جاسم الهارون

دليل الطالب الجامعي

“أي شخص بإمكانه إتقان شيء واحد، لو حاول تعلم الكثير، فلن يتفوق في أيها!” – أفلاطون



أول قرار يجب عليك التفكير فيه قبل اختيار الجامعة، هو اختيار التخصص. فالخيارات أمامك عديدة وأحياناً متقاربة، وهذا القرار لن يكون مؤقتاً بسنوات دراستك في الجامعة، بل سيبقى معك حتى بعد تخرجك. حينها إما أنه سيساعدك، أو سيحد من قدرتك على بلوغ طموحاتك وتحقيق أحلامك. على الرغم من أنه بإمكانك تغيير تخصصك أثناء دراستك، ونسبة الطلبة الذين يفعلون ذلك ليست قليلة، لا ينبغي أن تترك مكاناً للخطأ في إتخاذ هذا القرار. تغيير التخصص قد يعني تأخرك عن موعد التخرجك، انخفاض معدلك العام، أو تكاليف إضافية تتكبدها أنت أو من يدعمك. فالجامعة حين تسمح لك بتغيير التخصص، لن تمحو المواد التي درستها في تخصصك القديم من سجلك الأكاديمي، وإن كانت درجاتك فيها منخفضة، ستصعب من مسألة رفع معدلك. وأيضاً، خطة تخرجك الجديدة، ستحتوي على مواد إضافية.

اختيارك للتخصص، يعني بداية طريق ومشوار جديد في حياتك. درجة نجاحك وإبداعك في المستقبل، ستكون مرتبطة بحبك للتخصص وتوافقه مع قدراتك ونقاط قوتك الشخصية. فالجامعة حين تمنحك شهادة في تخصص ، لا تعني هذه الشهادة نهاية مرحلة التعلم، بل تعني بأنك خطوت الخطوة الأولى في طريق الإتقان والمعرفة. وتعلمت الأساسيات والأسرار لهذا المجال، وللتفوق فيه، سيتوجب عليك مواصلة السير، والقراءة والبحث عن التجارب، والمستجدات والتطورات في تخصصك. وصدقني، ما لم تعشق تخصصك لن يكون هذا بالأمر السهل. التكنولوجيا الحديثة، جعلت تحديث العلوم يتم بسرعة لم يعهد لها مثيل في التاريخ، فمعظم العلوم تتجدد كل أربع سنوات. هذا يعني أنك لو تخرجت من الجامعة، وأمضيت عدد من السنوات دون أن تقرأ، أو تمارس الأساليب الجديدة في تخصصك، ستصبح جاهلاً فيه.


الصفحة السابقة

أمور مهمة في إدارة الوقت

الصفحة التالية

اختيار التخصص