جاسم الهارون

المدونة



قد ترى هذا السؤال بسيط، لكن لا تقفز إلى استنتاجات. توقف وفكر جيداً، الإجابة أعمق من مقولة لكي لا أحتاج للعمل، أو لتستمر علاقتي مع زملائي الذين يرغبون في الدراسة في الجامعة، أو لأن والدي يريدون مني الدراسة في الجامعة. قبل أن تبدأ الدراسة الجامعية، يتوجب عليك النظر والبحث في خفايا نفسك، لتتعرف على الأسباب الحقيقة الداعية لدخولك في المرحلة الجامعية. تلك الأسباب التي ستستمر معك طوال حياتك الجامعية وحتى بعد تخرجك. هذه الأسباب ليست جامدة غير قابلة للتغيير ويمكنك تغييرها أو تعديلها مع مرور سنوات الدراسة.

الأسباب الوهمية والتي تكون لمجارة زملاء أو إرضاء أشخاص، مع مرور الوقت، وحين تبدأ الدراسة بالتعقد والصعوبة، ستزول. وقد تبدأ بالشعور بالملل، زملائك الذين دخلت الجامعة من أجلهم، يتخصصون في تخصص لا ترغبه به أو يصعب عليك التخصص فيه، أو قد ينسحبون من الجامعة. وقتها ستتحول الجامعة من مكان جميل وملتقى للأصدقاء، إلى مكان موحش وممل. لذلك يجب أن تتعرف على الأسباب الحقيقة، والتي من أجلها دخلت الجامعة وبدأت الدراسة. والتي لن تزول بمرور الوقت. ولا تنسى أن تبقي هذه الأسباب دائماً نصب عينيك. فهي ما سيعينك على تجاوز الصعوبات وما سيحفزك للعمل حين تسوء الأمور.

لماذا تدرس في الجامعة؟

هذه الأسباب تختلف ولكنها تتفق جميعها في أنها أسباب شخصية، ونابعة من ذاتك، ليس لأجل أهلك أوأصدقائك. قد تكون مثلاً، لتعلم علم مفيد وممتع لك. مثلاً، أنت تحب مساعدة المحتاجين، لذلك تخصصك في التمريض أو الطب. سيعينك على تقديم هذا النوع من الخدمات للناس. ولو كانت البرمجيات وكتابتها تثير فضولك وتتمنى أن تفهم طريقة عملها وتكتب البرنامج الخاص بك، يمكنك التخصص في مجال البرمجة وتقنية المعلومات.

قد يكون السبب من أجل تحسين مستواك المعيشي، والحصول على وظيفة أفضل. لا يختلف إثنان أن حامل الشهادة الجامعية لديه فرص أفضل للحصول على وظيفة، وأيضاً وظائف الخريجين الجامعيين تأتي بمميزات أفضل ورواتب أعلى.

هل الجامعة هي الطريق الوحيد للنجاح؟

بالطبع لا، الجامعة تضعك على بداية الطريق للتفوق والتميز في حياتك. ولكن لا يعني حصولك على الشهادة أن جميع أبواب النجاح في الحياة ستتفتح لك. لا أنكر أن من يحمل شهادة جامعية، يسكون لديه أفضلية على غيره. ولكن طموح الآخر، الغير جامعي، وجدّه في العمل قد يقوده إلى أن يسبق حامل الشهادة الجامعية. العالم مليئ بقصص الناجحين ممن لم ينحجوا أو يتخرجوا من الجامعات. وأيضاً هناك العديد ممن يحملون نفس الشهادة الجامعية ونفس القدرات العقلية، وقد ينجح أحدهم في الحياة ويفشل الآخر. فالحياة أكثر تعقيداً من سباق سيارات، حيث لا يهم إلا من يصل إلى خط النهاية أولاً. لذلك من المهم أن تتذكر دوماً أن الدراسة وحدها لن تكفي لتنجح في حياتك بل تحتاج للعمل والجد، وأن يكون تهديفك دوماً للأعلى والأفضل.