جاسم الهارون

المدونة



من منّا لم يشاهد هذا الفيلم أو يقرأ الرواية، أو بأقل تقدير يسمع عنها. ما فعلته “جوين راولينق -كاتبة السلسلة-” يعتبر صرخة في مجال الأدب الإنجليزي. ونقله نوعية من طلاسم شكسبير أو الكلمات والمصطلحات التي أكل عليها الزمان وشرب، إلى بساطة الكلمة ووضوح التعبير، حوارات وأحداث صيغت بلغة يفهمها الطفل قبل الكبير. قبل أن استرسل، أنا لست ناقداً، وبالكاد اكتب كلمتين بالإنجليزي فلا يحق لي التحدث عن هذه الرواية.

شاهدت قبل فترة برنامجاً تلفزيونياً يتحدث عن تعليم الأطفال وتعليم المراهقين في الغرب. أختلفت آراء المتحدثين في البرنامج ولكنهم أجمعوا على أن رواية “هاري بوتر”، أجبرت “لم يقولوا البعض”، بل غالب طلبة المرحلة المتوسطة والثانوية على قرائتها. ومن لم يرى كتاب القصة، هو كتاب أشبه بالقاموس، عدد صفحاته يتجاوز الـ500 من الحجم المتوسط، والخط من الحجم الصغير.

ما شدّ الطلبة لم يكن حبكة الأحداث، ولا لأن القصة عن شاب في مثل أعمار القراء فحسب. بل لأن من لا يعرف قصة “هاري بوتر” في مجتمع المدرسة أصبح جاهلاً، أو لا يستطيع الإنسجام مع زملائه، ولا يقدر على الدخول معهم في نقاشات. بمعنى آخر، أصبح الطلبة يستخدمون إيحاءت وأمثلة من القصة، ومن لم يقرأ الكتاب، كأنه يستمع لأناس يتحدثون بلغة غريبة.

التدريس هو تسويق المعلومات للأطفال أو للمتلقين. والقاعدة الأولى في التسويق أن نعطي المستهلك ما يريده لا ما نريده نحن. بعض كُتّاب المناهج الدراسية، وضعوا المناهج التي قد تعجبهم هم، أو التي رأوا أنها مهمة للطلبة، وأغفلوا جانب عرضها بصيغة تحبب الطلبة في مناهجهم…

فلا عجب إن لم يحب الطلاب هذه المناهج!

*القصة فيها اساطير وسحر وأشياء مخالفة للعقيدة، القصد من الموضوع فكرة صياغة القصة وليس أحداثها.