جاسم الهارون

المدونة



العبارة أعلاه، اقتبستها من آخر مقال نشره الأستاذ أشرف فقيه في مدونته. موضوع تلك التدوينة كان سببه استغراب الأستاذ فقيه من نتائج مسابقة أرابيسك لأفضل المدونات العربية. حقيقة شاطرت الأستاذ فقيه ذات الإستغراب، كون قائمة المدونات المرشحة خلت ممن كنت أظن أنهم يستحقون الترشح سواءاً من قدماء المدونين، أو ذويي الأقلام المميزة. ولا يعني ذلك أن جميع القائمة المرشحة كانت فاسدة بنظري ولا تستحق الترشيح. لن أذكر من يستحق اللقب ومن لا يستحق، فأنا لست أهلاً لتقييم الآخرين ورأيي سأتحفظ به لنفسي.*

شاركت كغيري في مسابقة أرابيسك، وقد تكون عزيزي القارئ أحد المشاركين أيضاً، ولم أوفق للتأهل. شعرت بالإحباط.. نعم! لكن عدت وتذكرت، أن هذه المدونة لم أفتتحها من أجل جائزة، أو شهرة.. بل لمشاركة الآخرين في تجاربي، ولتطوير مهاراتي الكتابية والبحثية. وفوق هذا كله، هي مسابقة، لن يكون هناك فائز مالم يكن هناك خاسر. وأن أكبر جائزة ممكن أن يحصل عليها المدون أو الكاتب ليست مبلغ مالي يُصّرف أو جهاز حاسوب يستهلك. بل بكم أنتم يامن تقرأون المقالات، وتفرحون وتحزنون معي.

لنفسك!

عندما تمارس أي عمل في الحياة، ستواجه النقد، وقد يقوم الآخرون بإصدار الأحكام في حقك. هذه الأحكام غالباً ما ستكون سلبية في نظرك، لأن دواعي المدح والتشجيع غالباً ما تكون أقل من دواعي الذم والتحبيط. تذكر دائماً أن معظم الناجحين قوبلوا في بداياتهم بالتهكم ومحاولات لثنيهم عن السير في الطريق الذي إختاروه لأنفسهم. ولكن ما فرق وميز هؤلاء الناجحين عن غيرهم، أنهم كانت لهم عزيمة، ولم ينتظروا الشكر والتمجيد من الناس. بل تركوا بصمات، بقيت ليتحدث عنها التاريخ. وقبل ذلك، لم يضيعوا الوقت بإحتقار أعمالهم، بل عملوا وعملوا حتى وصلوا إلى نتيجة.

للآخرين!

كنت قد احتفظت بتدوينة في المسودات لفترة طويلة، لم أنهيها، ولم أربط أفكارها أو أجد مناسبة تصلح لطرح هذه التدوينة. كنت قد عنونت لها بـ”آخر مرة قلت فيها شكراً”، فكرتها أنك في حياتك ستمر على الكثير من الناس، ممن يقدمون لك خدمات جليلة، أحياناً تنسيك فرحة الحصول على ما طلبته منهم، شكرهم ورد الجميل لهم. فلا تنسى أن تقدم لهم الشكر، ولا تكتفي بكلمة “شكراً” أو “جزاك الله خير”، بل تذكر جميلهم، حفزهم على المزيد من العطاء، وإجعل مافعلوه معك محفز لك على القيام بالمثل مع الآخرين.

إبدأ التغيير؟

أكتب رسالة شكر لمدرس أو شخص كان له تأثير على حياتك، وذيل رسالتك بأنك تتمنى أن يستمر على العطاء، وأن يمد تأثيره ليشمل أشخاص آخرين. أو اكتب وتحدث عن قصتك مع ذلك الشخص، وادعو الآخرين لأن يقتدوا بعمله، وذكرهم أنك لم تنسى جميلهم. والأهم من ذلك كله لا تنسى أن تدعو لذلك الشخص بظهر الغيب بالصحة والخير.

وبالنسبة لعالم التدوين، أكتب رسالة شكر للكاتب الذي تقرأ له وتتابعه، سواء بشكل خاص أو على صورة تعليق. حفزه لأن يستمر وذكره بأن هناك من يتابعه. ساهم معه بطرح الإستفسارات وأفكار تود منه أن يتحدث عنها. ادعم مدونته بالدعاية لها أو بالإقتباس من مواضيعه والإشاره لها.

وتذكر أنك ستبدأ اليوم بشكر هذا الشخص، الذي قد يحتاج لك اليوم، وغداً سيأتي من يشكرك. فهذه السنة الحسنة، تبدأها أنت اليوم، وغداً تجني حصادها.