جاسم الهارون

مقالات المهارات

كتابة المقدمة والخاتمة



المقدمة والخاتمة مهمة جداً للبحث سواء أكان البحث واجب جامعي أو لتقرير أو مقال تنشره في مجلة. كون المقدمة تجذب القارئ وتدعوه لمتابعة قراءة بحثك، وإذا كان هذا القارئ مدرسك فلابد وأن المقدمة الجيدة ستعطيه إنطباع جيد عن تقريرك مما سينعكس في تقديره لبحثك. أما الخاتمة فلها أهمية في إبقاء وجهة نظرك في عقل القارئ، وتساعدك على طرح تساؤلات تبقى في ذهنه حتى بعد انتقاله لعمل شيء آخر.

شخصياً أفضل تأجيل كتابة المقدمة والخاتمة لحين إنتهائي من كتابة جميع الفقرات. وذلك لأن الأفكار في الغالب ستتغير أثناء كتابتي، وأيضاً الصورة الكبيرة قد لا تتضح بشكل جيد إلا بعد إنتهائي من جميع الفقرات. فقط حينها أحاول التلخيص وجمع الأفكار، وعادة ما أشعر بأن عملية كتابة المقدمة والخاتمة ستكون أسهل وأسرع.

كتابة المقدمة

المقدمة تنقسم إلى ثلاثة أقسام وهي:
1. تقديم وتحضير القارئ لفكرة بحثك.
2. استعراض فكرة بحثك، أو وجهة نظرك.
3. استعراض الطريقة أو الأفكار التي من خلالها ستثبت وجهة نظرك.

عندما يبدأ القارئ بقراءة أول سطر من مقالك، بالتأكيد سيرغب بأن يأخذ فكرة عامة عما ستتحدث عنه. الدخول في الموضوع مباشرة غير جيد، وفي نفس الوقت المقدمة الطويلة جداً غير مناسبة. لذلك يجب أن تكون مقدمتك وسطاً بين ذلك. فلو كان بحثك عن (أهمية محطات التحلية في المملكة العربية السعودية)، لا تبدأ المقدمة بجملة عامة جداً كأن تبدأ مقدمتك قائلاً: (الماء مهم لحياة الناس، فقد قال تعالى: +وجعلنا من الماء كل شيء حي”…)، ولا تدخل إلى الموضوع مباشرة كأن تكتب: (محطات تحلية المياة في السعودية توفر للمجتمعات الكثير من المياة الحلوة…). لكن استخدم عبارة متوسطة كعبارة: (المياه المحلاة نعمة قد يغفل عنها الكثير من الناس، ففي المملكة العربية السعودية عاش غالب الشعب حياته متنعماً بالماء الحلو. ولأنهم تعودوا منذ الصغر على سهولة الحصول على الماء الحلو، وربما لم يتذوقوا المشاق التي يعانيها سكان الدول الفقيرة، يغفل الكثير عن الجهة المسؤولة عن تحلية المياه وأهميتها في حياتهم). هذه العبارة يجب أن تليها عدة عبارة آخرى تسير بالقارئ إلى أن يصل إلى العبارة التي تحمل فكرتك الرئيسية أو أطروحتك. طبعاً عدد العبارات والجمل يجب أن يتناسب مع عدد الكلمات التي تود الوصول إليها، وهذا سبق لنا الحديث عنه.

بعد الجمل التمهيدية يجب أن تذكر الجملة التي تحمل الفكرة الرئيسية لمقالك، ويجب أن تكون واضحة ومباشرة. وبعدها بشكل عام، تسرد كيف ستشرح الفكرة وستصل بالقارئ إلى استنتاجك. يمكنك في هذا الجزء ذكر الأفكار الفرعية أو أقسام بحثك إن رأيت أن الأفكار الفرعية لبحثك كثيرة وستأخذ حجماً كبيراً من المقدمة.

[جمل تقديمية وتحضيرية] في هذه الأيام، يصعب العثور على طالب لم يستخدم الإنترنت في حياته. فقد اصبح الانترنت أحد أهم أعصاب الحياة المتحضرة. وعلى الرغم من أن معظم مستخدمي شبكة الإنترنت يستخدمونها للترفيه والتسلية أو التواصل مع الأصدقاء، هناك مجالات عديدة مفيدة وعملية قد لا يعلمون عنها. [الفكرة الرئيسية للبحث] هذا البحث سيثبت أن الإنترنت يسهل على الطلبة القيام بأعمالهم اليومية. وعلى الرغم من أن فوائد الإنترنت قد تشمل شتى نواحي الحياة، لجميع المراحل العمرية، سيكون تركيز هذا البحث على المجال الدراسي وللطلبة الجامعيين. [الأفكار الفرعية للبحث] ستكون النقاط الرئيسية للبحث كالتالي: اولاً، التعريف بالأدوات والخدمات التي يمكن استخدامها كمحركات البحث، البريد الإلكتروني، المنتديات وغرف الدردشة، وما استجد في الفترة الأخيرة من أدوات. ثانياً، المميزات التي أضيفت إلى التواصل مع المدرس والزملاء كإمكانية الإتصال السريع والشخصي مع المدرس، الساعات المكتبية وغرف الحوار، الإجتماعات عبر الإنترنت والفصول التخيلية، والإستفادة من خبرات الخريجين. أخيراً، المميزات التي أضيفت للبحث الموضوعي والواجبات وفيها امكانية استخدام موقع ويكي للعصف الذهني، اجراء الإستفتاءات، ضمان الصراحة وسهولة الوصول للشرائح المستهدفة، وسهولة الإتصال بالباحثين والمتخصصين.

كتابة الخاتمة

الخاتمة لا تختلف كثيراً عن المقدمة، وستلاحظ هذا عندما تتعرف على أقسامها، وهي ثلاثة:
1. جملة استنتاجية، تذكر فيها (الفكرة الرئيسية للبحث) وأنه قد تم استنتاجها.
2. تذكر الأشياء التي ساعدتك لبلوغ ذلك الإستنتاج، بمعنى آخر تذكر الأفكار الفرعية.
3. أخيراً تختم بعبارة تفاؤلية أو تساؤل يبقى في ذهن القارئ.

قد لا يهم ترتيب أقسام الخاتمة، ولكن القسم الثالث يفضل أن يكون الأخير دائماً. ومن المهم أن لا تذكر في الخاتمة معلومات وحقائق جديدة لم تطرحها في بحثك.

[جملة إستنتاجية] مما سبق يمكن استنتاج أن الإنترنت مكن الطلبة الجامعيين من القيام بأعمالهم الدراسية اليومية بشكل أسهل. [جمل تؤكد استنتاجك] فالإنترنت وفر أدوات عديدة للمستخدمين منها محركات البحث، البريد الإلكتروني، المنتديات وغرف الدردشه، هذه الأدوات وغيرها مما أستجد ويستجد في الإنترنت لم تسهل على الطلبة القيام بواجباتهم فقط، بل مكنتهم من أداء العمل بشكل أفضل. ذلك كان ممكناً لمزايا عديدة يمكن بلوغها باستخدام الأدوات السابقة. في هذا البحث تم التحدث عن المميزات التي أضيفت للتواصل مع المدرس والزملاء، وللبحث والكتابة الموضوعية وأداء الواجبات. [جملة تفاؤلية] قد يصعب التكهن بما سيستجد من خدمات في الإنترنت، ولكن بكل تأكيد سيصب ذلك في مصلحة الطالب وتسهيل عملية التعلم.