هناك علاقة قوية بين وضع الأهداف وتحفيز الذات على العمل لبلوغ تلك الأهداف. أي أنك فقط بوضوع تلك الأهداف أنت توجد المحفز لنفسك على العمل. سبق لنا التحدث عن موضوع الأهداف الذكية (SMART) في مقال سابق، ولكن هل وضع الأهداف الذكية يكفي، أم أنك تستطيع تطوير صياغتك لأهدافك. الدكتور إدوين لوك اجرى عدة دراسات، واستنتج منها أن هناك علاقة قوية بين مدى وضوح وصعوبة الهدف، ودرجة أداء الأشخاص عليه. أي الهدف كلما كان أصعب وفي الوقت ذاته واضحاً، فإن أداء من يعمل عليه يكون أكفأ. بعد نشر الدكتور لوك لبحثه بسنوات، قام هو بالتعاون مع عدد من الباحثين بتطوير نظرية (وضع الأهداف وأداء المهام).
ليكون الهدف محفزاً، يجب أن يحمل الخواص الخمس التالية:
- الوضوح.
- التحدي.
- الإلتزام.
- التغذية الراجعة (Feedback).
- التعقيد.
الهدف الواضح هو عكس الهدف الغامض أو الغير محدد. وهنا يمكنك مراجعة ما تحدثنا عنه في الأهداف الذكية، حيث ذكرنا بأن الهدف يمكن تحديده من خلال اكتشاف ما نرغب بتحقيقه، ولماذا نرغب بتحقيقه، وكيف سنعمل على تحقيقه، ومن سيساعدنا، وأين سنعمل على تحقيقه. وأيضاً لا تنسى أن تحاول إيجاد آلية لقياس الإنجاز، وكذلك تحديد وقت للبدء والإنتهاء من الهدف.
الناس بطبيعتهم يحبون التحدي، وحينما يكون هدفك صعباً، وربما في عين الآخرين مستحيلاً. أنت توقد في نفسك شعلة الحماس للعمل، ومحاولة إثبات أنك قادر على إنجاز مع عجز معظم الناس عنه. لا تنسى أن الحد الفاصل بين التحدي والمستحيل صعب ملاحظته، وكما أن الهدف الذي يتحداك يحفزك، فإن عدم إنجاز الهدف المستحيل سيتسبب بإحباطك عن العمل.
سواء أكان هذا الإلتزام بين المدير والموظف، أو إلتزام بينك وبين نفسك، ليكون هدفاً محفزاً يجب أن يكون هناك إلتزام تجاه القيام بالواجبات المطلوبة منه. الإلتزام بينك وبين طرف آخر، يعني بأنك ستشرك الطرف الآخر في تحديد الهدف، وخطوات إنجازه وموعد تسليمه. وحينما تكون القنوات مفتوحة والمجال للمفاوضة والأخذ والرد متاحاً، فإن الهدف لن يكون واضحاً للطرف الآخر، بل هو يعلم في قرارة نفسه بأنه ملتزم بإنجاز ما وعد وما اتفق معك عليه.
العمل على الأهدف عملية متواصلة لحين تحقيقه، ولذلك فإن المراجعه، التقييم، والتصحيح عمليات يجب عدم إغفالها. وهنا أيضاً الأمر سيان سواء أكنت تعمل على الهدف لوحدك. أو أنك تعمل عليه مع طرف آخر. ستحتاج للتغذية الراجعة لمراجعة التوقعات، تصحيح صعوبة الهدف والوقت اللازم للعمل عليه.
ملاحظة درجة تعقيد المهمة أو الواجبات المطلوبة لبلوغ الهدف، أمر مهم وعلى علاقة مباشرة بصعوبة الهدف. لكن لا ينبغي أن تترك الأمور المعقدة دون دراسة وتحليل، أو على أقل تقدير إعطاء نفسك أو من تعمل معه وقتاً إضافياً لتفكيك المهمة واستيعاب تفاصيلها قبل البدء عليها. هذا الأمر يجب أن يتم بشكل مبكر، وفي المراحل الأولى من استلام المهمة، كون غموض وتعقيد المهمة في حالات كثيرة، يتسبب في تأجيل البدء على العمل، إلى اللحظة التي يصبح فيها تسليم العمل في الوقت المحدد أمراً مستحيلاً.