التواصل في الجامعة أو الأكاديمي بشكل خاص، يتم بطريقة مختلفة عن التواصل الغير رسمي والذي تعودت عليه من خلال الكتابة لأصدقائك أو التحدث معهم عن أفكارك. استخدام مهارة التواصل العلمي لن يتوقف بتخرجك، بل ستستخدمه في عملك، وفي حياتك الخاصة بعد التخرج إن شاء الله تعالى. ولذلك سنوات الدراسة في الجامعة، فرصة للتجربة وتعلم مهارة التواصل لإتقانها بشكل جيد، مما سيساعدك على التميز في حياتك مستقبلاً.
التواصل الأكاديمي يمتاز بالوضوح والبساطة، والبعد عن التكلف والمبالغة في استخدام البلاغة الأدبية. الفكرة الأساسية للموضوع تكون واضحة من البداية، فلا يتم إخفاءها أو تأخير طرحها. فيتم استخدام مقدمة لإعطاء القارئ الفكرة الرئيسية للبحث أو المقال من البداية وبشكل واضح، لعدم إضاعة وقت القارئ وليكون قرار المتابعة أو التوقف بيده، أيضاً، لتسهيل عملية استيعاب الفكرة وضمان وضوحها، يتم تقسيم الفكرة إلى عناصر ونقاط فرعية، والتحدث أو الكتابة عن كل عنصر والإشارة عند الإنتقال للعنصر التالي. فلا يكون هناك تداخل بين الأفكار، لكي لا يتشتت المتلقي ويعرف بشكل جيد عما تتحدث الآن، وعما ستتحدث لاحقاً، وماعلاقة هذا العنصر بموضوعك.
سيتم تقييم بحثك أو المادة التي تعرضها بناءاً على وضوح الأفكار، وترتيبها بشكل جيد ومنطقي، وإلتزامك بتوجيهات المدرس حيال التنسيق وشكل البحث، وحجمه. تلك التوجيهات التي سيعطيك إياها المدرس، هي الأساس الذي ينبغي عليك الإلتزام به، أثناء كتابة البحث. ولكل الأشياء التي قد لا يذكرها المدرس في طلبه، سنتحدث في هذا الفصل عن: قراءة السؤال والإستعداد للإجابة عليه، كتابة مقال، و الخطابة والإلقاء.