراً صحياً. اختيار المكان المناسب في القاعة أيضاً مهم، وسيفيدك هنا الحضور المبكر، اختر مكاناً تشعر فيه بالراحة، بعيداً عن الإضاءة القوية أو الضعيفة، يمكنك منه الإستماع لما يقوله المدرس بشكل جيد. وأيضاً أنا أفضل اختيار مكان لا يقع ضمن حدود المسح البصري الدائم للمحاضر. لاحظ حركة عين المدرس أثناء إلقائه للدرس، وقوعك الدائم في تلك المنطقة يعني أنه سيرصد جميع حركاتك، وأي تصرف خاطئ منك سيلاحظ. لا تجلس في آخر الفصل، فهذا المكان سمعته سيئة، ولا تجلس في الصف الأول، فالطلبة فيه دائماً ما يكونون ضحايا للأسئلة المفاجئة، حاول أن تجلس في أحد جوانب المنتصف المتقدم.
الإستماع للمحاضر أثناء إلقاءه للمحاضرة عملية بسيطة ويتقنها جميع الطلبه، ففي الإستماع أذنك تلتقط ما يقوله المحاضر، ولا يعني ذلك بأنك تفكر أو تستوعب ما يقوله. أما عملية الإنصات فهي أشد عمقاً، وقله هم من يتقنونها. فيها ستركز إنتباهك وتقوم بتجميع المعلومات ومعالجتها وتحليلها، وبالتالي ستتمكن من الخروج بإستنتاجات، وتساؤلات تُفعّل عقلك، وتجعلك تبحث عن الإجابة فيما يقوله المحاضر. أيضاً في الإنصات، أنت تستخدم أكثر من حاسة السمع، فعقلك يعمل، يخزن ويحلل، عينك تنظر إلى المدرس، جسدك يوحي بأنك مستفيق ومتحمس لإستماع المزيد من المحاضر، يدك تسجل النقاط المهمة، وحين يُفتح المجال للنقاش، فإنك لن تجد مشكلة في طرح نقاط وأفكار توحي للمدرس إستيعابك لما قاله للتو.
إتقان عملية الإنصات تحتاج للممارسة، والمحاولة، لذلك لا تستعجل. معرفة الفرق بين الإستماع والإنصات، هي البداية، واجعل هدفك أن تركز مع المدرس، ولا تنسى أن التحضير العلمي والجسدي والمادي، سيفيدك هنا.
كتابة المذكرات ليس تفريغ لما يقوله المحاضر، بل كتابة أهم ما يذكره المحاضر من أفكار وتوضيحات للنقاط الغامضة لديك. المهم من حضور المحاضرة الإندماج مع المدرس، والتفاعل مع التحديات الفكرية التي يطرحها. لذلك، احرص على التقليل من الكتابة بقدر المستطاع، بإستخدام الإختصارات، والرموز. أو استأذن المدرس في تصوير السبورة. ولا تنسى بأنك تستطيع الإضافة والتعديل على المذكرة، فور انتهاء المحاضرة وقبل أن تضيع تفاصيل الأفكار من ذاكرتك.
فور إنتهاء المحاضرة، أفكار كثيرة ستكون حاضرة في ذهنك، وإن لم تكن مستوعباً لموضوع المحاضرة، فإن عقلك مستعد للربط بين الأفكار وتكوين فهم. هذه الحالة من التأهب الذهني ستتلاشى إن تركت مذكراتك ولم تدون ملاحظاتك عليها، وأجلت ذلك لحين المراجعة النهائية للإختبار. للتغلب على تلك المشكلة، وللإستفادة القصوى من حضورك وشرح المحاضر، سيكون عليك تعويد نفسك على روتين يومي أو أسبوعي لتبييض المذكرات، تصحيح الأخطاء في النقل، وإضافة ملاحظاتك والأفكار المهمة، مما لم تجد الوقت لكتابته أثناء المحاضرة. ولتوفير الوقت، قد يكون من الجيد إعتبار هذا التبييض، جزء من إعداد الملخصات للمراجعة. أيضاً، إعداد هذه الملخصات، سيعينك على التحضير للمحاضرة التالية، فأحياناً، قراءة الدرس الأخير مفيد للربط بين أفكار فصول المقرر، وتشكيل فهم شامل للمنهج. لا تتردد في عرض ملخصك على المحاضر، ومناقشته في الموضوع. هناك أنواع وأشكال عديدة للملخصات، سأذكر أشهر ثلاثة أساليب منها، اكتشف أيها يناسب طريقة تفكيرك لتستخدمه في إعداد ملخصات المواد:
الملخصات في هذا الأسلوب، تكتب على هيئة نقاط وأرقام، سرداً، كصفحة من كتاب. من مميزات هذا الاسلوب، أنه يمكنك من تمييز الأفكار المهمة بسهولة ودون الحاجة للتخطيط أو التلوين، من السهل الإضافة والتعديل على الملخص. ويعيبه أنه ممل في القراءة، وقد يدفعك لنسخ العبارات من الكتاب أو المذكرة.
البعض يفضل، ويتمكن من تذكر الأفكار بشكل أفضل في حالة رسمها على هيئة خريطة ذهنية. وفيها يتم التعبير عن الفكرة والربط بين المواضيع بالرسم. من مميزات هذا الاسلوب، أنه مرن ويمكنك من تبسيط الأفكار ووضعها في كلمات عددها قليل، يمكنك من فهم العلاقة بين الأفكار والربط بينها بشكل منطقي، ويمكن التعديل والإضافة عليه بسهولة. أما العيوب فهي الصعوبة في بعض الأحيان في تحديد ترتيب الأفكار، وفي إمكانية أخذه لمساحة كبيرة من حجم الصفحة.
تقسيم الصفحة إلى ثلاثة أقسام، القسم الأيمن يكون للتساؤلات والتعليقات، القسم الأيسر للتلخيص، والقسم الأسفل للاستنتاجات. من مميزات هذا الأسلوب، أنه واضح ومنظم، ومن السهل قراءته والكتابة فيه، قراءة الأسئلة والإستنتاجات تساعدك للتأكد من تذكرك واستيعابك للموضوع. أما عيوب هذا الأسلوب أن التعود عليه وإتقانه يأخذ بعض الوقت، وقد يغريك لكتابة الكثير، وتكرار المعلومات، في الأجزاء الثلاثة.